الحكم : شروط المحكم مقترحات في اختيار الحكمين

وسيكون طرح هذا الموضوع على ثلاث حلقات أو أربعة باذن الله

في الواقع، نجد أن من يتصدى للتحكيم، هم إما من موظفي المحاكم، وخاصة منها المحاكم الشرعية ودواوينها - أو من المحامين - الذين تتفاوت خبراتهم العملية في هذا المجال، بين الجيد والضعيف، أو من أرباب الشعائر الدينية الإسلامية، من أئمة وخطباء ومدرسين، الذين غالباً ماتكون خبرتهم في ذلك ضعيفة، إلا من أمضى منهم وقتاً طويلا ً، فاكتسب الخبرة بمرور الزمن.

الأولى: التزكية بالتواتر، فالمحكمون الذين يعتمدهم قاضٍ ما، قد يوصي بهم إلى خَلَفِهِ عندما يترك المحكمة إلى محكمة أخرى، وغالباً مايعتمدهم القاضي الجديد، أو يعتمد أكثرهم.

أما القناة الأخرى: فهي من خلال العلاقات الشخصية، والروابط التي تربطهم بالقاضي، من معرفة،أو صداقة أو توصية أو جوار... وهؤلاء إذا كانوا مؤهلين وذوي خبرة، فهذا أمر حسن، وإن كانوا من غير المؤهلين - سواء مهنياً، أم سلوكياً وأخلاقياً - فلا شك أن ذلك سوف ينعكس على عملية التحكيم.

ويمكن تدارك التأهل المهني- مبدئيا - من خلال تعيين الحكم الجديد مع آخر مخضرم، كما سنرى لاحقا...

ولاشك أن عدم التأهيل المهني، أخف وطأة من عدم التأهيل الخلقي؛ فليس سراً إذا قلنا: إن البعض من هؤلاء، غير مؤهلين – سلوكياً - لهذه المهمة الجليلة؛ ولايرون فيها إلا مصدراً من مصادر الرزق، وكسب لقمة العيش... وهذا أمر في غاية الخطورة، فكم من انزلاقات حصلت من وراء ذلك، منها القليل الذي علمنا به، ومنها الكثير الأعمّ في طي السر...

وبالعودة إلى التأهيل المهني للمحَكَمين الشرعيين، فإننا نجد، أنه حتى بعض المحَكَمين القدماء، لا تخلو ممارستهم العملية، من أخطاء فقهية وقانونية، يتوارثها الجيل الذي ينهل منهم، وبالتالي تتكرس الأخطاء، وتتراكم المخالفات.

وإزاء ذلك، ولغرض معالجة هذه المشكلة، فإنني - في هذا المجال - أضع بعض التصورات والاقتراحات، التي تساعد في اختيار المحَكَمين الشرعيين، علَّها تساهم في رفع سويتهم إلى حد مقبول،وسنعرض لهذه المقترحات بدءا من الحلقة القادمة بإذن الله .

بقلم المحامي//أحمد رزق

اقرأ أيضاً:

• ماهية التحكيم وعلاقته بالقضاء الدولي
• تعين المحكمين وفق القانون الوضعي
• مزايا وفوائد التحكيم

كلمات دلالية :الحكم,المحكم,تحكيم,شروط,اختيار,شروط الحكم,شرط التحكيم,