القائمة الرئيسية

الصفحات

البث الفضائي بين الواقع والطموح

البث الفضائي بين الواقع والطموح


البث الفضائي الذي غزا الدور والبقاع في كل أرجاء المعمورة العراقية – محل الكلام – لا غبار على ضخامة البرامج وتعدد القنوات الكثيرة في طابعها الإسلامي المتميز بل إنَّ التغطية الإعلامية للمجالس والتنويهات حول المناسبات مسبقاً وإبرازها بالشكل المناسب لم يبرر التراجع قدر انهيار النفس من الداخل وزعزعة الثقة أو هو الشعور اللامسؤول والتعامل مع القضايا على أنها حدث مجرد شأنه شأن أي واقعة معينة لا على أساس عقائدي . 


ولكن الانفتاح والتقليد الأعمى لبعض المسلسلات والأفلام الأجنبية أو البرامج غير العربية – المدبلج منها – مع ضعف الشعور بالشخصية حدا إلى انهيار الشباب من الداخل وخلق أزمة ضعف نفسي جعلت شعورهم بالنقص أو القصور غير المنكشف لهم ظاهراً أساساً لانقيادهم وتصرفهم .
لذا نجد ميوعة وتحلل ، وازدواج في الشخصية ، وترهل في الخلق ، وضعف في الإرادة ، ومسخ في معالم الرجولة. إنها مواريث الاختلاط والانطلاق مع الشهوات، فهل يرغب الشاب أن يهبط إلى هذا الدرك في الدنيا قبل أن يستقر في الدرك الأسفل من النار ؟.


دع عنك عقاب الآخرة وخذ قمة الغربين ونموذجهم في فرنسا وماذا فعلت ميوعة الرجال حين أدركتهم الحرب العالمية الثانية إنها لم تُبق سمات البطولة والرجولة بما يستحق التقدير وطأطات رأسها لأول لطمة ورفعت يد الاستلام .

حرية فردية ومجتمعية بدأت تتعالى بدعوى الثقافة والانفتاح ، ألهذه الحرية المطلوبة حدٌ تنتهي عنده ، ولا تتجاوزه ؟ أم هي الانطلاق الكامل لا إلى حد أو هي الفوضى الممزوجة التي لا تصلح أن تكون ركيزة لقانون.

وكيف يستطيع مشرّع القانون بأن يضمن للحريات المتعارضة إطلاقها دون أن يضطر ــ في بعضها لا اقل ــ إلى تقييدها ؟ وبهذا سينتهي إلى تكبيل الحريات بقيود الانضباط ولا أعتقد – بحدود معلوماتي القاصرة – أن ذلك مخالف للحرية الفردية . وبالتالي يحدث التقاطع – لا اقل في الذات نفسها – مع التعاليم السماوية فضلاً عن الوضعية منها .

انه البحث عن النمط الغربي والموديل أو البرستيج المزعوم كما يتشدقون بهذه الألفاظ المستوردة بدعوى الثقافة والمستبطِنة للانحلال المُبرمَج والتحكم عن بُعد بأخلاقياتنا والمتمحورة حول طبقة الشباب في الجامعات ونحوها باعتبارها الطبقة المتلقية والحيوية والفاعلة نسبياً أو المثقفة كما يقولون والتي باتت لا تملق من الثقافة حتى قشورها .

يقول أمير المؤمنين ( ع ) : ( ومن عشق شيئاً أعشى بصره وأمرض قلبه قدخرقت الشهوات عقله وأماتت الدنيا قلبه وولهت عليها نفسه فهو عبد لها ولمن في يده شيء منها حيثما زالت زال إليها وحيثما أقبلت أقبل عليها ولا يزدجر من الله بزاجر ولا يتعظ منه بواعظ وهو يرى المأخوذين على الغِرة .......... فهو يعض يده ندامةً على ما أصحر له عند الموت من أمره ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد حازها دونه فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه فصار بين أهله لا ينطق بلسانه ولا يسمع بسمعه يردد طرفه بالنظر في وجوههم يرى حركات ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم ..... ) .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع