الأخطاء الطبية (الحلقة السابعة) : شيخوخة مدونة السلوك الطبي

Pr. Belhouss Ahmed

ممارسة الطب ليس متروكا للعبث بل هي ممارسة تخضع للقانون ومنظمة من طرفه. فالقانون هو الذي ينصب الطبيب باعتباره مهنيا والقانون هو الذي يحدد للطبيب الفعل الذي يجب أن يسلكه. فالطبيب لا يمكن أن يمارس مهنته الا إذا حصل على دكتوراه في الطب بالإضافة إلى أن يكون مسجلا بهذه الصفة بالهيأة الوطنية للطبيبات والأطباء.

الطبيب كذلك لا يكون له الحق في "انتهاك" حرمة جسد المريض إلا أذا كان لهدف العلاج وبرضا المريض.

من بين "القوانين" القليلة المنظمة لمهنة الطب بالمغرب نجد قانون ما يعرف ب " مدونة السلوك الطبي" أو " قانون السلوك الطبي" وهو القانون المنظم لأخلاقيات مزاولة مهنة الطب ببلادنا. هذه المدونة القديمة التي صدرت في يونيو 1953، تتضمن 78 مادة موزعة على ستة أبواب وفق الشكل التالي :

الباب الأول : الواجبات العامة للأطباء.

الباب الثاني : واجبات الأطباء تجاه المرضى.

الباب الثالث : واجبات الأطباء تجاه المجتمع.

الباب الرابع : واجبات الزمالة.

الباب الخامس : واجبات الأطباء تجاه أعضاء المهن الصحية الموازية والمساعدين الطبيين.

الباب السادس : مقتضيات مختلفة.

إذن هي مدونة قديمة - أكل الدهر عليها وشرب - حيث صدرت قبل الاستقلال وبالتالي فهي لا تتضمن الكثير من المستجدات التي شهدها الميدان الطبي في أكثر من 6 عقود، عكس البلدان المتقدمة التي غيرت وتممت هذه المدونة في العشرات من المرات حتى تستطيع هذه المدونة مواكبة العصر وتجيب على كل التحديات والإكراهات المرافقة للممارسة الطبية.