القائمة الرئيسية

الصفحات

الاصلاح الفكري مقدمة للإصلاح السياسي حيدر داخل الخزاعي



 الاصلاح الفكري مقدمة للإصلاح السياسي

الباحث : حيدر داخل الخزاعي . معهد العلمين للدراسات العليا  

الاصلاح الفكري مقدمة للإصلاح السياسي الباحث : حيدر داخل الخزاعي . معهد العلمين للدراسات العليا  



يمثل الجمهور اساس مهم في تكوين الانظمة الديمقراطية الحديثة فمن خلاله تتمتع الانظمة بالشرعية الجماهيرية اذ من خلاله تنبثق سلطة سياسية تنفذ الارادة الجماهيرية ترسم سياسية الدولة لذلك تبرز اهمية الجمهور في الوقت الحاضر في ظل التغيرات التي شهدها العالم وتطور الانظمة السياسية بخلاف ما كان عليه الوضع في الماضي اذ لم يكن للجمهور دور في النظام السياسي فهنالك فرد او طبقه هي من تحكم والجمهور عبارة عن رعايا دورهم يقتصر على تنفيذ الاوامر والتوجيهات الصادر اليهم من السلطة, لكن الامر اختلف في ظل التطور العلمي والتقني ووسائل الاتصال  في الوقت الحاضر الذي جعل من الشعوب اكثر وعيا  فهي من تحدد طبيعة النظام السياسي عبر الوسائل السلمية بطرق ديمقراطية فتختار من تراه يمثل تطلعاتها ويلبي احتياجاتها, وصار الجمهور اكثر معرفه بحقوقه وواجباته فيعرف ماهي الحقوق التي يجب على السلطة ان توفرها له وبذلك يكون صاحب فعالية ودور في النظام السياسي ,اما الجمهور الذي لا يعرف حقوقه وواجباته فهو مجرد تابع للسلطة ويعتبر ما تقوم به وما تقدمه له هبات ومنح مدين لها وليس حقوق يجب على السلطة ان توفرها له وبالتالي يكون هذا المواطن مدجنا يستجيب لكل ما تطرحه السلطة ويشعر بالمديونية لها وتكون ثقافته ابويه رعوية تخضع خضوعا تاما للسلطة ,بخلاف المواطن الواعي الذي يرى ان السلطة ومن يمثلها كما يتمتعون بامتيازات كذلك عليهم واجبات وفي مقدمتها توفير العيش المناسب لكل افراد الشعب وبالتالي هي ليست منحه تتفضل بها السلطة على شعبها , فدور السلطة هو تنظيمي يقوم بتوزيع الثروات بشكل عادل بين افراد الشعب ,
ومن هنا نلاحظ اهمية الوعي بالنسبة للجمهور ففي حالة غيابه يكون الجمهور مجرد قطيع ينقاد لأوامر السلطة حتى لو كانت في غير مصلحته كونها صادرة من سلطة عليا كما هو حاصل في بلدان العالم الثالث ومنها البلدان العربية والاسلامية حيث نسبة الوعي فيها ليست بالمستوى المطلوب الذي يؤهلها لمعرفة دورها ومراقبة السلطة التي يجب عليها توفير كل متطلبات العيش الكريم لشعوبها فغياب هذا الوعي كرس حالة الدكتاتورية وما ترتب عليها من انتهاك للحقوق والحريات ,بينما تكون الحالة افضل في ظل الجمهور الواعي حيث ان معرفته بحقوقه وواجباته ساهم في بناء انظمة ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات وتحافظ على حقوق الافراد وتسعى لا تلبي حاجاتهم ومتطلباتهم لأنه تستمد شرعيتها منهم وهي بحاجة لهذه الشرعية كي تستمر في علمها مما يدعوها لتقدم ما هو افضل ,وختاما نقول ان شكل وطبيعة النظام السياسي ماهي الا انعكاس لدرجة وعي الجمهور وطبيعة تفكيره وسلوكه السياسي.
                                                                             

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع