القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا لا يتم تطبيق أحكام الشريعة بدلا عن القوانين الوضعية ؟

لماذا لا يتم تطبيق أحكام الشريعة بدلا عن القوانين الوضعية ؟


بقلم المحامي محمد الموصلي

دائما ما يطرح هذا السؤال أو يتعرض له المختصون في مجال القانون والقضاة والمحامين...

فيرى البعض أن الدولة بتطبيقها القوانين الوضعية قد خرجت عن الدين الذي أنزله الله تبارك وتعالى لانها ترى أن الحكم يكون بحكم او تطبيق الدين المنزل من السماء ...


وجوب تطبيق قانون السماء بدلا عن القوانين الوضعية لا يختلف فيه العقلاء أما مسألة الخروج عن الدين فهذه الطامة الكبرى هذا من جهة ومن جهة اخرى هذا الفكر خطير جدا ...


سنرى لم يجب تطبيق الدين وهل يمكن تطبيقه فورا ؟ وهل صحيح أن الدولة والناس يخرجون عن الدين بتركهم لشريعة السماء ؟؟


من غير المعقول أن نقارن بين قانون السماء والقانون الذي وضعه الإنسان الذي هو كله نقص ويحتاج إلى الكمال ومهما بلغ لن يصل إلى الكمال ... وحيث أن جميع الشعوب تقدس ماأنزل اليها وتعتقد بوجوب تطبيقه وترى أن أحكام الشرع تمتاز بالشمولية والكمال والعدل والعدالة وتعالج كافة المشاكل بحق وانصاف وهذا ما يريده الإنسان من القانون .. فلماذا نترك القانون الذي لا يشوبه أي نقص ونلجأ إلى قانون آخر مليئ بالنقص والثغرات ... لهذا السبب نقول يجب تطبيق الشريعة ..


لكن السؤال هل يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل فوري أو اعتباطي ؟

إذا قلنا بتطبيق اﻹحكام الشرعية بهذا الشكل فهذه هي العبثية بعينها وأضرار تطبيق الدين ستكون أكثر من فوائدها بكثير ... لان العوامل التي يجب توافرها في فرض أحكام السماء منعدمة مثلا كيف يمكن أن أحكم على السارق بقطع اليد وهو محتاج وقد سرق ليطعم أولاده ؟ هذه مأساة وظلم كبير .. أو كيف يمكن أن أجلد شابا زنى وهو شاب كله غريزة ..

 حيث أن القانون يعطي حقوق ويفرض واجبات .. لذا نقول يجب توفير العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحيث توفر الدولة الأمن لافرادها ويتم توزيع أموال الدولة على أبنائها بشكل عادل وتهيئة فرص العمل وتوفير السكن الملائم وعندما لا يبقى جائع ولا يبقى محتاج ولا يبقى انسان في العراء بدون مأوى والكل يعيش بحرية وكرامة في هذه الحالة يمكن القول بتطبيق الشريعة واذا سرق الإنسان وهو في ظل هذه الدولة التي توفر كافة مستلزمات العيش الكريم يمكن القول بتطبيق عقوبة الدين عليه لأن فعله ( السرقة ) قد ادى الى تخويف وارباك المجتمع الذي يسوده الأمن والأمان ...

وأما عن خطورة الفكر الذي يرى أن الدولة وافرادها قد خرجوا عن الدين بتطبيقهم القوانين الوضعية فهذا الفكر قد أنتج وحوشا ضاربة افسدت في الارض وقتلت وذبحت الانسان وشوهت صورة الدين ... فهؤلاء الحفاة الرعاع جهلة القوم الذين يمتازون بالسطحية والتفسير الظاهري بل إن جهلهم مطبق تماما ... أو هم يغلبون عاطفتهم على عقولهم المتحجرة ... 
فيجب التفكر والتدبر بروية في مثل هذه المسائل الشائكة ...
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع