القائمة الرئيسية

الصفحات

القمم القاتلة.. بقلم طه عبدالرؤوف نعمان

القمم القاتلة..

القمم القاتلة.. بقلم طه عبدالرؤوف نعمان
القمم القاتلة.. بقلم طه عبدالرؤوف نعمان

كان الحاج مهدي قنوعا وراضيا بما كتب الله له من رزق..وكان رزقه من بيع الكتب على الرصيف..وضماره ثلاثة كراتين كتب وكتيبات..ونفقاته ومصاريفه من ربح بيعها.

كانت قناعته وقدراته مبرمجة على ثلاثة كراتين يفرش مابداخلها من كتب على الرصيف...إن زادت على الثلاثة الكراتين ارتبكت قدراته وتشوش تركيزه وفشلت مراقبته لها من اللصوص..

مرت عليه فترات أقبل الناس فيها على شراء الكتب..وزادت أرباحه وعدد الكتب كرتونين..ثلاثة كراتين بجانب الثلاثة رأس ماله..ولكن..للأسف..سرقت جميعها..لأن قناعته وقدراته مقتنعة بثلاثة كراتين فقط..لأن اللصوص لايقربون لمفرشه حين يدير عملية بيع وشراء الثلاثة الكراتين..ويتجرأون على نهبه حين يزيد ضماره كرتونا رابعا وخامسا وسادسا..

هكذا عاش...قنوعا..راضيا بماكتبه الله له..

ذات يوم جاء أخوه من القرية وألح عليه بالسفر للقرية لاستخراج ميراثه من بعد والده وقسمته..
كانت قريته تقع في أعالي الجبال..والحاج مهدي مش حق مشارعة وملاحقة وتنباع وتسلق الجبال..واضطر للسفر بسبب إصرار أخيه..ترك كراتينه وكتبه ورحل...ولأنه ليس محنكا في محاورة الجبال والقمم الشاهقة..سقط من أعلى قمة وتوفاه الله هناك وفاة غضبت معها الجبال على كل من دهده الحاج مهدي في اقتحام العلالي والقمم الخطيرة..
رحمة الله عليك.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع