هل تتدخل الأمم المتحدة في الشؤون الداخلية والخارجية للدولة الليبية؟

للدكتور عادل كندير

تقضي المادة 2 فقرة 7 من ميثاق الأمم المتحدة بأنه ليس في أحكام الميثاق ما يسوغ للأمم المتحدة التدخل في مسائل هي من صميم السلطان الداخلي للدولة، وهو ما يعني أن هناك نطاقا محفوظا للدولة لا يجوز للمنظمة التدخل فيه.

(..وإذا كان وجود النطاق المحفوظ ليس محل خلاف في الفقه والقضاء الدوليين ..... إلا أن تحديد مداه ليس كذلك، وقد أخذ الاتجاه الحديث بمفهوم مرن متطور لتحديد محتوى النطاق المحفوظ، بحيث يكون متوقفا على ما يقيد كل دولة من تعهدات أبرمتها أو بسبب انضمامها إلى منظمة دولية أو نتيجة ظهور قواعد آمرة جديدة... ) *.

الخلاصة: أن الليبيين ومن خلال ابرامهم للاتفاق السياسي فيما بينهم من جهة وبينهم وبين منظمة الأمم المتحدة من جهة أخرى، فتحوا النطاق المحفوظ للدولة الليبية أمام المنظمة الدولية، أي باختصار أن حشر الأمم المتحدة لنفسها - بعد إبرام الاتفاق السياسي الليبي - في مسائل هي من صميم الاختصاص الداخلي للدولة الليبية لا يعد تدخلا في الشأن الليبي ؛ لأن تحديد مدى هذا النطاق فيما يتعلق بليبيا قد تقيد بموجب أحكام الاتفاق، فلا تلوموا الأمم المتحدة ولوموا أنفسكم.

* راجع كتاب القانون الدولي العام، د.علي ضوي. ص 2633.