القائمة الرئيسية

الصفحات

إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجماعات الإرهابية في العراق

إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجماعات الإرهابية في العراق
إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجماعات الإرهابية في العراق

إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجماعات الإرهابية في العراق منذ عام 2001(داعشأنموذجاً). بقلم الاستاذ محمد محسن زيدان القريشي



بعد الحادي عشر من أيلول 2001 أعلنت الإدارة الأمريكية الحرب على الإرهاب، ولم تكن حرباً بمعناها العسكري وإنما كانت حرباً لا تختلف كثيراً عن ذلك المفهوم المتأصل للحرب، والذي لا يعتمد على الآلة العسكرية الأمريكية وإنما يسير إلى جوار المفهوم العسكري على المفهوم الأدائي الذي يستعمل الإعلام والاقتصاد والتحالفات والضغوط السياسية من أجل حرب مضمونة النتائج، ومن ضمن الأدوات التي استعملت هي الضغوط السياسية من اجل التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط من منطلق ان تلك الكيانات الاستبدادية قد أفرزت نوعاً من الإرهاب العقائدي بسبب غياب الحريات وغياب وجود قنوات شرعية تسمح لأي معارضة بالوصول السلمي للسلطة، ثم الحرب الإعلامية والعسكرية في النهاية، وكما حصل في إسقاط النظام الدكتاتوري العراقي.



لهذا نجد أحداث 11 أيلول 2001انتقاله كبيرة في سبل مواجهة الإرهاب، حيث اتجهت السياسة التشريعية الى تشريع قوانين لمكافحة الإرهاب، وتجريم تمويل الإرهاب، وصياغة قوانين تنص على معاقبة من يمول الجرائم الإرهابية بذات العقوبة لمرتكب الجريمة الإرهابية.



وإذا كانت خطورة الإرهاب تتجسد


 أولا وبشكل رئيس في فائض العنف والقتل الذي ينزله غالباً بمدنيين أبرياء يشكل استهدافهم بلاغاً وتعميماً إلى من يهمه الأمر والى كل مقصود من الأمر، وهي الخطورة التي لم يتفوق عليها حتى تنظيم القاعدة، إلا أن قواعد اللعبة مع داعش مختلفة جذريا، لكون تنظيم داعش تحول الى دولة خلافة وهناك "خليفة" يأمر فيطاع، وبالتالي هناك إستراتيجية متكاملة يستمر الإرهاب بتنفيذ بنودها، دون مناورة أو تنازل ومهما أوتيت من قوة وبطش.


وان أولى طروحات الفكر الإستراتيجي الأمريكي بعد أحداث 11 أيلول 2001 فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب التي تعد إحدى مرتكزات الإستراتيجية الأمريكية وكانت من خلالها تنفيذ الضربة الوقائية رغم تطور هذا المفهوم ليصل للضربة الاستباقية التي طبقت في البيئة الشرق أوسطية والمتمثلة في حرب أفغانستان 2002 ومن ثم حرب العراق 2003.


ليصل العقل الإستراتيجي الأمريكي تجاه السياسات الإرهابية إلى مرحلة متطورة أخرى من مراحل الإستراتيجية الأمريكية الشاملة وهي فكرة توظيف الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط التي تستهدف أحداث تغيير للأنظمة الدكتاتورية المعادية للولايات المتحدة، ومن ثم بناء نظام شرق أوسطي جديد يقوم على دويلات جديدة ذات أبعاد ودلالات دينية وطائفية وقومية.


فقد وظفت الإدارة الأمريكية طروحات القوة الناعمة،


 ثم إلى فكرة أخرى تكمن في توظيف ما هو ناعم وصلب من أدوات لتخرج لنا بطروحات نوعية جديدة تحت مسمى القوة الذكية، التي تقوم على استخدام الأداة الصلبة والناعمة واستعمالها في تحقيق الأهداف الأمريكية بسبب كل حالة.


ولقد شكلت مجموعة من المتغيرات الداخلية والخارجية في العراق وخارجه ملامح متوقعة أثرت على الإستراتيجية الأمريكية، ودفعت باتجاه الأفول وانتهاء عصر الهيمنة، والتي إذا ما استمرت تداعياتها في المستقبل القريب، فأن نظاماً دولياً جديداً سيطل علينا لاسيما ملامحه بدأت تتشكل تدريجياً ليكتمل بدره في المستقبل البعيد ، فمن غير المتصور تبين الإستراتيجية الأمريكية في ظل إدارة أوباما حيال العراق، بصورة واضحة ودقيقة، بمعزل عن تفحص هذه الإستراتيجية وانطلاقاتها تجاه المتغيرات التي يشهدها المحيط الدولي بشكل عام، ومحيط العراق الإقليمي، وما يجري في الدّاخل العراقي والأمريكي على وجه الخصوص.



إذ لا يمكن لهذه الإستراتيجية أن تنحو تجاه العراق منحى يمكن ان يكون مغايراً لما هو مقرر في الأطر العامة للإستراتيجية الأمريكية ومبادئها وأهدافها.


وانطلاقاً من الافتراض الذي يقول بوجود خيارات عديدة للمستقبل، وبقدر تعلق الأمر بدراسة الخيارات المستقبلية للإستراتيجية الأمريكية حيال العراق، وعلى ضوء المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية، يمكن أن نستشف بعدة احتمالات يمكن أن تنتهجها الإستراتيجية الأمريكية الجديدة.


ومن هنا تكمن أهمية هذا الموضوع في تناولإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجماعات الإرهابية من خلال النقاط الآتية:



1- تكمن الاهمية بأن موضوع إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الجماعات الإرهابية يمثل موضوعاً حساساً وحيوياً لم يتم البحث فيه من قبل بهذه الطريقة، ولا جدال في أن أي موضوع حيوي وحساس يحتاج للدخول والغور في التفاصيل الصغيرة التي بدورها تشكل معالمه ومن ثم بلورته بإطاره العام.


2- توفر معلومات وتحليلات للمتخصصين والمهتمين بالسياسة الأمريكية في تعاملها مع الجماعات الإرهابية ولاسيما داعش.


3- سوف تؤكد الدراسة العلاقة بين متغيرين أحدهما دولة والآخر فاعل من غير الدول المتمثلة بالجماعات الإرهابية التي أضيفت إلى فواعل النظام الدولي في العقود الأخيرة.


4- يرى الباحث ان تناول هذا الموضوع بالدراسة أملاً بالتوصل إلى جملة حقائق واستنتاجات تفيد الدراسة المستقبلية في هذا المجال الحيوي والاستراتيجي.

ومن اهدافها ان 

1- عرض التشريعات القانونية التي اعتمدتها الولايات المتحدة في إستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب.

2- تحديد أهم الوسائل التي استعملتها الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب ودور كل وسيلة ومدى فعاليتها في مكافحة الإرهاب.

3- تحديد أهم الإجراءات التي تطبقها لمكافحة الإرهاب في الإستراتيجية الأمريكية الشاملة تجاه الجماعات الإرهابية وما هو حجم التوظيف الأمريكي لهذه الجماعات الإرهابية وبخاصة في العراق.

4- دراسة ومعرفة بعض النماذج التطبيقية للإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في العراق.

إن الإرهاب والجماعات الإرهابية يمثل تحدي أمام الأمن الدولي والولايات المتحدة ، وهنا تكمن المشكلة ولذلك لابد من طريقة للتعامل مع هذه الجماعات عبر إستراتيجية عسكرية – أمنية . 

كما انه كلما كانت هنالك إستراتيجية واضحة من الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب كلما قوضت الجماعات المسلحة .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع