القائمة الرئيسية

الصفحات

اتفاق سيئ خير ألف مرة من دعوى جيدة - صلح خاسر خير من دعوى رابحة

 اتفاق سيئ خير ألف مرة من دعوى جيدة .

 اتفاق سيئ خير ألف مرة من دعوى جيدة - صلح خاسر خير من دعوى رابحة
 اتفاق سيئ خير ألف مرة من دعوى جيدة - صلح خاسر خير من دعوى رابحة 

مثلما يغشى ساحة القضاء خصوماً شرفاء طامحين إلى إثبات حقوقهم من خلال القنوات الشرعية ، فهناك أشرار يحاولون العبث في ذلك المجال باستخدام الحق في الدعوى بمثابة آلية لتعطيل أصحاب الحقوق من الحصول على حقهم ومحاولة استفادتهم بالحقوق المغصوبة أطول وقت ممكن أو إجهاد الخصم فيما لا داعي إليه بغية مساومته على حقه أو إرهاب بعض البسطاء بسطوة القضاء للحصول منه على مآرب غير مشروعة .

فالمشرع الفلسطيني لم يضع قواعد حاسمة بشأن مواعيد تأجيل الدعاوى ، والفصل فيها ، فإجراءاته لا زالت بطيئة معقدة ؛ مما جعل الدعوى - كقاعدة عامة - لا تفصل بأقل من بضعة سنوات تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من (20) سنة .

فمن غير المقبول الانتظار عشر سنوات أو أكثر لحصول المواطن على حقه الذي ضاع مرتين : الأولى : ممن اغتصبه ، والأخرى : من القضاء الذي عطله .

وإذا كان تحقيق العدالة بصورتها المشرفة قد أصبح ضرورة ملحة ، فإن عدالة الإجراءات من الوجهة النظرية والتطبيقية قد أصبح مسئولية حضارية ؛ ولذا يجب أن تنشأ على قواعد وأصول محكمة ، وذلك بوضع النصوص التي تؤدي إلى سرعة الفصل في الدعاوى ، وتقصير مواعيد الجلسات وإنقاص وتوحيد مهل الطعن ، والقضاء على كثير من الشكليات التي جاءت في القوانين دون داعٍ وإزالة المتناقضات والاختلافات بين النصوص .

وفي ظل هذا وذاك وفي ظل الاشكاليات التي يعاني منها القضاء الفلسطيني ، فإننا ننصح المواطن التي يلجأ إلى الطرق البدلية لحل النزاعات المدينة بل والجزائية ، على أساس أن (اتفاق سيئ خير ألف مرة من دعوى جيدة) .

فمن يطالب بحق مقدر بمبلغ (20,000) دولار مثلاً ، خير له ألف مرة أن يحصل على (15,0000) دولار بدلاً من ضياع الوقت والجهد والمال ، فقد يخسر قضيته لخطأ إجرائي أو بسبب عدم تمكنه من إثبات حقه .

ولعل أفضل طريقة للحصول على اتفاق جيد (المواجهة) بين الخصوم ... .
والأهم من ذلك كله هو تحرير الاتفاق لدى محام أو مساعد قانوني .


اللهم طهر البلاد والعباد من الفساد

د. عبد القادر جرادة
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع