القائمة الرئيسية

الصفحات

الحزبية تنمية ونماء لا تبعية وانتماء بقلم القاضي طه عبدالرؤوف نعمان

الحزبية تنمية ونماء لا تبعية وانتماء بقلم القاضي طه عبدالرؤوف نعمان
الحزبية تنمية ونماء لا تبعية وانتماء بقلم القاضي طه عبدالرؤوف نعمان

الحزب و التنظيم السياسي في المفهوم العميق ليس كما هو حاصل في واقعنا المعاصر..فالحزب هو كالجامعة يضم كوكبة من الكفاءات والخبرات في كل المجالات التي تعكف على دراسة وصياغة برنامج الحزب وخططه في خدمة الوطن والمواطن ورؤاه في كيفية تطبيق القانون في شتى المسائل المتصلة بالحياة العامة..


وفي سبيل ذلك يختار الحزب شخصية يرشحها بعد دراسة سجلها العلمي والعملي..وبعد أن تحظى بثقة القائمين على الحزب ينافس بها الحزب مع برنامجه بقية الأحزاب والتنظيمات السياسية..وماعلى المواطن إلا اختيار المرشح لتنفيذ برنامج الحزب الذي يراه محققا لطموحه ومصالحه..وبذلك يكون الحزب كيانا سياسيا منافسا في تنمية ونماء البلد المسخر لخدمته..


أما حين يكون اعتماد الحزب قانونا ببلوغ المنتمين إليه آلاف معينة لا بما يملكه من مؤهلات تمكنه دخول معترك العملية السياسية المتحكمة بمسار حياة الوطن..فتصبح حينئذ الحزبية تبعية وانتماء..والحزب كثير المال والرجال هو الحاكم..وإذا تساوى حزبان في المال والرجال عجنا البلاد عجن..


إذا كان الدين ثم الدستور والقانون ينبذون العنصرية والتفريق بين الناس ويحظرون معاملتهم بناء على مناطقهم وأنسالهم وطوائفهم ومذاهبهم وعدم التمييز بينهم بناء على ذلك..فإن الحزبية المتبعة اليوم تشجع على العنصرية والتمييز وتقسيم الناس..ومهما حاولوا النص على حظر الحزبية على فئات معينة كالقضاة والعسكريين فلم يفلحوا..لأن الحزبية معظمها نظرية ومذهب وتنظيم ديني..فالقاضي والضابط المتحزبان قبل أن يكونا قاضيا وضابطا دخلا حزبا معينا كتابعين له ومن رجاله ومعتنقين لنظريته ومذهبه..فالإخواني معتنق لأفكار السيد قطب والبناء والحوثي مؤمن بالملازم..والمؤتمري لايرى غير الزعيم..والناصري إمامه جمال....ولو قدموا مائة إستقالة..لأنها اعتقاد ومذهب ونظرية..


هذا حوثي..هذا مؤتمري..هذا اشتراكي...تفريق وتمييز عنصري كهذا صنعاني وهذا عدني وهذا تعزي وهذا يافعي..


الحزبية عندنا أعزائي "إلتحقت بالنادي الأهلي..فأنت أهلاوي..ويجب عليك انتخاب مرشح الأهلي كيفما كان..وعيش أهلاوي ومت أهلاوي..وحين تموت يصلى عليك في مساجد الأهلي وقابل الله أهلاوي"....وذلك حرج وضيق للأمة وسبب رئيس لدخولها في معارك وحروب طويلة الأمد لا تحسم ولن تحسم لأن أهدافها وغاياتها قضاء طرف على طرف..وذلك مستحيل لأنه مخالف لسنة الحياة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع