القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث مفهوم السلوك الاجرامي وعلاقه السببيه في جريمه القتل العمد ..

بحث مفهوم السلوك الاجرامي وعلاقه السببيه في جريمه القتل العمد ..
بحث مفهوم السلوك الاجرامي وعلاقه السببيه في جريمه القتل العمد ..

بقلم المحامية تمارا الطائي 

فالسلوك الاجرامي هنا : هو فعل الاعتداء على الحياه الذي من شأنه احداث وفاه المجني عليه .
فتعتبر وفاه المجني عليه هي النتيجه الاجراميه في جريمه القتل .

اذن لدينا فعل الاعتداء على الحياه والنتيجة التي يعاقب عليها القانون وهي ازهاق روح إنسان ثم علاقه السببيه التي تربط بين العنصرين السابقين..

ولكن ماهي علاقه السببيه..

ابتداءا لا ابحث الرابطه السببيه اذا كان النشاط الجرمي هو العامل الذي أدى الى حدوث النتيجه الجرميه بصوره مباشره ..

اذن علاقه السببيه تكون متطلبه في حاله اذا لم تقع الوفاه اثر نشاط الجاني مباشره وانما بعد مضي مده من الزمن.. ولقيام جريمه القتل لايكفي إسناد فعل القتل الى الجاني بل يجب ايضا إسناد وفاه المجني عليه الى هذا الفعل والاكانت الواقعه مجرد شروع ( والذي يربط بين النشاط او الفعل وبين النتيجه هي رابطه السببيه ). 

لاتثير علاقه السببيه ايه صعوبه اذا كان فعل الجاني هو النشاط الوحيد الذي أدى الى وفاه المجني عليه كأن يطلق شخص رصاص على اخر فيرديه قتيلا او يطعنه بخنجره عده طعنات الى ان يفارق الحياه 

وانما تثور الصعوبة ويدق الامر عندما تتدخل مع فعل الجاني عوامل اخرى مستقله عنه ساهمت في احداث النتيجه وقد تكون هذه العوامل سابقه للفعل او معاصره له او لاحقه عليه 

مثال ذلك:

سوء صحه المجني عليه او ان يصيبه الجاني بطعنه سكين فينقل الى المستشفى فيخطئ الطبيب في علاجه فيموت او تحترق المستشفى فيموت نتيجه لذلك . اي ان المشكله القانونيه تثور في هذه الحاله لان فعل الجاني واحدا من العوامل التي ساهمت في احداث النتيجه ، فهل يمكن القول بتوافر علاقه السببيه بين الفعل والنتيجة لمجرد كونه عاملا من بين العوامل أيا كانت أهميته ام يجب التأكد من ان ذلك الفعل كان بالقياس الى سائر العوامل يحتل اهميه اكبر من غيره في احداث النتيجه ؟ 

تنازعت هذه المشكله ثلاث نظريات :

١- نظريه تعادل الأسباب : تذهب هذه النظرية الى المساواه بين جميع العوامل التي ساهمت في احداث النتيجه ...
ومعيار هذه النظرية( لو لم يقم الجاني بالفعل هل كانت ستقع النتيجه ام لا ؟ اذا كان الجواب لا اذن توجد علاقه سببيه .

مثال : ان يبدأ شخص بقتل المجني عليه فيحدث فيه اصابه ينقل بسببها الى المستشفى ويشب حريق في المستشفى يقضي على المجني عليه ، فالجاني هنا يسأل عن جنايه قتل تامه لانه لولا فعل الجاني - اعتداؤه - لما نقل المجني عليه الى المستشفى ولما حصلت الوفاه نتيجه الحريق.

اي ان فعل الجاني هو العامل الذي أعطى للعوامل الاخرى قوتها في احداث النتيجه.

٢- نظريه السبب الكافي: ومنطق هذه النظرية هو عدم الاعتداد بجميع العوامل التي تؤدي الى النتيجه بل يجب التفرقه بينها والاعتداد بالعوامل التي تعتبر كافيه وملائمة لحدوث النتيجه واستبعاد العوامل الشاذه غير المألوفة . 

ومعيار هذه النظرية : هل الفعل الذي ارتكبه الجاني من الممكن ان يؤدي لحدوث النتيجه عاده ؟؟ 
فأذا كان الجواب نعم: اذن توجد علاقه سببيه.

٣-نظريه السبب المباشر : تذهب هذه النظرية الى ان الجاني لا يسأل عن النتيجه التي حصلت الا اذا كانت متصله مباشره بفعله اي يجب ان يكون فعله هو السبب الأساسي اي الفعّال والاقوى في حدوث النتيجه ، 

فأذا تداخلت عوامل اخرى بين سلوكه الاثم وبين النتيجه النهائية انتفت علاقه السببيه بين سلوكه والنتيجة ، حتى وان كانت هذه العوامل مألوفة عاديه ، مثال ذلك : خطأ الطبيب المعالج اذا ما توسط بين اصابه جنائية معينه وبين وفاه المجني عليه .

موقف المشرع العراقي :

أخذ المشرع العراقي بنظريه تعادل الأسباب بعد ان ضيق بعض الشئ من نطاقها حيث نفى قيام علاقه السببيه بين السلوك الاجرامي والنتيجة الاجراميه في بعض الحالات التي تذهب نظريه تعادل الأسباب الى قيام علاقه السببيه فيها . 

حيث نصت الماده ٢٩ من قانون العقوبات :


١- لا يسأل شخص عن جريمه لم تكن نتيجه لسلوكه الاجرامي لكنه يسأل عن الجريمه ولو كان قد اسهم مع سلوكه الاجرامي في أحداثها سبب اخر سابق او معاصر او لاحق ولو كان يجهله ..
(الفقره ١ نلاحظ ان المشرع العراقي أخذ بنظريه تعادل الأسباب) .

٢- اما اذا كان ذلك السبب وحده كافيا لأحداث نتيجه الجريمه فلا يسأل في هذه الحاله الاعن الفعل الذي ارتكبه .

في هذه الفقره نلاحظ أخذ المشرع العراقي بنظريه تعادل الأسباب...بعد ان ضيق من نطاقها في حاله وجود سبب طارئ كافي لأحداث النتيجه الجرميه حيث لاتوجد علاقه سببيه في هذه الحاله ولا يسأل الجاني الاعن الفعل الذي ارتكبه

تحياتي.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع