القائمة الرئيسية

الصفحات

 الأمم المتحدة

ما هي الأمم المتحدة ؟
ما هي الأمم المتحدة ؟

أ.د. حكمت شبر عميد معهد العلمين للدراسات العليا سابقا.

لعل القارئ الكريم سوف يسخر من هذا العنوان البسيط والمعقد في آن واحد والعميق جداً للباحثين القانونيين ولكني وجدت أن من واجبي كمختص في القانون الدولي أن أحّدث القارئ النجفي خصوصاً والعراقي عموماً عن بعض المسلمات التي يتصور انه يعرفها لكثرة ما يتردد الكلام عنها في الصحف والمجلات وفي الفضائيات. 

لكن الكثير من يدعي العلم والمعرفة بهذا الموضوع يجهله . 

فمثلا يردد البعض من المسؤولين في الحكومة العراقية ونحن في تزاحمنا لاسترداد حقوقنا المحجور عليها من قبل مجلس الأمن ومن وراءه الدول ذات المصلحة . يردد هذا البعض أننا بموجب البند السابع لا نستطيع التصرف بأموالنا ولكن الموضوع ليس بنداً وإنما فصلاً كاملاً ومهما من فصول ميثاق الأمم المتحدة, الذي يعتبر دستور المنظمة الدولية . وهذا الفصل يتكون من ثلاثة عشر مادة تبدأ من المادة (39) وتنتهي بالمادة (51) أي انه ليس بنداً واحداً من مادة واحدة وهذا دليل على عدم معرفة الكثير من مسؤولي الدولة والمواطنين العراقيين الذين يرددون بعدهم مسألة (البند السابع) وهم لا يميزون بين البند والفصل وما أكثر الأمثلة التي تدل على النقص في ثقافة المواطنين والمسؤلين في مجال القانون الدولي وقانون التنظيمات الدولية .

ومن أمثلة الخلط في مواضيع أخرى تتعلق بالأمم المتحدة, حديث الناس عن القضاء الدولي ولماذا لا يتدخل في الفصل في المنازعات الشخصية وإحقاق الحق ولكنهم لا يعلمون أن هذا القضاء يختص بالفصل في المنازعات بين الدول حين تحصل الخلافات فيما بينها وهي الأعضاء في الأمم المتحدة حيث يعطيها ميثاق الأمم المتحدة حق اللجوء إلى محكمة العدل الدولية التي تنظر بالنزاع الذي يتوجب على الأطراف مجتمعة أن تتفق مسبقاً على عرض النزاع أمام القضاء الدولي, كما يجب أن تتوافق أيضاً على الحكم الصادر من المحكمة الدولية . وهنا يختلف هذا القضاء الدولي عن القضاء الداخلي في أمور مهمة:.

  • أولاً :. أن محكمة العدل الدولية لا تنظر في أية شكوى دولية بدون اتفاق الأطراف على عرض النزاع أمام المحكمة الدولية وقبول حكمها في ذلك .

  • ثـانياً :. أن المحكمة تنظر في النزاعات ما بين الدول مثال ذلك النزاعات على الحدود الدولية, أو الجرف القارئ. أو على مواضيع أخرى كالأنهار الدولية أو المواضيع ذات الطابع الدولي.

  • ثالثــاً :. أن اللجوء إلى المحكمة الدولية اختياري, بينما اللجوء إلى القضاء الوطني مسألة إجبارية لا يمكن تجاوزها. وهذا لا يعني أن ليس هناك محاكم دولية تنظر في النزاعات ذات الطابع الشخصي . 

فقد أنشأت محكمة الجنايات الدولية بموجب اتفاقية (روما لعام 1998م), للنظر في التجاوزات والجرائم التي يرتكبها الأفراد مسؤولين أو غير مسؤولين بحق أبناء جلدتهم أو بحق أبناء شعب آخر كجرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم التعذيب والتهجير والاغتصاب والاتجار بالرقيق الأبيض إلى غيره من الجرائم وقد حدث ذلك في مجرى تطور حقوق الإنسان وحمايتها من المتجاوزين عليها من حكام شموليين وآخرين مغتصبين للسلطات الشرعية, أو من المعتدين على حقوق دول أخرى وعلى سيادتها.

وهكذا نرى أن هناك الكثير من الأمور التي لا يعرفها القارئ والتي يتوجب علينا إيضاحها في مجالات القانون الدولي والمنظمات الدولية, والتي سأتحدث عنها تباعاً بادئاً في المقال القادم عن كيفية نشوء الأمم المتحدة وفي المقالات الأخرى أتحدث عن هيئات هذه المنظمة ونشاطاتها المختلفة ومكانتها في المجتمع الدولي ومدى مساهمة أعضائها البالغين (192) دولة في هذه النشاطات فإلى مقــالة قادمــة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع