القائمة الرئيسية

الصفحات

جريمة قتل شخص في حفلة عرس - قضية من الواقع العملي

جريمة قتل

جريمة قتل شخص في حفلة عرس - قضية من الواقع العملي


قتل شخص في حفلة عرس
قد تتشابه الاحداث والوقائع والظروف في كثير من الجرائم ولكن قد تختلف الدوافع والاسباب لارتكابها بعضها عن الاخرى فتوصف بدوافعها ومقاصدها يتوضح ذلك بعد التحري والتحقيق ومن بيان الادلة والبراهين وتوثيق المعلومات والاثارالمادية وتقاريرالخبراء وتتجلى الصورة الواضحة عن معالم احداثها المهمة والخطيرة باثارها الجرمية المختلفة بدوافعها وشخوصها وغاياتها ؟ وللمحقق الكفؤالمخلص فيما يبذله من جهود استثنائية ومتابعة دقيقة ووفق الاجراءات الاصولية يتمكن من معرفة حقيقة وقوعها وفاعليها بالوقت المناسب ؟مثال لذلك؟

في الساعة التاسعة من مساءاحد الايام من صيف عام 1974 وصل اخبار الى مركز شرطة الثورة سابقا - بوفاة احد الاشخاص في حفلة زفاف (عرس) نتيجة اصابته بعيارات نارية وعلى الفور انتقل محقق

2- الشرطة الى محل الحادث وبعدالكشف والمعاينة لمحل الحادث وكيفيةاصابة المجنى عليه بعيارات نارية والاستماع الى اقوال الشهود الشفوية ممن كان حاضرا وقت الحادث واقوال صاحب العرس لزواج ابنه وبعد ان اكمل المجقق كافة الاجرءات اللازمة وتثبيتها في محضرالكشف بالتفصيل,

من خلال ذلك اتضحت لديه صورة واضحة عن كيفية وقوع الحادث والملابسات والشكوك التي تشكلت به وعلى اثر ذلك وفي نفس الوقت استصحب المحقق معه الى مركز الشرطة كافة الشهود وصاحب العرس لاكمال التحقيقات اللازمة معهم . وقد تبين ان صاحب الحفلة كان متهما بقتل شخص قبل عشرين عاما في مدينة البصرة وفي حينه تم تسوية الموضوع وبعدها لم تحدث اية مشكلة بينهما منذ ذلك التاريخ حتى يوم وقوع هذا الحادث.

وكما يبدوا من اول وهلة ان الحادث وقع نتيجة عيارات نارية طائشة اطلقت حلال الحفلة من اشخاص كثيرين لا يمكن معرفة احدا من كان مسببا له و الذي وقع بفعل غير متعمد .وكما يعرف الجميع ان في مثل هذه الحفلات تقع مثل هكذا حوادث نتيجة لاطلاق العيارات النارية من اسلحة خفيفة من مسدس او رشاشة خفيفة بصورة عشوائية .

كان هذا الاعتقاد عن وقوع الحادث سائدا لدى الجميع وليس لديهم قتاعة باي سبب اخرلوقوعه عدا محقق الشرطة الذي اخذ باهتمام بالمعلومة عن التهمة السابقة لصاحب حفلة الزفاف عن قتل شخص في مدينة البصرة , كان في قناعته ان الثارلا يموت في صدورهم ولو مضى على الحادث اربعين عاما . وقد توصل بعد مناقشة الشهود الى معرفة وجود شخص يسكن مدينة الثورة( سابقا ) من اقرباء القتيل الذي اتهم به صاحب الحفلة وعلىالفور قام بتفتيش داره بصحبة مختار المنطقة ووجد فيه شاب تبدوا عليه علامات التعب وبحوزته مسدس وانه من اهالي البصره جاء زائرا لابن عمه كما ادعى وكان لا يتجاوز عمره عن العشرين عاما وبعد التحقيق معه ومواجهته بهذه الادلة اعترف بقيامه يارتكاب حادث القتل كان يقصد منه صاحب الحفلة لياخذ ثار مقتل ابيه منه في هذا اليوم الذي انتظره منذ زمن بعيد بقدر عمره ولكنه اخطا في التصويب وقتل شخص اخروكان من اقرباء صاحب الحفلة .

كما يتضح من ذلك ان المحقق لم ياخذ بتفسير الامور وتقيمها كالاخرين او بصورة سطحية وانما ذهب ابعد من ذلك نتيجة لخبرته وتجربته الغنية بالمعرفة والعلم المهني حيث استنتج من خلال ان اصابة المجنى عليه بعدد من الاطلاقات النارية الموجه نحوه بعناية دقيقة وليست عشوائية كما تحدث في

حوادث حفلات زفاف (عرس) مماثلة مما يعني ان ما وراء الحادث احتمال فاعل يقصده بالذات وعلى اساس ذلك شرع المحقق بالبحث والتحقيق للكشف عن الدوافع الحقيقية للحادث والفاعل المجهول له .وقد تمكن من معرفة حقيقة الدافع والقاء القبض على الجاني القاتل لاخذ الثار عن مقتل ابيه" نتيجة ما بذله المحقق من جهد كبير ومتواصل وحرص عالي بالمسؤولية ووفقا للاجراءات الاصولية القانونية.
المحامي فاروق العجاج
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع