المرافعة الشفوية والخطية - أيهما أفضل في الدعاوي القضائية

لا شك أن الدعوى القضائية تسير وفق اجراءات ناظمة رسمها القانون المختص بحيث يتوجب على المتقاضين سلوكها للوصول الى عنوان الحقيقة "الحكم القضائي" ولاتظهر هذه الحقيقة دونما مرافعة يبديها اطراف الدعوى القضائية وذلك أما في وجه دفاع أو هجوم سواء في الدعاوي المدنية والجزائية.

وقالو في تعريف المرافعة : مقطوعة من النثر الادب الراقي مادته وقائع وقانون تقدم باسلوب عرض ممتع ومغري ، سهلة الوصول ، أَخَّاذٌ للعقول ،مسيطرة على المشاعر،تحقق القناعة.

موضوع متصل : نصائح لتعلم فن المرافعة امام المحاكم

وهي بمعنى اخر : البيانات المكتوبة من الواقع والقانون التي تقدم بها أطراف الدعوى.و تتألف من الشكاوى والأجوبة والردود

المرافعة القضائية كما هو معروف تقدم بشكلين:

المرافعة الشفوية أو الشفهية : وهي التي يؤديها المترافع (المحامي) شفاهة وعلى نحو ارتجالي في قاعات المحاكم .

المرافعة الخطية أو المكتوبة : وهي التي يقدمها المحامي كتابة على شكل مطالعة بحيث تكون معدة مسبقاً ويكتفي المحامي بطلب ضمها الى ضبط الجلسة وقد يتطلب تلاوتها قبل ضمها ان كان لذلك مسوغ .

أيهما أفضل في الدعاوي القضائية

نوعي المرافعة يصلح تقديمها في الدعوي المدنية والجزائية على حد سواء ولايوجد نص قانوني يمنع ذلك الا في قضاء محكمة النقض بحيث أنها تنظر تدقيقاً وكذلك الأمر في الاستئناف التنفيذي كما هو الحال في فلسطين والاردن ولبنان.

الأصل شفوية المرافعة القضائية

الاصل العام في الاحكام الجزائية تبنى على المرافعة امام المحكمة وقد جاءت العديد من القرارات والمبادئ القانونية العربية مؤيدة لهذا المبدأ الراسخ ولذلك اعتبارات عديدة من ضمنها تحقيق اقصى قدر ممكن من العدالة في هذا النوع من الاحكام .

المرافعة الشفوية اكثر ملائمة في الدعاوي الجنائية

يمكن القول ان المرافعة الشفوية يفضل استخدامها حينما يترافع المحامي امام المحاكم الجزائية للاسباب التالية:

استخدام نبرة الصوت عامل مهم ومؤثر في التوصيل الجيد وهنا يظهر فن المرافعة عند المحامي المحترف وذلك باستخدام التحكم الصوتي والتأثير العاطفي المدعم بسرد منطقي منظم..,وهي من أفضل الخيارات لأولئك الذين يعملون في مجال القانون الجنائي،

المرافعات امام المحاكم الجنائية التي طالما هزت عبر العصور اعواد منابر القضاء فساهمت في تحقيق العدالة بتجريم مجرمين يقضين وارسلتهم خلف القضبان حيث ينتمون ، وبرأت ساحات متهمين أحاطت بهم ادلة زائفة فكادت حبال المشانق ان تطبق على أعناقهم.وتحتاج هذه المرافعات الى جهد جبار ومرهق في عملية الاقناع وكثير من المحامين يتجنب التوكل في القضايا الجنائية هرباً من هذا الحمل الثقيل.

الدعاوي الجنائية تحمل تفاصيل دقيقة وملابسات مبهمة ومتشعبة لا يكفي كتابتها لاقناع القاضي بعدالة القضية.ولأن قراءتها يفقدها سحر البيان كما يفقدها فاعليتها.

القاضي بالعادة لايملك الوقت الكافي لقراءة المرافعة سيما ان احتوت على الكثير من الاوراق فهناك عدد ضخم من ملفات الدعاوي في انتظاره وبذلك فان السرد العلني يختصر الوقت ويضمن وصول وجهة نظر الوكيل ان احسن العرض ولذلك قيل "ان المحامي سفير صاحب الحق عند المحكمة فان احسن العرض حقق القناعة فان احسن العرض وحقق القناعة ضمن الحكم ".

الأستاذ حسن الجداوي يصف المرافعة الشفوية امام المحاكم الجزائية بالقول : مباراة أسلحتها الوحيدة المعتمدة قوة البيان، وثبات الحجة، وقرع الحجة بالحجة، والتدليل المنطقي والاستعانة – لكن بقدر- بتأثير العاطفة واستدرار رحمة الحكم الذي هو القاضي أو استثارة غضبه واستنهاضه لتحقيق واجبه.

القضايا المدنية والمطالعة الخطية

قد يتفق معي الكثير من الزملاء ان المرافعة الخطية هي المكان الامثل للدعاوي المدنية وذلك نظراً لاعتمادها على الوثائق والمحررات الورقية والمستندات بشكل كبير وبذلك فهي ذات تفاصيل مدعمة بالمستندات اكثر من المجريات والوقائع .

موضوع متصل : دور المحامي قبل المرافعة

وأفضل طرق الأداء للمرافعة ،

ما يمكن أن يسمى الارتجال المكتوب، أي أن يكتب المترافع رؤوس الموضوعات التي ينوي إيرادها في مرافعته، ثم يعبر عنها مشافهة، مراعياً ظروف الحال داخل المحكمة، وبذلك يكون قد تخلص من مخاطر الأداء بطريقة التلاوة، ومن عثرات الأداء بطريقة الارتجال المطلق دون الاحتفاظ برؤوس الموضوعات التي يمكن أن تغيب عن الذهن إن لم تكن مدونة.

بقلم المحامي رشدي عبد الغني - شبكة القانونيين العرب.

مكتب المحامي السعودي | الاستشارات والابحاث القانونية

القائمة الرئيسية

الصفحات