القائمة الرئيسية

الصفحات

حتى لايضيع الأخضر .. بسعر اليابس

حتى لايضيع الأخضر .. بسعر اليابس
حتى لايضيع الأخضر .. بسعر اليابس 

لاحظتُ وانا اتابع التعليقات الكريمة على مقالاتي ( صفحات من يوميات قاضي منحرف ) لجوء البعض الى التعميم بل والاطلاق في نقدهم لظاهرة الانحراف والفساد في العمل القضائي وكأن النموذج المطروح للقاضي الفاسد هو النمط الأكثر شيوعا بين القضاة , وهذا امر يجانب الحقيقة , اذ لو كان القضاء بذاك المستوى من شيوع ظاهرة الانحراف لما كنا اكثر من شركاء له في انحرافه !! 

ان سنوات طوالا من الممارسة المهنية في سوح القضاء اتخمت ذاكرتنا بصور شتى لنماذج مشرقة في تاريخ القضاء العراقي , نماذج تستحق منا الحرص عليها وإبرازها ليس فقط لنكون منصفين , وانما لكي تغدو تلك النماذج قدوة تقتدى ومثالا يحتذى
فما اكثر القضاة الذين يضرب بهم المثل في العدل والانصاف , وما اكثر القضاة الذين شهدت لهم سوح المحاكم بالقدرات العلمية المميزة والمهنية العالية والحرص على الحقوق , الى جانب الخلق العالي , وما اكثر القضاة الذين ضحوا بانفسهم في مواجهة عصابات التطرف ومافيات الجريمة احقاقا للحق , واذا كنت هنا استحضر صور الشهداء ( القاضي محمد خلف السبيل , والقاضي عبداللطيف الياس , والقاضي عبدالرزاق الحمداني ) رحمهم الله .. نموذجا فان ذلك لايغيّب عن الذاكرة مئات الصور لبقية شهداء الحق والعدل .
اذن حتى نكون منصفين امام انفسنا وامام تاريخنا ينبغي علينا ان نعي ان طرح نموذج القاضي المنحرف لاينبغي ان يقف عند حدود فضحه وتعريته امام الأضواء لاستئصاله , وانما يجب ان يمنحنا دافعا اكبر لمزيد من الحرص على الصورة الكبيرة الرائعة التي حماها هؤلاء بتضحياتهم .. الحرص على تطهيرها من المسيء .. والحرص على تجنب الاتهامات العشوائية التي تخدش الصورة النقية
حتى لانغبن الاخرين قدراتهم المميزة .. وأداءهم السليم .. وجهودهم الكبيرة
وحتى لانسلب انفسنا تاريخنا المشرق
وحتى لا يضيع الاخضر بسعر اليابس
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع