لصوص الميراث ؟
 |
| لماذا الحقوق الإرثية للنساء التي لا تصل إلى قاعات المحاكم ؟ |
عثر في غزة منذ سنوات خلت على فتاة في ريعان شبابها مقتولة وتقدم شقيقاها إلى الشرطة معترفين بأنهما قتلاها على خلفية الشرف ، وأنهما بهذا الفعل تخلصا من العار الذي يلاحقهما طوال حياتهما . ولكن الطبيب الشرعي أثبت أنها بكر لم يمسسها بشر ، وأثبتت التحريات أن سلوكها وسمعتها في المنطقة جيدة ، ويشهد لها الجميع بحسن الخلق ، وبالتحقيق الجنائي ثبت بلا أدنى شك أنهما قتلاها ليحرمانها من الميراث ، وقدما للمحاكمة لينالا جزاء ما اقترفاه بحق شقيقتهما البريئة، وضاعت الفتاة وضاعت حقوقها .
أمن العدل أن يغيرا ويزورا الحقيقة ؟
أمن العدل أن يأكلا أموال شقيقتها ظلماً وعدواناً وزوراً وبهتاناً ؟
أمن العدل أن يخونا الأمانة التي أودعت عندهما ؟
و ما حسبهما بالعدل ؟ أتأملا أن العدل سيلقي بهما أياماً في السجن ، فيخرجا وما زال في العيش متسعاً لهما ؟ أتأملا أن العدل سيلفظ بهما إلى عملهما مرة أخرى ؟ إذا كان العدل كما حسبتماه (حسباه) وكما ظننتماه (ظناه) ، فقد خاب ظنهما وخسر حسبهما ... إن عدالة السماء تنتظرهما وسيدفعان جزاء ما اقترفته أيديهما جزاءً وفاقاً ...
إن في المجتمع الفلسطيني رجال كثر يأكلون حق المرأة في الميراث ، ثم ينكرون عليها مطالبتها به عن طريق القانون ، ويدّعون زوراً وبهتاناً أنها بهذا السلوك تضر بالأسرة وبوشائج القربى .
سبحان الله ... وهل الأسرة التي تسلب النساء حقهن في الميراث أسرة تخاف الله ؟ أو تقيم وزناً للرحم أو لوشائج القربى؟
إن المشرع الفلسطيني مطالب وبأقصى سرعة ممكنة أن يصدر قانون جديد للمواريث ، هذا القانون يحافظ على الأحكام الموضوعية الثابتة في الشريعة الإسلامية الغراء ، ولكنه يغاير في الجانب الإجرائي بحيث يشكل نيابة خاصة بقضايا المواريث ومحاكم خاصة ، ويعتبر الحرمان من الميراث جريمة يعاقب عليها بالغرامة والحبس حتى يكون مرتكبي هذه السلوكيات عبرة لغيرهم .
كم هي مكدسة القضايا المدنية المطالبة بالميراث في محاكمنا ؟ حيث تحكي قاعاتها عن قصص تدمي القلب والعين ، ومنها : امرأة تقيم دعوى على شقيقها للمطالبة بنصيبها من ميراث أبيها والمقدر بخمس شقق في عمارة مكونة من (25) شقة في الوقت الذي تعيش فيه مع زوجها وأولادها في شقة بالإيجار تكاد تتسول قيمته الشهرية ، رغم أن شقيقها يقيم في (فيلا) والدهما والعمارة مغلقة منذ (17) سنة منذ قيام النزاع القضائي بينهما .
ولكن كم هي الحقوق الإرثية للنساء التي لا تصل إلى قاعات المحاكم ؟
إن الخطاب الديني الذي يركز على المظهر دون الجوهر مطالب بالتدخل الفعال نحو احقاق الحقوق وحفظها .
إن لص الميراث رجل أسلم للشيطان نفسه ، فانتزع رحمتها ... وأمات ضميرها ... فأضحت باردة عفنة ... مظلمة نتنة ... تعثُ في الأرض فساداً ... تأكل أموال الأبرياء بزعم من حق تضلل به العقول دون وجل ... إذ جعلت من الله ورسوله ... والعياذ بالله محرضين وشركاء ... فما أصبرها على ما أفكت .
إن الحرمان من الميراث ، فساد في الأرض ، وخرق لشرع الله ، مجاهرة له بالعداء في أرضه .
فهل أنتم جاهزون للمحاكمة أمام الله عن هذا الفساد والافساد ؟
اللهم طهر البلاد والعباد من الفساد
د. عبد القادر جرادة
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة