القائمة الرئيسية

الصفحات

دعوى سب و قذف من العصر الأموي

دعوى سب و قذف من العصر الأموي

دعوى سب و قذف من العصر الأموي
دعوى سب و قذف من العصر الأموي

اعادة نشر 

حدثنا فزاره أبن الربيع وهو من تهامه أشتهر بصدق القول و الحديث ، قال: بينما كنت اتسكع في الميدان وهي من ضواحي بغداد أشتهرت بالنساء الحسان والغلمان وإذا برجل ملثم يحط بناقته بين الجدران واثناء ما نزل منها سقط لثامه وانكشف وجهه فأذا هو الفرزدق الشاعر.

:يافرزدق .. يافرزدق أنسيتني انا فزاره أبن الربيع التهامي .. ما جاء بك لبغداد

قال : والله يافزاره ماتركت نجد إلا لشديد المأرب و ملحة الحاجه وصعوبة الطلب . اذ علمت ان جرير خرج بتاجرين من الشام وهو ينوي الدخول بهما خلسه الى ازقة الميدان و بيوتاتها وهو لا يفعل هذا ولايقطع بهما الصحراء الا اذا عظمت الأجره وعلا الثمن
قلت : يافرزدق .. على رسلك لا تجعل غيضك من الرجل ينسيك نسبه وفضله فتدعي عليه ما لا ينسب إلا لقواد فاحش
قال : والله هذا الذي أريده و لأفضحنه شر فضيحه و لاجعلنه حديث العرب جيلاً بعد جيل.


واذ نحن في جدالنا فأذا بجرير يخرج من احد أزقة الميدان محاولاً قدر الامكان ان يتوارى من العامه ، حتى كدت اصدق الفرزدق.
صاح الفرزدق: جرير ثكلتك امك .. أقواد تعمل وانت شاعر القصر الأموي .. ياجرير ما عرفنا أختك بعاهره و ﻻ أمك بفاجره .. أقواد يا جرير .. والله أخزيت أهلك و أدنيت للذل عشيرتك وفعلت عارا ما بعده عار .. تدعي العفه وانت سيد الرزايا الموبقات تدعي الرجوله وانت راكب الفاحشه وسائقها .. ويحك أقواد ياجرير.

التفت لي جرير قائلا "يافزاره انت شاهدي عند القاضي والله قد قذفني ظلماً ونسب لي ما ليس في كذباً انما دخلنا الميدان بحثاً عن امرأه زنت وهي إبنة احد الرجلين".


حضر كلاهما جرير و الفرزدق في موعد الترافع فناداهما القاضي فأدخلهما الجلواز عليه فتبسم في وجه جرير ثم تبسم للفرزدق ثم قال أسمعني يا فزاره ما دار بين الرجلين الخصمين فعرف القاضي منه ما دار بينهما من سب وقذف فسكت برهه حتى مللنا منه بأنتظار ان يفصل في خصومة الطرفين.

قال: أ أحكم بينكما بما هو كائن أم بما سيكون ؟
قالا : والله يا مولانا القاضي احكم بيننا بما سيكون.

قال : نعم الاختيار اختياركما ثم اضاف اسمعا قولي سوف يأتي يوماً على امتكم هذه يتسيد فيها القوادون المناصب فتنحني لهم الرعيه درءاً للفاقه والعوز وحفظاً للدم والعيال سيفاخر القواد بنفسه ويجاهر بفسقه و كأن القواده مزيه ، سيتبارى القوادون أيهم بها أقدر و أدرى

يومها سيموت الشاعر و يوارى الاديب ويستحي العالم
قال جرير : ومتى يكون هذا يا مولاي

قال : علامتها يوم يهين الصغير الكبير و يوم يسلم الكهل فلا يرد عليه فللغواني وحدهن يردون ولهن توسع المجالس وتفرش البسط ويقال للرجل الوقور لأجل فلانه عفونا عنك .. يومها أعلما ان الساعة آتيه لا محال.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع