النضج .. وما بعده
-----------------------
ارجو المعذرة لدخولي على الخاص .. لكني بحثتُ طويلا كي أجد صفحتك
/
فوجئتُ - يا استاذ رشدي - بموقفك امس في المحكمة .. وآلمني جدا انّ دعوتك لنا للصلح والتريث في ايقاع الخلع لقيت آذانا صاغية لدى خطيبي ولدى شقيقي الذي كان برفقتي , كنتُ على وشك الخروج من الحفرة .. لكن مبادرتكَ - التي رفَضَتها كل خليّة فيّ - أجّلت خلاصي , وأرجو انك ماتزعل مني حينما اقول انك أغضبتني حد الكره ههههه بل وأضيف انك قد تجاوزتَ حدود مهنيتك وتخصصك بتصرفك هذا ..
/
ما افهمه انك محامٍ نظامي ولست محام شرعيا باحثا او مصلحا اجتماعيا .. لكن وعلى مايبدو فان الامور لديك متداخلة ؟!
/
باختصار اقولها لك .. ثلاثون سنة مضت وانا عزباء كانت اكثر من كافية لترسّخ قناعتي باني لن اتزوج .. ولربما اخبرك خطيبي بأني ( من ارباب السوابق ) هههههه .. كان صادقا معك , فهذه هي الخطبة الثالثة لي ..
/
مشكلتي يا استاذ رشدي اني في كل رجل طرق باب قلبي .. ابحث عن والدي .. وابحث عن شقيقي الوحيد .. فلا أجد , كان والدي - رحمه الله - بحرا من الحب .. ثم تلاه شقيقي ب ( حنيّة ) copy - past منه , أتدرك كيف يغدو الحب عبئاً في احيان وامكنة لانتوقعها ؟ اتدرك سيدي الكريم ما أعنيه حين اتحدث عن الحب ؟
/
حين يرتقي الإحترام لمرتبة المقدّس .. حين يُبذل التفانٍ دون انتظار مقابل .. حين يكون اللطف عفويا .. شعور يرتقي بالسلوك درجة تستعصي على الوصف
/
شيء غريب سيدي الكريم ! حين يكون الاب حنونا .. ثمّة تلازم لا واعٍ يترسخ بين مفردتَي ( أب ) و ( حب ) .. اظن الصورة واضحة , وأظن ايضا انك حين تختضن أيا من ابنائك ستغدو الصورة اوضح
/
ثم يلي ذلك كله .. القلق .. احساسك بالخوف من الفطام .. فالفطام من الحب أسوأ بكثير من الحرمان منه
/
وطرقت امرأة ما باب حياتي .. ههههه نعم كانت تخطب لإبنها , وفاجأتني بسؤالها الأول : انتِ موظفة ؟
/
وفاجأني هو بسؤاله في أول لقاء لنا على انفراد : قديش راتبك ؟
/
نفرتُ من السؤالين معا , ونفرتُ منها ومنه , وازاد نفوري تأكيداته المتلاحقة
/
- الحياة تعاون , الحياة مشاركة , راتبي على راتبك نرتّب امورنا
/
ومع ان الخطوبة لدى صديقاتي لم تتعدّ النزهات , والمواعيد , والمكالمات الهاتفية الطويلة والمتأخرة , والهدايا , وجولات متلاحقة ومنهكة من التسوق والتسوق , الا انها بالنسبة لي كانت ( فترة غربلة ) اعذرني للتعبير فانا لا اجهد نفسي في تزويق الكلمات كما تفعل انت في منشوراتك هههههههههههه . ووجدته يشركني معه التخطيط لمشروع شراكة وليس مشروع حياة مشتركة ! وأظنك يا استاذ تستوعب ما أقصده وتدرك الفارق .. ولأنه لم بحاول حتى الاقتراب من مخابيء قلبي ومكنوناته .. شطبته ك حلم .. بل ك كابوس مزعج .. لم يعنِ لي كثيرا ان افسخ خطوبتي .
/
وتلاه اخر .. لم تستر شهادته الجامعية ثقافته القروية وان حاول , ورغم مركزه الوظيفي المرموق , وصلاته الاجتماعية الواسعة , الا انه فشل معي في اول لقاء جمعنا بعد الخطوبة .. تكلم .. وتكلم .. وتكلم .. ربما ليبهرني بما حقق وما انجز في حياته .. ساعتان من الحديث بل من الاصغاء المتواصل , وانقلبت محاضرته مملة .. ولم يسألني سؤالا واحدا عن نفسي !! لم يدرك - ربما لأنه لم يحاول - اية عقدة تلك التي يجالسها هههههه كان يتكلم .. وكنت أقرأه بتمعن ! لا انكر انه بدا لي شخصية مميزة .. عصاميا .. مثقفا .. لكنه ايضاً بدا لي نجما يبحث عن كوكب يدور في فلكه .. انا التي تفرّدت بالمركز في اهتمامات والدي - رحمه الله - ..
/
وارعبتني فكرة الالتحاق بمدار يستنزف حياتي : زوجة فلان الفلاني
/
وتلاه صديقك التحفه .. كل امتيازاته انه ثَري ! ورغم ماتسبغه هذه الكلمة على من يتصف بها من من واجهة اجتماعية زائفة ( وجاهة , تقدير , تعامل Vip , كاريزما تخفي الواقع ) لكن على مين ؟ هههههه لكن ارهقتني جدا نصائح والدتي , قريباتي , صديقاتي , زميلاتي في العمل :
/
- بكفي تتشرّطين .. ترى انتِ كبرتي .. والله رح تعنسين
/
وأذعنتُ , وخفّضتُ سقف طموحاتي .. أشهر مرت وانا عاجزة عن التواصل معه !
/
كانت اهتماماته حبيسة ماله , كم اشترى .. كم باع .. كم ربح .. مشروع جديد .. مشروع خاسر .. في كل لقاءاتنا كان المال بطل الفلم !! ههههههه همّه الوحيد ان ( يكتسح السوق ) بدا لي في سباق محموم مع الثراء في ماراثون لاينتهي
/
وانا ؟ اين مكاني من الاعراب ؟ لم اعثر على اسمي ابدا في قائمة اهتماماته !! ولم اعثر على لغة مشتركة بيني وبينه ! وبقيتُ على مدى اشهر طوال أتذرّع بشتى الحجج مؤجلة الزفاف ..
ة
مناي أخلص من قارون ههههههه ترا والله ما الزم نفسي من الضحك لمّن افكّر ان النقطة الوحيدة التي قد تجمعني بيه : بيت الزوجية !!
.
ملاحظة : من وحي الخيال لا تتفاجأ 
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة