القائمة الرئيسية

الصفحات

الحقوقيون العرب ينهون إجتماع مكتبهم الدائم ببيروت

الحقوقيون العرب ينهون إجتماع مكتبهم الدائم ببيروت
الحقوقيون العرب ينهون إجتماع مكتبهم الدائم ببيروت

المواطنة في مواجهة الطائفية والإرهاب نبيه بري: اتحادكم آخر قلاع العمل العربي المشترك. تمام سلام: ظروف العراق صعبة وقلوبنا معه. تبنى المكتب الدائم لاتحاد الحقوقيين العرب سلسلة من القرارات والتوصيات التي تخص القضايا السياسية والمهنية الملحة على الساحة العربية، وذلك في ختام اجتماعه الذي استمر يومين في بيروت للمدة 7- 8 تشرين الأول الجاري. ولم تحضر جمعيات الحقوقيين في دول الخليج الاجتماع بسبب قرار حكوماتها حظر سفر الرعايا الخليجيين الى لبنان على خلفيات سياسية. باستثناء وجود كويتي عضو في المكتب الدائم هو يوسف حسين محمد علي الطاهر. حفل الافتتاح وكان حفل افتتاح الاجتماع الذي عقد في (بيت المحامي) بنقابة المحامين اللبنانيين قد شهد حضوراً نوعياً وتم برعاية رمزي جريج وزير الاعلام. وحمل الاجتماع، هذا العام شعار المواطنة في مواجهة الطائفية والارهاب وكرست له ندوة علمية عربية خاصة شارك فيها اربعة من الحقوقيين والناشطين العرب هم السيد علي محمد حسين فضل الله والوزير السابق ادمون رزق من لبنان والمفكر والباحث عبد الحسين شعبان من العراق ونائب رئيس البرلمان التونسي السابق البشير بن علي الحنتوش من تونس.

 وطرحت في الندوة رؤى اتسمت بالدعوة الى نبذ جميع اشكال الارهاب والتحلي بثقافة الحوار والتسامح، فيما قدمت كلمات المتحدثين في حفل الافتتاح حلولاً لازمة الهوية الوطنية وغياب الدور المحوري للدولة في النظام السياسي العربي وركزت على اهمية القوانين في حماية فئات المهمشين والفقراء والقضاء على الفساد الذي يعد جوهر الارهاب، وحثت على الوقوف بوجه التطرف وعلى العمل المشترك والقضاء على التمييز ضد المرأة وتبني المعرفة وضرورة تولي الدولة لوحدها حماية مواطنيها. وطرح المحامي عمر محمد زين الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب مشروع ربيع فكر عربي يؤمن بالتعددية وثقافة المقاومة وينبذ ثقافة التطرف والعنف الدموي، كما دعا الدول العربية الى التحرك ووضع ميثاق يتوافق مع عناوين المرحلة وتحدياتها. وعدد امين عام الاتحاد شبيب المالكي في كلمته ابرز انجازات الاتحاد منذ مؤتمر حقوق الانسان عام 1976 مروراً بميثاق الشرف عام 1985 المتضمن التزام الحقوقيين بمبادئ حقوق الانسان

 ومنع التعذيب الجسدي والحرص على استقلال القضاء واطلاق سراح المعتقلين العرب، فضلاً عن مشاركة الاتحاد في توحيد القوانين والتشريعات العربية في اللجان الدولية لتقصي الحقائق وانتهاء بالدور الاستشاري للاتحاد في المنظمة الدولية. اما المتحدثون اللبنانيون فتطرقوا الى معاناة بلادهم من الطائفية السياسية وحثوا العرب على تسوية خلافاتهم للعيش بسلام، في وقت تحفظ ممثل الوزير جريج النقيب بطرس ضومك على مفهوم الطائفية الوارد في شعار الاجتماع وعلى جمعها مع الارهاب انطلاقاً من تجربة بلاده في مجال توزيع الوظائف العامة والمسؤوليات. واطلق ما أسماه بمصطلح (فدرالية الطوائف) التي قال انها تضمن المساواة وتوزيع المناصب، وعدها مصدر غنى في مجتمع متنوع الاديان والطوائف. تكريم المؤسسين واتسمت الجلسة الاولى لاجتماع المكتب الدائم التي تلت حفل الافتتاح، وفيه جرى تكريم الاباء المؤسسين للاتحاد بدروع وشهادات تقديرية، بالنقاش الجاد والطرح الايجابي العميق، واقترح عضو المكتب عبد الحسين شعبان عقد مؤتمر عام للاتحاد واجتماع للمراجعة بعد 40 عاماً من تأسيسه في 15 تشرين الاول 1975 ببغداد، 


فيما اقترح مفيد شهاب عضو المكتب الوزير السابق في حكومة الرئيس المصري حسين مبارك، مراجعة النظام الاساسي للاتحاد وعبر عن الامل في حضور ممثلي المنظمات الخليجية الاجتماعات المقبلة. وكشف ممثل فلسطين محمود اسماعيل خليل عن اتخاذ مجلس حقوق الانسان الدولي جملة قرارات لصالح الشعب الفلسطيني، وناشد ممثل الاتحاد بالمنظمة الدولية الياس خوري تفعيل هذه القرارات لتشمل قضايا عربية اخرى، كما اقترح رئيس اتحاد حقوقيي السودان حسن عبد الله الحسين اعداد دراسة لمراجعة وضع الاتحاد قبل انعقاد مؤتمره العام المقبل. وشهد برنامج الاجتماع حدثين مهمين تمثل الاول باستقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لاعضاء المكتب الدائم حيث كان حديثه مفعماً بالهم الوطني والقومي، وانطوى على اعتراف باهمية الاتحاد بوصفه اخر قلاع العمل العربي المشترك في خضم التداعيات التي يشهدها العالم العربي، سياسياً واقتصادياً وامنياً. وقال (لو ان الانظمة العربية صرفت 10 بالمئة فقط من ميزانياتها الخاصة بالتسليح، على الديمقراطية واليات نشرها وتكريسها لكانت الديمقراطية حامية لهذه الانظمة)، 


واشار الى انه (قال هذا الكلام في مؤتمر عقد بالمغرب في التسعينات من القرن الماضي واتهموه بانه يقصد صدام حسين). واكد (الحاجة الى حماية الانظمة بالديمقراطية وليس بالترسانة التسليحية)، واستعرض بري محطات بارزة في العمل العربي منذ نكبة 1948 حيث كانت فلسطين قبلة العرب ثم ما جرى من سفك دماء واهدار للثروات، واضاف (ربما يجد المرء نفسه محرجاً بالحديث عن التضامن العرب الآن). وشدد على القول ان الامن يتأتى من السياسة وان تجربة لبنان تقوم على مبدأ عدم التقاتل والاستفادة من مأساة الحرب الاهلية. ووصف اجتماع الحقوقيين العرب في لبنان بانه (المساحة الواقعية الوحيدة التي يمكن العمل من خلالها). اما المحطة الثانية فتمثلت بلقاء رئيس الوزراء تمام سلام في قصر الحكومة ببيروت وكان لقاء سريعاَ بدا فيه سلام في غاية الاريحية بوجود الحقوقيين العرب تحت سماء لبنان (مربع القوانين ومعقل الحريات). واعلن سلام عن تضامن بلاده مع العراق وقال (ان ظروف العراق صعبة وقلوبنا معه). ولم يستثن سلام اليمن وسوريا وليبيا. واضاف (ان جهد الحقوقيين كبير لانه يوفر قوانين لاستقرار الاوطان). 
.
الوضع المالي وفيما يتعلق بالوضع المالي للاتحاد فان تقرير الامانة العامة كشف عن ازمة حقيقية نتيجة عدم تسديد معظم الاتحادات الاعضاء التزاماتها. وكشف الامين العام المساعد عند قراءة التقرير المالي عن عجز مقداره 70 الف دولار، وربط هذا العجز بالمعوقات التي يواجهها الاتحاد في تنفيذ برامجه والتزاماته امام المجتمعين العربي والدولي. وحيا موقف الامين العام شبيب المالكي الذي غالباً ما يسدد بعض احتياجات الاتحاد من ماله الخاص، وحث الدول الاعضاء على الاسراع بتسديد اشتراكاتها السنوية. وناقش الاتحاد في بند قضايا الوطن العربي ملفات العراق وسوريا وفلسطين والسودان واليمن الذي مثله عضو المكتب الدائم عميد رؤساء الوزارات في اليمن محسن العيني، 


الذي أضفى حضوره الاجتماع والنشاطات المرافقة، جواً من الهيبة والوقار، برغم انه وصف جيله في حفل الافتتاح عندما تسلم درع التكريم بجيل الخيبة وقال (اين كنا واين اصبحنا)، لكنه عبر عن الامل في عودة الامن والاستقرار الى بلاده بحكمة مكوناته السياسية والقبلية، وشرح ممثل سوريا الاوضاع في بلاده ومأساة مدينة حلب في ظل القصف الصاروخي والمواجهات المسلحة. ومن جهته دعا الجزائري صويلح بو جمعة عضو المكتب الدائم للاتحاد الى التأكيد على المبادئ الاساسية للامم المتحدة والجامعة العربية كسيادة التراب الوطني وحماية المدنيين في الحروب وتجب الخوض في التفاصيل الفرعية لتفادي احتمال الاختلافات بين اعضاء الاتحاد. وقرر المكتب الدائم تبني جميع القضايا العربية المطروحة وتعهد باصدار القرارات الخاصة بها في الاعلان الختامي، الذي سيطبع ويوزع بين الاعضاء في وقت لاحق. وعلى هامش الاجتماع تم توزيع كتاب (شبيب المالكي- رحلة الكفاح والنجاح- شهادة صحفية عمرها اربعة عقود ونيف) الذي ألفه الدكتور احمد عبد المجيد، وفاجأ به المالكي واعضاء المكتب الدائم، واشيد بالمبادرة وتقرر تكريس احتفال تكريمي خاص للمالكي يقام في احدى العواصم العربية على ان يتم تحديد موعده بالتشاور مع الامانة العامة ومقرها العاصمة الاردنية عمان. .


. لقطات - وفد اتحاد الحقوقيين العراقيين برئاسة علي الشمري كان فعالاً وقدم رؤى وتصورات ايجابية عن العمل العربي وتعميق اللحمة بين الاعضاء. - حظي الحقوقيون العرب بحفاوة من الفعاليات السياسية والفكرية اللبنانية وتقاطر بعضهم على مقر اقامة المشاركين لهذا الغرض. - التغطية الاعلامية للاجتماع كانت ضعيفة جداً ولا تتناسب مع حجم اهتمام لبنان بالاعلام ودوره في صناعة الرأي العام وسعة الامتداد الافقي لفضائياته. - استضافت الجامعة اللبنانية الدولية المشاركين في الاجتماع على غداء عمل. وكان رئيس الجامعة الأستاذ عبد الرحيم مراد على رأس المضيفين، وابلغ (الزمان) عزم الجامعة افتتاح فرع لها في بغداد قريباً.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع