القائمة الرئيسية

الصفحات

ليت زمن المحاماة الجميل يعود بقلم المحامي اشرف سالم


ليت زمن المحاماة الجميل يعود بقلم المحامي اشرف سالم


قد يعترض علي من يقرأ سطوري الاتية وقد يستاء البعض منها ..لكن ازعم انها هي الحقيقة التي عاشها كثير من الزملاء الاجلاء من اصدقائي المحامين من هم اكبر مني سنا ومن هم اصغر مني قليلا ...لكني تعودت ان اكتب ما يمليه علي ضميري والحقائق التي عشتها واستمتعت بها دون خوف او وجل. 

فمنذ تخرجي واشتغالي بمهنة المحاماة ..والانخراط فيها ..اجوب اروقة المحاكم هنا وهناك ...قابلت الكثير والكثير من اساتذة عظام لا سيما في حجرة شيوخ محكمة جنوب القاهرة الابتدائية (باب الخلق)..وكنت عندما اقترب منها ينزل علي سهم مخافة ان يسمع لي نفس او صوت واساطين القانون يجلسون فيها يتحاورون في مسائل قانونية معقدة ..وكان المحامي الشاب مثلي لايمكن ان يدخل تلك الحجرة ويجلس معهم ..كنا نقف لسماعهم والتعلم منهم ..وفي اي وقت لايمكن ان تسمع فيها الا المحاورات القانونية او السياسية او النقابية بأسلوب يرسخ فيك مبادئ وقيم عليا في الاحترام والتوقير والتبجيل فيما بينهم ...حتي ان الاستاذ منهم بعد تعوده علينا كان ينادينا بأن نبتاع له علبة سجائر فكان فخر لنا أن نحضرها اليه مهرولين ..فيكفي انه يتكلم معنا ...


الغريب في الامر هل كان هؤلاء المحامون العظماء ملائكة وكلهم افضي الي ربه وبدون ذكر اسماء ..لا والله ما كانوا ملائكة فمنهم من يدمن الخمر ..ومنهم من كان يدمن الميسر ..ومنهم من كان يدمن المخدرات ..ومنهم من كان يدمن النساء ...والادهي والامر منهم من كان شاذا ...هل تعلمون تلك الكلمة شاذااااااا ...والجميع كان يعلم ذلك ...فهل تندر احدهم او احدنا علي ذلك السلوك الشخصي لايا منهم .....؟


لا والله فقد كانوا عظماء في مهنتهم ...مترافعين لا يشق لهم غبار ..وكانت قاعات المحاكم تهتز جلالا من مرافعاتهم التي تسلب العقول والالباب ...


وكان لايمكن لاحدنا او بينهم وبين بعضهم البعض ان نسخر من هذا السلوك ولا يجرؤ احد فينا علي التحدث فيه اطلاقا ..وحتي لو فكر احدهم خوض انتخابات النقابة كان لايمكن بحال ان يشهر به الطرف الاخر ...

هكذا تعلمنا علي أيديهم القانون بعيدا عن السلوك الشخصي ...

اما الان فللاسف الشديد حدث ولا حرج فيما يفعله المتنافسون مع بعضهم البعض لا يتوارون خجلا في ان يشهر احدهم بالاخر ..وان يأتي جيل من الشباب بأقظع السباب لمن هو مثل والده ومعلمه ...بل يتعد الامر في ان ينشر ذلك كي يراه غير المحامين وهو لايدري انه يحط من قدره هو مع من يريد الحط من قدره ...ثم نعود نولول ونصرخ علي كرامتنا المهدرة بأيدينا ...


يا ساده كل نفس بما كسبت رهينه تلك الاية هي التي جعلت هذا الجيل العظيم لا يستطيع كائنا من كان ان يتجرئ علي المحاماة وعلي المحامين ..وكان يعمل لنا الف حساب وحساب ..اما الان فنحن الذين ضيعنا كرامتنا عندما يسب بعضنا البعض علي سبيل الهزل ..ويسب امناء الشرطة ايضا فيردون عليه السباب بالهزل ومع امناء سر الجلسات ومع الموظفين وتلك هي الصحبة التي يخيل اليهم انها تنهي اعمالهم باريحية ..


وليس عجيبا بعد ذلك ان نري المحامي وهو يعتدي عليه من اصغر حاجب واصغر موظف ثم نبكي علي اللبن المسكوب ...
ليت هذا الزمن يعود من جديد علي ان يكون به محامون نصف هؤلاء المحامين اساطين القانون وسادته الذين كانوا يعلمون القضاة ماهو القانون وكيف يحكمون ...ولله الامر من قبل ومن بعد ...
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع