القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث جرائم التعذيب (الحلقة 5) : مقابلة المحتجزين

بحث جرائم التعذيب (الحلقة 5) : مقابلة المحتجزين

بحث جرائم التعذيب (الحلقة 5) : مقابلة المحتجزين

Pr. Belhouss Ahmed

في كثير من الدول "القمعية" والتي لا تحترم حقوق الإنسان، يتم التلاعب في المقابلات مع المعتقلين. فمثلا حين يصل إلى علم سلطات الاحتجاز أن ضحية ما للتعذيب قد تقدم بطلب إلى منظمة دولية أو وطنية قصد مقابلته وزيارته في مكان احتجازه قصد توثيق جريمة التعذيب التي تعرض لها، تعمد هذه السلطات إلى استقدام أشخاص أخرين غرباء يمثلون دور المنظمة الدولية أو الوطنية، وهكذا يجرون المقابلة مع المحتجز مدعين بأنهم يمثلون هذه المنظمة التي طلب منها زيارته.

من الخدع الأخرى التي تلجأ إليها سلطات الاحتجاز هي أنها تأتي بشخص أخر سليم لم يتعرض للتعذيب أو أحد أفراد الحراسة وتسمح للمنظمة الدولية أو الوطنية بزيارته ومقابلته في مكان الاحتجاز حيث يتم تقديم هذا الشخص السليم على أنه الشخص المراد زيارته.

هذه الخدع تؤدي إلى فقدان الثقة بين المحتجز - ضحية التعذيب - ومن يقابلونه مهما كانت جنسيتهم ووظيفتهم.

لهذا فقبل إجراء أية مقابلة لا بد من استعادة الثقة والتي هي مفتاح نجاح كل مهمة لتوثيق ادعاءات ومزاعم التعذيب.

يجب كذلك التأكد من تأمين المقابلة وذلك بالتأكد من أن الظروف السياسية والقانونية للبلد الذي سيتم زيارته، ملائمة وغير معرقلة والتأكد كذلك من أن الهدف الأول من المقابلة سوف يتحقق بإثبات واقعة التعذيب ومحاكمة المسؤولين عن هاته الجريمة إذا تم إثباتها. كما يجب التأكد كذلك من أن المحتجز لن يتعرض للتعذيب مرة أخرى بسبب المقابلة. وهذا يستوجب موافقة كتابية من سلطات الاحتجاز بإعادة المقابلة مع المحتجز مرة أخرى عند طلب ذلك.

يجب تأمين المقابلة كذلك بالتأكد من أن إجراءها سيحترم خصوصية وسلامة المحتجز ومن أنها ستتم بعيدا عن مسمع ومرأى حراس وأطباء السجن وعن رفقاء المحتجز حيث من المعروف أنه في كثير من المعتقلات يتم زرع عناصر تابعة لسلطة الاحتجاز باعتبارهم معتقلين كذلك وذلك قصد التجسس ونقل المعلومات إليها.


في الحلقة المقبلة نتطرق لمزيد من الإجراءات التي يجب اتخاذها أثناء مقابلة المعتقلين.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع