القائمة الرئيسية

الصفحات

هجرة الطائفة اليهودية

هجرة الطائفة اليهودية

بقلم . رنا الشمري

لم يكن بالسهل على يهود العراق من المغادرة , لانه بلد ابوهم ابراهيم العراقي وامهم ساره العراقيه كما ان اليهود في العراق كانوا يتمتعون بحياة مرفهه وعلاقات جيده مع المسلمين والمسيحيين ومنه فلقد نصت القوانيين العراقيه آنذاك على تقبلهم في المجتمع بل مشاركتهم للحياة السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه ,

يعود الوجود اليهودي في العراق الى اكثر من 2500 سنة , الطائفة اليهودية من اكثر الطوائف في البلدان العربية اندماجا اذ لعبوا دورا رئيسيا في الحياة الاقتصادية والثقافية للعراق ,


 كان التجار اليهود المحرك الحقيقي للاقتصاد في النصف الاول من القرن العشرين فقد سيطروا على القطاع المصرفي وتجارة الاستيراد. برز العديد منهم في الطب والتعليم والوظائف الحكومية ولعبوا دورا مهما في الحياة الثقافية اذ قاموا بتأسيس الصحف والمطابع . كما قام العديد منهم باعمال الترجمة وكتابة الشعر والقصة كما كان بعضهم من افضل الموسيقيين ومغني المقام.. تعرض اليهود في العراق الى عملية قتل ونهب للمتلكات ,


عرفت هذه العمليات باسم الفرهود حيث قتل فيها العديد من اليهود ونهب ممتلكاتهم في بداية الاربعينيات . وبعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 م زادت الحكومة ضغوطهاً باتجاه اليهود العراقيين .


 في البداية لم تكن الهجرة خياراً واضحاً في عموم يهود العراق حيث كان التيار السائد بينهم هو تيار لا يوافق الصهيونية. وتعرضت عدة دور عبادة يهودية في بغداد للتفجير مما أثار حالة من الهلع بين أبناء الطائفة والتي اتهم بها لاحقاً ناشطون صهاينة لتشجيع الهجرة من العراق . في البداية لم تسمح الحكومة العراقية لليهود بالسفر، لكن لاحقاً أصدرت آنذاك قراراً يسمح لليهود بالسفر بشرط إسقاط الجنسية العراقية عن المهاجرين منهم. وقد هاجرت غالبية الطائفة من العراق خلال عامي 1949 و1950م في عملية سميت عملية عزرة ونحمية إلى أن تم إغلاق باب الهجرة أمامهم وقد كان في بداية الخمسينيات حوالي 15 آلاف يهودي بقي في العراق من أصل حوالي 135 ألف نسمة عام 1948م.


وعند وصول عبد الكريم قاسم للسلطة رفع القيود عن اليهود المتبقين فيالعراق وقد بدأت وضعيتهم تتحسن وأخذت الأمور تعود إلى طبيعتها. لكن انقلاب حزب البعث واستلامه للسلطة أعاد الاضطهاد والقيود عليهم وفي عام 1969 م أعدم عددا من التجار معظمهم من اليهود بتهمة التجسس لإسرائيل مما أدى إلى تسارع حملة الهجرة في البقية الباقية من يهود العراق والتي شهدت ذروتها في بداية السبعينيات.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع