القائمة الرئيسية

الصفحات

مصعد محكمة بداية الخليل والطريق الى العدالة

بقلم المحامي حمزة ابو صالح

جئت مسرعا الى دوامي المعتاد , , لم يكن بيدي حيلة يومها لان انفلونزا الشتاء انهكتني كثيرا لدرجة عجزت فيها عن حمل حقيبتي على كتفي المنهوك كونها تحتوي على عشرة ملفات يومها الا بشق الانفس , , 

مصعد محكمة بداية الخليل والطريق الى العدالة

حاولت جاهدا ان اقف بسيارتي في مكان قريب لمدخل المحكمة الا انني لم استطع ذلك فيومها كما ابلغت بعد السؤال دورة مخالفات سير فاضطررت لوقف سيارتي بجانب محطة الشرق الاوسط بعد ان درت بسيارتي ثلاث مرات حول مبنى المحكمة دون جدوى واخيرا لم اجد مفرا من الوقوف هناك على بعد 400 متر من المحكمة , , المهم انني اسقليت سيارة اجرة اخرى لتوصلني لمدخل المحكمة وبعد ان وصلت الى باب المصعد تفاجأت بان بابه مفتوح فقلت لنفسي هذا يوم السعد واستقليته وبت انتظر ثم بدأ يتحرك ويا ليته لم يفعل انواره مطفأة وتحرك لمسافة طابقين ثم علق ,,, 

رحت اضربه بقدمي لعل بعضهم يسمعني , وبعد خمس دقائق حضرت النجده واخرجتني وقبل ان يقولو لي حمد لله على سلامتك ’’’ تفاجأت بصراخهم علي ما هذا يا استاذ ؟؟؟ اعتقدت انني ارتكبت مصيبة ,, وبعد هنيهات علمت ما الامر ,, اذ كان زيت المصعد يتساقط من أعلى على بدلتي التي تلطخت بالكامل ,, كل هذا لا يهم المهم انني خرجت سالما ,, بعدها تابعت المسير صعودا الى الطابق السادس وانا اجر شنطتي وملفاتي وما بقي من قواي على درجات عددها اربعون كحد ادنى لعلي اجد لي دورا في جلسات المحاكمة وعندما وصلت الى هناك تشاهدت الف مرة اذ بحمد الله كان القاضي غائبا وملفاته محالة لقاض اخر ,, انتظرت قليلا وراجعت سعادته فأجابني سعادته بكل هدوء بعد الثانية عشرة سيأتي دورك يا استاذ عندما انهي ملفاتي وما كان بيدي حيلة سوى الانتظار ,,, تفاجأت اثناء ذلك بان احد الزملاء يصعد من مصعد جانبي للمحكمة لم اعلمه الا حينها فقلت في نفسي يا ترى هل للعدالة باب اخر لا اعلمه ام ماذا ؟؟؟؟

 كما اني تفاجأت بأن المصعد الرئيسي عاد للعمل فجأة واصبح ينزل ويصعد وينقل الموقوفين لقاعة المحكمة ثم تعطل عند انتهاء النقل فسألت باستهجان ما هذا الذي يحصل فأجابني احد الزملاء بشيبته وهو جالس باستهزاء الا تعلم ان هذا المصعد لناس وناس ,, فقلت لنفسي ايعقل ان تكون العدالة كذلك ... كل ذلك لا يهم المهم ان احدى ملفاتي يومها كان يتعلق بالحصول على طلب مستعجل يتعلق باعادة الخدمة لاحدى العمارات التي منع مالكها استخدام مصعدها على الساكنين بحجة انه متعطل وخجلت من موكلي الذي كان يرافقني وعاش معي هذه اللحظات وكأن عيونه ترمقني بسؤال خفي جوابه هذا هو حالنا مما اخجلني ومنعني عن تقديم طلبي هذا للمحكمة يومها لعل الحال سيكون افضل في يوم اخر ... 

وعندما وصلت الساعة الثانية عشرة علمت ان ملفاتي معظمها تأجلت بحجة عدم الحضور رغم وجودي بدعوى انني لم اسمع المنادي الذي لم ينادي او انه نادى في سره ما لم نسمعه جميعا وركضت حينها الى سيارتي لاجد مخالفة تقول انني وقفت في مكان ممنوع ؟؟؟ 

للاسف هذه يومياتنا وهذا هو حالنا وحال مصعدنا المتعطل ولا اقصد بذلك قطاع العدالة ابدا ابدا ولكن الله من وراء القصد ولا يزال ملفي بالانتظار حتى يتحسن الحال إن شاءءءءء الله 
المحامي حمزة ابو صالح 
محامي من الارياف
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع