القائمة الرئيسية

الصفحات

تعريف ومفهوم المخدرات - ملف كامل

تعريف ومفهوم المخدرات - ملف كامل
تعريف ومفهوم المخدرات 


اعداد عباس فاضل عبد الشبلاوي

المخدرات هي الافة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الاخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل حتى اصبح خطرا وهذه المجتمعات وينذر بانهيارها, والمخدرات هذه السموم القاتلة ثبت من الابحاث والدراسات العلمية انها تشل ارادة الانسان وتذهب بعقله وتحيله بها الى افتك الامراض وتدفعه في اخف الحالات الى ارتكاب الموبقات. وتبعا لانتشار هذه المخدرات ازداد حجم التعاطي حتى اصبح حجم تعاطي المخدرات وادمانها وترويجها مصيبة كبرى ابتليت بها مجتمعاتنا في الآونة الاخيرة وان لم نتداركها ونقضي عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع في تدمير كياننا وتقويض بنيانه.

والمخدرات اصطلاحا هي كل مادة يؤدي تعاطيها الى حالة تخدير كلي أو جزئي مع فقد الوعي أو دونه وتعطي هذه المادة شعورا كاذبا بالنشوة والسعادة والهروب من عالم الواقع الى عالم الخيال.


ان تعاطي المخدرات منزلق خطير اذا وقع فيه الفرد في بدايته لابد حتما من الانزلاق الى بدايته المعروفة الادمان. وتعرف منظمة الصحة العالمية (الادمان), بانه حالة من التخدير المؤقتة والمزمنة التي تنشأ عن تكرار تعاطي مادة مخدرة طبيعية أو اصطناعية, ونظرا لتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في العديد من المجتمعات العربية والاسلامية فقد اصبحت ظاهرة ادمان افراد المجتمع (خاصتا الشباب), ظاهرة اخطر من الغزو الثقافي ذلك لان الغزو الثقافي يستهدف العقول للنيل منها والسيطرة عليها ,بينما الادمان وترويج المخدرات بين الشباب انما يهدف الى القضاء على عقول الشباب ..

وابدانهم في ان واحد والقضاء عليها معا وهذا أمر ان تمكن من نشب أضفاره في شباب المجتمع وأفراده عامة ذهب المجتمع وضاع مستقبله ولذلك اصبحت ظاهرة إدمان المخدرات من أخطر المشكلات التي تشغل بال المسؤولين في جميع انحاء العالم وخاصتا عالمنا الاسلامي الواعد, ويوم بعد يوم يستفحل خطر الادمان لأنه يزداد كل يوم مع انخفاض سن الادمان ودخول نوعيات جديدة من الصبية والشباب صغيري السن من تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات دائرة الموت والهلاك كما يستفحل خطر الادمان يوما بعد آخر لان الفئات المدمنة تدمن تعاطي المخدرات المختلفة مثل الهيروين والكوكائين ...


وهي ما تعرف بالمخدرات البيضاء وهي عظيمة الخطر باهظة الثمن ولا يأتي ادمان الشباب لها من فراغ فلا يحدث ان يدمن الشخص الهيروين أو الكوكائين مباشرة ولكنه يبدأ بأنواع اخرى من المخدرات ثم يتعرف على الهيروين وعادتا ما يعرفه عن طريق الفاجر او صديق السوء يبدأ أي منهما بإغرائه بان يمنحه جرعة بدون مقابل ويوهمه بانه افضل من الذي يعتاده وبعد أول مرة أو الثانية يحدث الادمان فيعود اليه ولكن هذه المرة يدفع المقابل ويصبح زبونا للهيروين. 


تاريخيا تشير دراسات عديدة الى ان ظاهرة تعاطي المخدرات والمسكرات مذ عرضت في المجتمعات والحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والرومانية واليونانية والصينية والعربية وكان اهمها المخدرات المشتقة من نبات الخشخاش والقنب لكن استعمال هذه النباتات وما يشتق منها من المخدرات كان مقصورا على مجالات بعيدة عن الادمان حيث كانت تستعمل في مجال الطب فالأفيون كان يستعمل لعلاج امراض العيون وعمل مراهم لآلام الجسم وكذلك كان يصاغ منها مساحيق لنفس الاغراض كما كان الخشخاش المعروف باسم نبات (شين), في ذلك الوقت كدواء لتهدئة الاطفال من الصراخ, يجدر بالذكر ان اهم وابرز العوامل التي ساعدت على انتشار هذه الظاهرة الجانب الاعلامي ويتضح من خلال عرض الافلام والمسلسلات التلفزيونية التي تعرض المخدرات كوسيلة للاستثارة الجنسية او الحل الامثل للتخلص من الهموم والضغوطات النفسية او ان تعرض فكرة او برنامج اعلامي يحتوي على معلومات غير كافية او مبتورة مما يعطي انطباعا خاطئا أو غير صحيح للمشاهد عن سوء استعمال المخدرات بين الشباب في البلاد العربية حيث اكدت الدراسات المتعددة ان الاسر التي تعاني من عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الهجر والطلاق هي النماذج المتميزة للأسر التي يترعرع فيها متعاطو المخدرات.


الى ذلك الاسباب الحضارية المرتبطة بالبيئة الاجتماعية واهمها غياب القيم الاخلاقية الاسلامية و وجود الفراغ الروحي والصلة بالله سبحانه وتعالى بالإضافة الى عدم توفر الوعي الاجتماعي الكافي بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات ووجود الاغراءات من مروجي المخدرات يوضح مسميات جذابة لها وكذلك التقصير من قبل المسؤولين في المؤسسات الاجتماعية قبل المدرسة والجامعة في التوعية بمخاطر المخدرات وتقصير أئمة المساجد ورجال الدين في التوعية بإضرارها في البنية الاجتماعية ناهيك عن نزعة التقليد الاعمى للغرب الموجود في مجتمعاتنا.


وعلى ما تقدم نستطيع ان نقرر ان انتشار المخدرات سبب الكثير من الامراض الاجتماعية كالرشوة والسرقة والانحرافات الخلقية التي تعكر صفو النظام العام عن طريق العنف, والفظاظة, والممتلكات, والخيانة, والدعارة, وغيرها من الاسقام التي ان تفشى جزء منها في المجتمع لانهار في - جرف هار - ذلك ان المجتمع الذي يقع فريسة الادمان هو لا مجتمع لانه سيكون بلا كيان بلا وعي وبلا ابداع ولا غلو في ان المخدرات تقوض اختلاف الامة وتمزق اجتماعها وتهز اقتصادها وتؤدي بكيان اجيالها وتدمرها من الداخل من خلال مخطط اجرامي تتشارك فيه مافيا المخدرات في العالم وزبانيته الشيطان في كل مكان من البشر الذين باعوا ضمائرهم لإبليس مقابل اموال حرام وبهذا تكون فيه شياطين من وطننا فيدمرون جيلا عربيا كاملا منها؛ هي المخدرات ماهي الا مواد جامعة لكثير من مختلف النتائج الضارة بحياة الفرد والجماعة على السواء حيث انها تشمل بخطرها عقل الانسان وفكره وقيمه وفضائله وروحه وبدنه وعلاقاته الشريفة وصلاته العليا.


وفي الختام ننتقل الى التوجيهات الاتية:-


  • 1- غرس القيم والتقاليد الاسلامية لدى الشباب. 
  • 2- التوعية الاعلامية الهادفة والصحيحة. 
  • 3- وضع القوانين الرادعة وتعديل القوانين الموجودة حاليا بما يتلائم مع متطلبات المرحلة.
  • 4- توفير الاماكن الصالحة لاستثمار أوقات الفراغ. 
  • 5- الاهتمام بالمناهج الدراسية. 
  • 6- متابعة المدانين والذين صدرت بحقهم احكام عقابية عن جرائم المخدرات.
  • 7- عمل فحوصات طبية لطلبة المدارس والجامعات.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع