القائمة الرئيسية

الصفحات

تأملات إنسانية عامل الشيشة والمعادلة الصعبة

تأملات إنسانية عامل الشيشة والمعادلة الصعبة

تأملات إنسانية عامل الشيشة والمعادلة الصعبة
تأملات إنسانية عامل الشيشة والمعادلة الصعبة

.يوزع ابتسامات مرحبة وينثرها هنا وهناك يمنة ويسارا ويتعامل مع كل زبون يدلف الى الكافيه وكأنه صديق حميم وشخصية هامة ..يتنقل من طاولة إلى أخرى في نشاط وهمة وينفذ قاعدة الزبون دائما على حق بحذافيرها فكل قفشة أو نكتة يقولها الزبون فهي مضحكة حتى لو كانت سمجة وكل كلام حتى لو كان تافه من الزبون فهو كلام مهم ينصت إليه باهتمام ظاهر وأدب ويرد بلطف ..... 


أتردد أحيانا على هذا الكافيه للالتقاء ببعض عملائي حسبما تقتضيه ظروف العمل أحيانا ولفت نظري تحديدا في إحدى كافيهات المدينة عامل الشيشة وآثار فضولي هذا الإنسان وتعجبت لهذه المعادلةالصعبة كيف يبدوا هذا الإنسان بهذه الإيجابية والقوة والصمود اليومي والقدرة على الاستمرار والابتسام والتفاؤل بينما واضح لمن يدقق النظر قليلا أن صاحبنا حياته مشقة حقيقية يومية ومعاناة مضنية وبؤس حقيقي لا تخطئه عين فاحصة تؤكد أن وراء هذا الوجه الباسم قصة بؤس تحكى على إيقاع الربابة وفي عينيه حزن يحمل في يده حاملة جمرات الشيشة ....

ويتنقل بها من طاولة إلى أخرى بهمة ثمانية عشرة ساعة يوميا يخدم الزبائن وقوفا لا يكل ولايمل ولايشتكي ويظل ينثر الابتسامات والترحيب على الكل ويظل إيجابيا أعلم أن هذا من متطلبات وظيفته التي هي مصدر رزقه الوحيد ومؤكد أن ورائه قصة حزينة تحكى على الربابة ولكن ما هالني حقا صبره وجلده وتجاوزه لبؤسه بهذه البساطة بؤسه الذي لا يمكن أن تخطئه عين فاحصة .. بؤسه الذي لا يمكنك بأي حال أن لا تستحضره هنا فهو ظاهر على هذا الوجه المرهق الذي ارهقته قسوة الحياة برغم الابتسامه الدائمة الظهور على وجهه المرهق وما أعجبني وادهشني حقا تفاؤله وتصالحه مع حياته هذه وتقبله ظروفه الصعبة وهذه الوظيفة المضنية وقدرته على الاستمرار ..احترمته وقدرته وتعلمت منه درس من دروس الحياة....
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع