القضاء المستقل من أسس المقاومة والصمود بقلم المحامي انس كسواني

اخواني أبناء فلسطين،،

لربما نطلب منكم اكثر مما تحتملون، فالاحتلال والبطالة والمياه المتقطعة والشهداء والاسرى والاستيطان و ‏ألاراضي المصادرة تشكل كماً كافياً من المصائب لتفكروا فيها؛ لربما تواسون بأنكم أهل رباط، تؤجرون على ثباتكم، ولربما تشعرون بان ابتسامة واحدة تحت ظل شجرة الزيتون التي تركها لكم أجدادكم تغنيكم عن طيب عيش هذه الدنيا..

وبما انكم مرابطين صابرين فإلى أين يقودكم رباطكم هذا؟؟

النتيجة التي نتمناها جميعاً هي دحر الاحتلال وإقامة دولة تقوم على أسس المساواة بين المواطنين في التعامل وإقامة العدل في حكم الدولة؛ وبما ان سلطتنا الوطنية وكما يعتبرها القائمون عليها هي نواة تلك الدولة فيفترض في النواة ان تكون صالحة حتى تكون الثمرة طيبة..

الْيَوْمَ وبعد ١٠٠ سنوات من الانقسام العجيب، وتعطل المجلس التشريعي وتوقف حركة التطور القانوني، وصدور أكثر من ١٩٠ قرار بقانون عن فخامة الرئيس اغلبها لا علاقة لها بالقانون للأسف، توصل البعض الى نتيجة عبقرية ان إحكام القبضة على القضاء هو الحل لمشاكل فلسطين كلها، والجهات التي تسمي نفسها مختصة بصدد إقرار قرار آخر بقانون يحكم سيطرة الرئاسة "لا الرئيس" على السلطة القضائية بشكل ينزع اي قدرة حقيقية للقضاء بالتصدي لمحاولات التغول على القوانين وحقوق المواطنين العامة والخاصة، وان مر هذا القرار بقانون سيخاف القاضي من تبرئة متهم ان أراد احدهم سجنه، وسيكون مصير القاضي التحقيق والخضوع للتفتيش العاري والإحالة على التقاعد ولربما العزل ان لم يصدر حكمه وفقاً لهوى فلان او علان، وسيكون سيد مجلس ‏القضاء دائما من خارج القضاء كرقيب وحسيب لا راعٍ مؤتمن...

اخواني،، القضاء الفلسطيني ككل اجهزة الدولة ‏ما زال فتياً وكأي فتى ما زال يتعلم ويتطور ويكبر، ويخطئ أحياناً لكن نصبر على الفتى عله يكبر ليصبح رجلاً قوياً، لا تقفوا موقف المتفرج وهم يضعون الأغلال حول عنق الفتى..