سقوط الحضانة الأم للابن بسبب الزواج من آخر

طه عبدالرؤوف نعمان

جدة الطفل أم أبيه على يميني ومعها الطفل محل الحكم المطلوب تتفيذه..وعلى يساري جدته أم أمه..وأمامي حكم يقضي بحق جدة الطفل أم أمه في حضانته وتسليمه لها..

الجدتان تنظر إحداهما للأخرى نظرة خالة فوق غداء..وتنتظران الفرصة للانتقام والانقضاض والهجوم على بعضهما..ولاحظت الشرر في العيون..فأمرت الجنود بإخلاء الساحة تحسبا لأي معركة..

الطفل يبكي ومتشبثا بجدته أم أبيه..وجدته أم أمه تريد نزعه من حضنها بالقوة..وحسمت النزاع بين الجدتين بأخذ الطفل منهما وحضنه لتهدأته وإخراجه من جو المعركة..وتهيئته نفسيا لغرض تسليمه للجدة المحكوم لها بحضانته..

هدأ قليلا..وحين شرعت في تسليمه لجدته أم أمه هجمت جدته الأخرى عليها هجمة غلب وماتسمع إلا الغواير..الطفل يبكي والجدتان متعاركتان عراكا حامي الوطيس..ومساعد الشرطة القضائية وليد منصر الحسوسة يحاول يفرع ومحرج يفارع بين نسوان..أخيرا تدخلت أم الطفل التي سقطت حضانتها بسبب زواجها بآخر..وهدأت من روعه وأخذت الطفل من وسط المعركة لغرض تهيئته لتسليمه لأمها..وخرجت بتنويه مهم خلاصته بأن القضايا الخاصة بحضانة الأطفال وتسليمهم للمحكوم لهم بالحضانة تحتاج لإجراءات غير الإجراءات المتبعة في المحاكم في تنفيذ الأحكام..وتحتاج لمختصين بتربية وتنشأة الطفل ذوي خبرة في التعامل مع نفسيات الأطفال وبأن تكون دون إحضار الطفل للمحكمة "هو طفل مش أرضية تنفذ عليها"..له مشاعر ومشاهد العراك عليه التي يراها أمامه ستؤثر عليه في المستقبل لا محالة..لأن تلك الصدمة ومثيلاتها هي من تصدر المداكيم للمجتمع..وفي سجل كل مدكوم مدون حادثة مثل تلك أثرت عليه..

أسأل الله أن لا تدون تلك الحادثة في ذاكرته وأن تمر بسلام..ويترعرع محبا للمجتمع لا منتقما من جوره عليه..

الأمر ليس بالهين..ومن أسباب رقي الأمم حسن نشأة أجيالها.