القائمة الرئيسية

الصفحات

العنف المعنوي على المرأة والردع

العنف المعنوي على المرأة والردع 

العنف المعنوي على المرأة والردع
العنف المعنوي على المرأة والردع 
المحامي محمد المحنه

لاتقتصراشكال العنف على العنف الملموس والمحسوس والذي يترك اثرا على الضحية كالاذى الجسدي اوالجنسي وانما هناك عنف يعد من اصعب واخطر اشكال العنف الا وهوالعنف النفسي أو المعنوي وحسب رأينا المتواضع تبرز خطورة وبشاعة هذا العنف من كونه غير محسوس ويترك اثارا نفسية مدمرة بالغة الجسامة واقلها اثارة للاهتمام ولا عقاب على مرتكبها في اغلب صوره واختص بالذكر في هذا الموضوع الى العنف المعنوي الشائع الموجه على النساء باعتبارهم الاضعف في مجتمعنا بسبب الثقافة الذكورية التي تربى الرجل عليها والنظرة الدونيه الموجهه لهن وتبعية المراة وانطابعها الخاطئ وظنها انها اقل ذكاءا وقدرة ومعرفة على ادارة شؤنها وهيمنة الرجل الذي يعتبرها في الغالب شماعة لكل خطا .


وهذاالنوع من العنف الموجه على النساء يكون حسب ماهو شائع اما من الزوج او الاب او الاخ و بحجج التوجيه والنصح اوالحرص عليهم او حمايتهم فمن اخلال عملي في المحاماة وفي مركز الامل للارشاد الاسري التابع لجمعية الامل العراقية صادفت والتقيت الكثير من الحالات التي باتت تعتبر العنف المعنوي جزءا طبيعيا من حياتها وغير مباليات بالاثار النفسية البالغه الخطورة التي قد تستمر معها فيما بعد واهمها المتعلقة بوضعهاالنفسي وفقدان الثقة بالنفس.والقلق والاكتئاب المزمن واليأس والعزلة والغضب اوقد يكون سببا لتعريضها لذلك وكيف ستعكس ذلك على تربيتها لاطفالها وعملها....فبالرغم من ان قانون العقوبات العراقي رقم 111لسنة 1969جرم بعض صور العنف المعنوي كالتهديد والقذف والسب في احكامه وفق المواد 432و433و434منه


 الا ان شكاوى النساء وفقا لاحكام هذه المواد القانونيه تكاد تكون معدومة ولاتلجا الى المحاكم واقامة الشكوى الا في حالة وقوع عنف مادي عليها (الاذى الجسدي ) فهي تنتظر عنفا اقوى حتى تلجأ للشكوى مع ان كثير من الحالات التي تتعرض للعنف المادي لاتبلغ عن الفاعل الاصلي وانما تذكر انه كان حادث عرضي اوقضاء وقدر بحجة الخوف على تماسك الاسرةوالاصلاح وو؟؟.فمنهن من تصبر وتظن ان الله سيكرم تصرفها اما بايقاف العنف او باعطائها القوة لتتحمل ...... 

فغالبيتهن يعتبرن النوع من العنف المعنوي او النفسي او العاطفي هو جزءا من الحياةوامر طبيعي وليس عنفا؟ وحتى ان منهن من تعتبره جزء من العادات والاعراف العشائرية وومباح وفقا للشريعة الاسلامية الغراء حسب اعتقادهن ..وهذا بطبيعة الحال امر منافيا للحقيقه والواقع لان الشريعة الاسلامية جاءت تحمل باحكامها كما هائلا من المبادئ الانسانية والرحمة والعطف والمغفرةوالمودة والتسامح ولاتقبل الذل والهوان وانتقاص من الكرامة لايا منا سواء اكان ذكرا ام انثى ولاولم ولن تقبل اي انتهاك يمس بكرامة المرأة اطلاقا... وهنا لابد من الاشارة الى ان قانون العقوبات العراقي اعلاه لايعاقب مرتكب جرائم الاهمال او الاحتقار او الاستهزاء والسخريه والاستهانه بالعواطف والصياح وسوء المعاملة والاجبار على ترك الدراسة والعزل عن العالم الخارجي اوالابعاد عن الاهل او الصديقات ومالذلك العنف من من اثر بالغ على صحتها النفسية لا بل ان قانون العقوبات العراقي ذهب اكثر من ذلك وسمح للزوج بتاديب زوجته وبناته وذلك وفقا لاحكام الماده 41منه 


عندما اباح تأديب الزوج لزوجته تأديبا وفقا لماهو محددا في الشرع والقانون والعرف ؟ كما ان كثير من الاباء تحرم الاناث من الارث حيال حياتهم بعد ان يهبوا جميع اموالهم لاولادهم من الذكور وتسجيل ذلك في دائرة التسجيل العقاري .لانهم من سيحمل اسمائهم من بعدهم او انهم الاحق بالمال لانهم ذكور؟؟وغير مبالين ببناتهم وماسيحمل القدر لهن فيما بعد. وهذا اسلوبا وطريقا قانونيا للتميزالجندري لاغبار عليه ولايمكن الطعن فيه ..واتمنى هنا وقفة للمشرع والالتفات لهكذا انتهاكات بحقوق النساء والاسراع بتشريع قانون لمناهضة العنف بكل انواعه واشكاله واخص بالذكر العنف الاسري ..


 و لابد من لاشارة الى دور منظمات المجتمع المدني في ايجاد حلول لنبذ العنف وتعريف النساء بحقوقهن ورفع معنوياتهم والثقةبالنفس للمطالبة بحقوقها وقد تبنت جمعية الامل العراقية انشاء خمسة مراكز ارشاد اسريه في النجف وبغداد وكركوك والبصرة والناصرية وكان لها الاثر البالغ في الارشاد الاسري تعريف المراة بحقوقها وضماناتها القانونيه المتوفرة في ظل القوانين النافذه ومن اجل ان تحيا وتعيش بكرامة وعز واعتبار وعدم الاستهانه او التقليل من انسانيتها و ادميتها....فهي الاخت والام والزوجة والصديقة.وو
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع