القائمة الرئيسية

الصفحات

الطالب الجامعي بين الواقع والطموح



سمي علي : استجابة لطلبكم اقرأوا هذا المقال : الطالب الجامعي بين الواقع والطموح الزي الموحد مظهر معقول لدواعي محببة كتوحيد الهيئة العامة ، ورفع الفوارق نسبياً ونحوها . ولكن المشكلة اليوم في نوع الملبس وطريقته وكيفيته وبما لا يليق والمؤسسة العلمية التي نعيشها في مدينة العلم والعلماء بل أمير المؤمنين ( ع ) وعاصمة ثقافتنا الإسلامية حتى إنقلبت الأزمة اليوم من العلم بكيرفه المتراجع الى أزمة خلقية، إذ نحاول تقصير ألبستنا لما تركته الأزمة الاقتصادية ولكن ننفق المال لنخرج بمكياج صارخ ، والشباب يطيل رأسه حفاظاً على ثمن حلاقته مدخراً إياه؛ ولكنه ينفقه على دهون شعره ونظائرها.

 الطالب الجامعي بين الواقع والطموح



و يوسّع ربطته ويجعلها مدعاة انتقاص وسخرية مع أن الأحرى به أن يتوسع بشبابيته إلى أناقة أتم بما يليق لا وفق هوىً وتقليد أعمى كما يعبّر الفقهاء وان لم يعقل حتى من داخل ذاته .


واختنا الكريمة بدلاً من توفير أمتار القماش للستر بدأت تنفق أثمانها للتزّين الخارج عن حد اللياقة . واعتقد أن هنالك فرق بين اللائق وحد اللياقة ، وبين المقبول والمرفوض . فهل هذا من العفاف ؟ هل أن مثلها الأعلى زاهراءً كانت أو زينبياً والتي لم ترخ سترها وان طاف بها الأعداء بلداناً و سلبو حرمتها . أو هو البحث عن النمط الغربي والموديل أو البرستيج المزعوم كما يتشدقون بهذه الألفاظ المستوردة بدعوى الثقافة والمستبطِنة للإنحلال المبرمَج والتحكم عن بُعد بأخلاقياتنا والمتمحورة حولكم باعتباركم الطبقة المتلقية والحيوية والفاعلة نسبياً أو المثقفة كما يقولون .


لماذا لا تكون مدرستنا الإسلامية نموذجاً لكم ونحن في بقاع تتشرف ملائكة الجليل بها ؟ قم وإنحني إجلالاً انك بالوادي المقدس فهنا النجفُ وما أدراكم ماالنجف ُ ؟ .


لماذا التسليم لهذه الثقافات ؟ علماً إنني لا أعني بذلك الحد من الحرية الشخصية ولكني ارى أن جامعتنا في بلد أمير المؤمنين (ع) ولابد فيها من وجود مسحه ونكهة نجفية لروادها تنعكس حتى على ذواتهم النقية وتوفيق الله تعالى له فلماذا البعد عن الله ؟ ، واعلموا أن نار البعد اشد من نار اللظى .

يقول أمير المؤمنين ( ع ) : ( ومن عشق شيئاً أعشى بصره وأمرض قلبه قد خرقت الشهوات عقله وأماتت الدنيا قلبه وولهت عليها نفسه فهو عبد لها ولمن في يده شيء منها حيثما زالت زال اليها وحيثما أقبلت أقبل عليها ولا يزدجر من الله بزاجر ولا يتعظ منه بواعظ وهو يرى المأخوذين على الغِرة .......... فهو يعض يده ندامةً على ما أصحر له عند الموت من أمره ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه فصار بين أهله لاينطق بلسانه ولا يسمع بسمعه يردد طرفه بالنظر في وجوههم يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم ..... ) .


الإسلام يرى أن الحجاب ضمان قانوني للعفة لا للمرأة وحدها فحسب ولا للرجل كذلك بل المجتمع كله ؛ لأنه نتيجة طبيعية لتكوّن المجتمع من الجنسين .


إن بلاد الشرق لن تخدع بالأوهام، وإن المسلمين لن يبتعدوا عن دينهم ولن يجذروا في نفوسهم وقلوبهم وبيوتهم طباع فتيان الغربيين . حاشا للمرأة أن تكون لقمة مبتذلة مسلوبة الكرامة حين تكون في معرض الاطلاع المستمر وهذا مالا يحبه كل من رغب الاقتران بها في قرارة نفسه إذ الشاب يجب أن يتفرد وتكون خالصة له لا شريكة مع الغير ولعل الشاب يجد فارقاً بين المرأة فتاة الأحلام،وما تنطوي عليها من صفات كمال وبين غيرها ؛ ولذا عزف كثير منهم عن الزواج أخيراً. فماذا ننتظر من الرجل إن كان الجو السلبي مهيئاً من الفتاة .؟ .


نجد ميوعة وتحلل ، وازدواج في الشخصية ، وترهل في الخلق ، وضعف في الإرادة ، ومسخ في معالم الرجولة. إنها مواريث الاختلاط والانطلاق مع الشهوات، فهل يرغب الشاب أن يهبط إلى هذا الدرك في الدنيا قبل أن يستقر في الدرك الأسفل من النار ؟.

دع عنك عقاب الآخرة وخذ قمة الغربين ونموذجهم في فرنسا وماذا فعلت ميوعة الرجال حين أدركتهم الحرب العالمية الثانية أنها لم تُبق سمات البطولة والرجولة بما يستحق التقدير وطأطات رأسها لأول لطمة ورفعت يد الاستلام .


حرية فردية ومجتمعية بدأت تتعالى بدعوى الثقافة والإنفتاح ، ألهذه الحرية المطلوبة حدٌ تنتهي عنده ،ولا تتجاوزه ؟ أم هي الانطلاق الكامل لا إلى حد أو هي الفوضى الممزوجة التي لا تصلح أن تكون ركيزة لقانون.


وكيف يستطيع مشرّع القانون بان يضمن للحريات المتعارضة إطلاقها دون أن يضطر ــ في بعضها لا اقل ــ إلى تقييدها ؟ وبهذا سينتهي إلى تكبيل الحريات بقيود الإنضباط ولا أعتقد – بحدود معلوماتي القاصرة – أن ذلك مخالف للحرية الفردية .


النظرة الجامعة العادلة : أن يعترف لكل غريزة في الإنسان ولكل نزعة صحيحة فيه بحقها في النشاط على أن لا تخرج من الإطار المشرع من واهب القوى الله سبحانه وتعالى فتكون حينئذ أميناً على ما أودعك الله تعالى إياه فيه .


كيف لك أن توظف ما منحه الخالق لك بمرضاته ؟


من الغريب أن اسمع بمجتمع يدعي الثقافة وينادي بحرية المرأة وترك حنانها لا لاجلها بقدر خداعها لصالحة أن يقول : المرأة ناقصة عقل ويفسره بالنقص السلبي المتبادر من ظواهر اللفظ .


نسأله هل أنت ناقص رحمة ورأفة وحنان أم كامل فيها، وإذا كنت تحمل النقص فيها فهو قمة كمالك لأنك رجل ، فالقول كذلك فيها فأصبح كمالك بنقصك فكذلك نقصانها كمال وحاشا لله تعالى أن يخلق ناقصاً -من هذه الجهة - ولو لم تكن ناقصة لما كانت امرأة . والامام الصادق ( ع ) يقول : المرأة ضلع اعوج إن تركته استمتعت به وإلا لكانت رجل مثلك . ثم لو كانت ناقصة كما تدعون فلماذا أنت الكامل تبحث عن ناقصة ؟ ألا يكون ذلك دليلاً على انك أنقص منها ؟ حاشاك أخي المسلم وحاشا الأخت المسلمة من العيب والنقص المدعى في فرض الكلام .


نعم النقصان والكمال أمور نسبية بلحاظ المقارنة بينها وكل شيء كمال بذاته وفي رتبته .


ثم ما الفخر لك لو كنت كاملاً والعيب بها لو كانت ناقصة وكلاكما لم يخلق نفسه؟ إياكم والاجتراء على الله تعالى، وعدم اللطف في مخلوقاته والنَيل من الآخرين بقوة الله تعالى الموهوبة لك ، اعني لسانك وعقلك وعينك ... الخ


قال أمير المؤمنين(عليه السلام ) : (يا نوف : كذب من زعم انه يعرف الله عز وجل وهو مجترىء على معاصي الله كل يوم وليلة ) .


أعضكم وأرشدكم إلى الإنقياد والتخلق بما روي عن الإمام زين العابدين ( ع ) في حق المعلم على المتعلم بما يصلح أن يكون دستوراً أخلاقياً


قال الإمام زين العابدين () : ( وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير لمجلسه ، وحسن الإستماع إليه، والإقبال عليه، وان لاترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيبه، ولا تُحدّث في مجلسه أحداً ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ، ولاتجالس له عدواً، ولاتعادي له ولياً ، فإذا فعلت ذلك شهد ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله – جل اسمه – لا للناس) . هناك معان عدّة للحق عند اللغويين ، وأهل الشرع ، والقانون : ومايهمني منها هو المصطلح القانوني ومن تلك المعاني : هو : (إستئثار شخص بمزية يقررها القانون له ويخوله بموجبها أن يتصرف في قيمة معينة بإعتبارها مملوكة أو مستحقة له)( ).


وهو ماأميل إليه من أنه هو مقصود رسالة الحقوق .


يحدثنا القرآن الكريم بجملة من الآداب اللائقة بالمتعلم حين خاطب النبي موسى () الخضرَ() بقوله تعالى :

( فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65 )قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66 )قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا ) وللكلام تتمة منشورة في محلها
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع