القائمة الرئيسية

الصفحات

العالم العربي والاسلامي بين مطرقة العولمة وسندان الموروث حيدر داخل الخزاعي





العالم العربي والاسلامي بين مطرقة العولمة وسندان الموروث

الباحث : حيدر داخل الخزاعي


العالم العربي والاسلامي بين مطرقة العولمة وسندان الموروث الباحث : حيدر داخل الخزاعي . معهد العلمين للدراسات العليا  

تمثل العولمة احد اهم مميزات العالم المعاصر حيث تبلورت بشكل واضح في القرن العشرين كأحد ابرز المتغيرات التي شهدها العالم في تلك الفترة حيث تنطلق العولمة من رؤية شاملة تدعو الى ازالة الحواجز ما بين الدول والشعوب ووضع قواعد عامة ذات تأثير ومقبولية لدى الجميع وهنالك عدة تقسيمات للعولمة منها سياسي واخر اقتصادي واخر ثقافي واخر اجتماعي لكن هنالك ركنان اساسيان للعولمة الاول هو الجانب الفكري يمثل الاسس الفكرية والعلمية التي تستند لها اذ ان كل اطروحة لابد ان يكون لها اساس فكري هو بمثابة العمود الفقري لها والذي من خلاله تنطلق لتخاطب جمهورها ولما كانت العولمية شمولية ولا تقتصر على منطقة او شعب معين لذلك لابد ان تكون اسسها الفكرية اكثر عمومية ومرونة حتى يمكن للأخرين تقبلها والانسجام معها ولا تواجه صعوبة في انتشارها وهذا تطلب من منظريها وضع اسس ونظريات علمية شاملة حتى تؤدي الى تأثير واسع ولكي  يتم ذلك تطلب الامر جانبا اقتصاديا وهو قيام الشركات الكبرى بالاستناد الى تقنيات دقيقه واعتماد وسائل اكثر دقة وسهولة في الاستخدام لا يصال افكار العولمة من خلال هذه التقنيات فبرزت شركات عملاقة لصنع وسائل وادوات العولمة من اجهزة اتصال ووسائل اعلام ووسائل نقل ومواصلات ومصارف وبنوك عالمية وغيرها من الوسائل مما جعل العالم كما يسمونه بالقرية الصغيرة اذا فسبب نجاح العولمة فكريا هو استخدام الوسائل مرنه وسهلة لدى مختلف الشعوب مما يجعلها ذات تأثير سحري على افكارهم وسلوكياتهم والتي باتت تخضع تحت تأثير هذه الادوات فالعولمة ازالت الحواجز ما بين الشعوب وقاربت ما بين الثقافات والملاحظ ان بعض المجتمعات العربية والاسلامية تمانع في تقبل مثل هكذا افكار ووسائل تحت شعار الايمان بالتراث وضرورة الحفاظ عليه وهذا ليس بالأمر المعيب فكل امة لها تاريخها وتراثها والحاضر هو امتداد للماضي لكن كيف يتم تحقيق حالة من الانسجام ما بين التراث والحاضر في ظل تطور المعلومات والوسائل اذ ان الانكفاء على الماضي ورفض ما موجود على الساحة العالمية وانكار تأثير العولمة امر لا يمكن تعقله لان الموجة  من امكانيات هذه الشعوب وليس بالإمكان مجابهتها فالحل الامثل هو ايجاد طريقه يتم تكييف وسائل العولمة بما ينسجم مع تراثها وتاريخها فلا يكون هنالك حال من الذوبان التام فيها ولا رفضها جملة وتفصيلا انما تحقيق حالة وسطية تجمع ما بين طموحات هذه المجتمعات وما بين تراثها لتفادي اضرار العولمة والانتفاع من ايجابياتها.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع