القائمة الرئيسية

الصفحات

الحقيقة والواقع 

بحث الحقيقة والواقع
بحث الحقيقة والواقع 
بقلم المحامي فاروق العحاح

كلما استطعت ان تقترب من اي شخص تستطيع معرفة طبائعه واخلاقياته ومبادئه وطموحاته وغاياته المتخفية بين جدران صدره وثنايا قلبه وتشعبات عقله المرشد والموجه له في كل خطواته واراءه وتصوراته الحاضرة والمستقبلية 

وما يمكن معرفة حقيقة مقدار التوازن لديه بين اقواله وافعاله وبين افكاره واراءه – وما يمكن تقييم ما تم التوصل اليه من معلومات وتصورات وافكار ما يمكن الاعتماد عليها في اتخاذ اي فعل او موقف مادي او معنوي اتجاهه باطمئنان وثقة بتحقيق نسبة من النجاح والوصول الى ما يمكن ان يحقق المطالب والمقاصد المنشودة . 

الحوارمن بعيد وتبادل المعومات عن كثب لا تجدي نفعا لانها تكون بعيدة عن اوجه الحقائق وغياب العنصر الشفاف الواضح من غيرلبس وشك المرفق بالمشاعر والاحاسيس الانسانية المتصلة بالتقارب المعبر عن الصراحة والوضوح والبحث بالاعماق في ارض الحقيقة الداخلة برؤية واضحة ومطمئنة

ان الصراحة والوضوح في طرح الامور وبيان المعلومات بصورة شفافة تساعد على الوصول الى الحقائق وكشف المجهولات والمتغيبات عن الظاهر بمستوى مقبول على الاقل.
وتزيد من الثقة والطموح من ضرورة التقارب مع الاخر وشد اوتار وحبال التواصل لتامين مسيرته بينهما مهما كان نوع التقارب وعناصره وغاياته المقصودة من ذلك.

هو الباعث على امكانية تحمل نتائج المسؤوليات والاحتمالات المتوقعة من التقارب بين الاشخاص ذوي العلاقة لاي غرض كان .
ان على الاشخاص المتحاورين والمتنازعين والمختلفين باي صورة كانت ولاي قضية , ان يكونوا مستعدين من مفاجئات الحقيقة قد تغضب البعض وقد تفرح الاخر وقد تفاجئ البعض بامور ما لا يمكن معرفة احتمالاتها وتوقعاتها, حتى لا يقع في دوارالمفاجئة من الضربة التي قد تلقي به صريعا على حلبة الصراع بين الحقيقة الناصعة والواقع المزيف والمخالف لها والمجهول بها.

اضحت الحقيقة يخشى منها اغلب الناس لانها تكشف زيف اوراقهم وسلوكياتهم واخلاقياتهم السيئة والمخالفة للقيم الانسانية والشرعية المهنية.

يخشى منها اغلب السياسيين لانها تكشف زيف وعودهم الكاذبة وشعاراتهم المزيفة,

ويخشى منها اغلب التجاروالمقاولين لانها تكشف حقيقة اعمالهم الرديئة وفساد بضائعهم المخالفة للمواصفات والقياسات العلمية المقررة في عقودهم وشروط مقاولاتهم الاصلية المثبتة شرعا وقانونا,

و يخشى منها بعض الموظفين ومن المسؤولين لتعاطيهم الرشا والاختلاس وخيانة الامانة,

ويخشى منها اصحاب الثراء الفاحش غير المشروع الذين كثروا في البلاد انها تكشف حقيقة ثرائهم الفاحش في زمن قياسي غير مسبوق في عالم الثراء والغنى وفق ابسط القواعد والنظم الاقتصادية والاجتماعية المشروعة فتضعهم امام مسؤولية فساد مالي واخلاقي امام القانون وقانون غسيل الاموال الخاص باعمالهم ومحاولاتهم لتهريب اموالهم غير المشروعة بطرق مشروعة لاضفاء صفة الشرعية عليها لاعادة تدويرها داخليا لاعمالهم الخبيثة الخاصة المنافية للقيم الوطنية والانسانية . 

ويخشى منها الكثير من الاشخاص لانها تكشف حقيقة صفحات اعمالهم ومستنداتهم واوراقهم المزورة وتكشف نوايهم الخبيثة .
ولكل مختلس وخائن لشعبه ولمهنته لوطنه انها تاتي بالادلة الدامغة والحجج الواقعية لا تترك مجالا الا وتدين كل مسيء فاسد او ظالم او خائن انها تضع النقاط على الحروف بايدي مخلصة ,وفية , نزيهة لا تهاب احد في قول الحق والحكم العادل بحقهم 

الحقيقة هي ضياء العدل لكشف حجم الفساد والظلم والجور والحرمان وكشف اوراقهم المزورة ودعواهم المزيفة وهي نور الانصاف والاحسان لاعادة الامور الى حالتها الطبيعية ليعيش الانسان بكرامة واحترام يليق به شرعا وقانونا. وينال الفاسد والظالم جزائه العادل عاجلا ام اجلا وان الصبح لناظره قريب.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع