القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث دور الإنترنت في عملية المتاجرة بالمخدرات

دور الإنترنت في عملية المتاجرة بالمخدرات

بحث دور الإنترنت في عملية المتاجرة بالمخدرات
بحث دور الإنترنت في عملية المتاجرة بالمخدرات

شيماء عطا الله 

نحن نعلم أن لشبكة الإنترنت الكثير من الآثار الإيجابية التي ساهمت كثيرا في الرقي بالإنسانية ، أهما على الإطلاق التجارة الإلكترونية التي أصبحت من سمات هذا العصر .

وعلى الرغم من المزايا الكثيرة التي تقدمها التجارة الإلكترونية، كان لها جانب سلبي تمثل في تسهيل عملية المتاجرة بآفة المخدرات . حيث نجدها فتحت المجال أمام المتاجرين بأرواح البشر فأصبحت المتاجرة غير المشروعة في المخدرات والمؤثرات العقلية تتم بكل يسر وسهولة عبر شبكة الإنترنت ، باستخدام البطاقات الائتمانية ففي الولايات المتحدة الأمريكية ألقت السلطات الأمنية الأمريكية مؤخرا القبض على نحو 20 شخصا منهم مواطنين أمريكيين وأجانب يقيمون بالولايات المتحدة الأمريكية بعد اتهامهم باستخدام شبكة الإنترنت في المتاجرة ببعض المواد المخدرة مستغلين في ذلك نحو 200 موقع في أعمالهم غير المشروعة.


ويشير تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2001إلي أنه منذ عام 1996م درجت شركات مقرها هولندا على استخدام الانترنت في بيع بذور القنب ومشتقاته ، كما أفادت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أن السلطات البريطانية أعلنت عن اكتشافها أكثر من 1100موقع على شبكة الإنترنت تعرض مختلف أنواع المخدرات للبيع وخاصة القنب ، إضافة إلى الاكستازي والكوكايين والهروين ، وغالبية هذه المواقع ملقماتها في سويسرا أو هولندا وذلك خلال عام 2000م.

وفي تقرير نشرته شبكة CNN الإخبارية على موقعها الإلكتروني ذكرت فيه قيام السلطات الاتحادية والمحلية في عدد كبير من الولايات الأمريكية بحملة واسعة بهدف تعقب مروجي المخدرات الذين يوزعون العقار المخدر المسمي GHB عبر شبكة الإنترنت ، حيث ألقت القبض على العشرات منهم في مختلف المدن الأمريكية. 

هذا ولم يقتصر الأمر على استخدام الشبكة العالمية على عمليتي البيع والعرض لآفة المخدرات وإنما امتد ليشمل بيع التقنية ذاتها كوسيلة للاتجار المذكور. وبما يسهل الأمر على المتاجرين بأرواح البشر منهم . ومن الأمثلة على بيع التقنية بيع موقع إلكتروني مشهور بكثرة الولوج إليه والشراء من خلاله ، أو التنازل عن بريد إلكتروني يتم من خلاله الطلب ، أو الاشتراك في إحدى غرف المناقشة التي يتم من خلالها التعامل غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية مقابل الالتزام بدفع مبلغ مادي ، أو القيام بإعداد تقنية خاصة لمحركات البحث Search Engine مهمتها المساعدة في الانتقال إلى حيث المواقع الخاصة بطوائف معينة من المخدرات أو استخدام تقنية خاصة يتم تقنينها وتوزيعها على العملاء والتجار عبر شبكة الإنترنت . ليس هذا فحسب بل من الممكن أن تشمل قيام التاجر بتأسيس وسيط إلكتروني متكامل كمزود لخدمات الإنترنت ISP أو شبكة اتصالات متكاملة مهمتها الترويج لهذه الآفة عبر شبكة الإنترنت.

مما تقدم يتجلي لنا أن استخدام شبكة الإنترنت بخدماتها الكثيرة والمتنوعة في الترويج والمتاجرة بالمخدرات والمؤثرات العقلية أصبح مشكلة ولن نبالغ إذا ما وصفنا الحالة الراهنة بأنها عالمية . فأقراص الإكستازي المنتجة أصبحت ترسل وبكل يسر وسهولة إلي أمريكا الشمالية أو جنوب شرق آسيا في حين نجد أمريكا الجنوبية تنتج الكوكايين الذي ينتهي به المطاف بذات اليسر والسهولة بكندا أو جنوب أفريقيا أو ايطاليا.

ومما يزيد من تعقيد هذه المشكلة أنها ظاهرة حديثة جدا ومن غير المتوقع مكافحتها بسهولة في الأمد القريب . وهو ما يفرض على الأسرة الدولية ضرورة وضع خطوط قانونية وإجرائية لتضيق الخناق على هذه الظاهرة .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع