القائمة الرئيسية

الصفحات

حوضي دجلة والفرات (ج: 2) بقلم الباحث سمير الشكري


حوضي دجلة والفرات (ج: 2) بقلم الباحث سمير الشكري

 حوضي دجلة والفرات بقلم الباحث سمير الشكري معهد العلمين للدراسات العليا

        يدخل نهر دجلة الأراضي العراقية من جهة الشمال في منطقة فيشخابور (في قضاء زاخو) , الحدود الدولية بين العراق وتركيا, و يأخذ النهر بالمسير جنوبا مستفيداً من طبيعة المنطقة الصخرية ويكون شديد الجريان, يجري في مدينة الموصل, اذ أنشئ اكبر السدود على نهر دجلة في العراق (سد بادوش), ثم يتجه النهر نحو الجنوب ويمر بمدينة سامراء التي أنشئ فيها سدة سامراء لمنع خطر الفيضانات عن مدينة بغداد, وتوجد أراضِ منخفضة على النهر يفادُ منها أيام الفيضانات بتحويل المياه إليها (منخفض الثرثار), وإنشاء قناة الثرثار لتحويل مياه دجلة للفرات (1), ويسير بعد ذلك ويقترب من نهر الفرات بمسافة 40 كم في مدينة بغداد, ويجري في مدينة الكوت التي أنشئت فيها عام 1938 سدة الكوت, إذ ينقسم نهر دجلة الى فرعين رئيسين عند الكوت, يتشكل الفرع الغربي من مجرى دجلة القديم , يدعى بشط  الغراف , ثم يتجه هذا الفرع جنوبا نحو مدينة الناصرية, بعدها يأخذ مجرى نهر دجلة بالانحدار أسفل الكوت ويلتقي بنهر الفرات في مدينة القرنة ليكونا شط العرب.
        ويبلغ الطول الإجمالي لنهر دجلة 1900 كم, يقع منها 485 كم داخل الأراضي التركية, والباقي 1415 كم داخل الأراضي العراقية. يبلغ  معدل إيراده من المياه حوالي 48 مليار متر مكعب داخل تركيا, وينخفض إلى حوالي 40 مليار متر مكعب داخل العراق(3).
وتصب في نهر دجلة داخل العراق عدة روافد أهمها(1):
أ-نهر الخــابـور: طوله 1600كم وإيراده السنوي 2,1مليار م3, ينبع من تركيا.
ب-نهر الزاب الكبير: طوله 473كم وإيراده السنوي 4,3 مليار م3 , ينبع من تركيا.
جـ- نهر الزاب الصغير: طوله 456كم وإيراده السنوي 17 مليار م3 , ينبع من إيران.
 د – نهر العظـــيم: طوله 230كم وإيراده السنوي 0,7 مليار م3, يقع كله داخل العراق.
هـ- نهر ديـــالى: طوله 386 كم وإيراده السنوي  5,8مليار م3, ينبع من إيران.
و- الروافد التي تنبع من الأراضي الإيرانية, والتي قامت إيران بتحويل مساراتها الطبيعية، هي( 2): 
1-نهر كنجان جم: ينبع من جبال يشتكوه الإيرانية ويجري باتجاه الجنوب الغربي نحو الأراضي العراقية على امتداد 20 كم,باتجاه بدرة وتستمد ناحية زرباطية ومزارعها المياه من جداول تتفرع من ضفة النهر اليمنى.
قامت الحكومة الإيرانية بشق قناة من نهر كنجان جم لري أراضي مهران, وأنشئت سدا ترابيا في منتصف النهر, مما أدى الى جفاف النهر تماما.
2-نهر وادي كنكر: بلغ تصريف النهر عند الحدود العراقية قرب مندلي بحدود 280 م3/ثا, قامت إيران باستغلال مياه النهر بشكل تعسفي , وذلك ادى إلى قيام الحكومة العراقية بسحب المياه الى مندلي من نهر ديالى.
3-نهر الوند: قامت الحكومة الإيرانية عام 1951, بشق قناة من نهر الوند (من دون موافقة العراق ) لإرواء الأراضي الواقعة بين مدينتي خسروي وقصر شيرين الواقعتين قرب الحدود العراقية, ثم القيام بالقسم الثاني البالغ طوله 11 كم وعرض 6 متر, التي تقطع الطريق الرئيسٍ بين قصر شيرين وخسروي في مكانين ، وذلك ادى الى تناقص كميات المياه داخل الأراضي العراقية التي تعتمد في زراعتها على مياه النهر البالغة 50 الف دونم.
4-نهر قره تو: يدخل الأراضي العراقية عند قرية (طنكي حمام) بعد اجتيازه لمناطق سهلية إيرانية , ويكون منتصف النهر الحد الفاصل بين الدولتين لمسافة 37 كم ويصب بنهر ديالى عند جدول (يلاجو). ولقد انقطع النهر تماما عن قرية قره تو من جراء المشاريع  الإيرانية.
5-نهر دويريح: ينبع من الأراضي الإيرانية , ويدخل الحدود العراقية في مخفر الفكة العراقي, قامت السلطات الإيرانية بإنشاء سد ترابي أمام المجرى, تسبب بقطع المياه عن العراق.
6-نهر الكرخة: ينبع من الجبال الإيرانية ويصب في هور الحويزة, أقامت الحكومة الإيرانية مجموعة من السدود على نهري الكارون والكرخة, تسبب بجفافها على ان الجفاف لم يكن بسبب مشاريع الحكومة الإيرانية فقط بل بفعل السياسة الخاطئة للنظام السابق والمتعلقة بتجفيف الأهوار.
7-نهر الطيب :ينبع من الأراضي الايرانية ويدخل الاراضي العراقية في منطقة (جمشة ليلة) التي  تبعد عن المخفر الحدودي 2 كم من ناحية الشمال , يسير بمحاذاة الحدود ويصب في
   هور المشرح, أقامت السلطات الايرانية سدا على نهر الطيب, ادى الى أضرار بالغة بالأراضي الزراعية في العراق.
8-نهر كارون: ينبع من الاراضي الايرانية ويصب في شط العرب, قامت الحكومة الإيرانية بالسيطرة على مياه النهر من خلال إنشاء سد دز, اثر هذا السد على كمية المياه الواردة للعراق فضلا عن ذلك ، قامت إيران عام 2008  بقطع مياه نهر الكارون، فضلاً عن تغيير مجاري الروافد التي تنبع من أراضيها, الأمر الذي أدى إلى حرمان العراق من كمية كبيرة من الموارد المائية.
9-نهر هركينه: يعد النهر وروافده الخط الحدودي الفاصل بين (بناوه سوتة) و(هركينه ) العراقيين و(بايوه) و (باشماق ) الإيرانيتين, اذ قامت ايران بشق أقنية على النهر لغرض سحب المياه نحو الاراضي الايرانية تسبب ذلك بنقص كمية المياه الواردة الى العراق.
10-نهر زرين جوي الكبير: يروي الأراضي الواقعة على جانبي الحدود بين البلدين مسافة 2 كم, أقامت إيران ثلاثة سدود على النهر ، ادت الى انقطاع المياه الواردة نحو الحدود العراقية.
ويروي نهر دجلة نسبة ( 33% ) من أراضي العراق, الذي يعد من البلدان الزراعية، اذ تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 454 ألف كيلو متر مربع, الصالح منها للزراعة 25% , يضم القسم الشمالي من العراق ثلث مساحة الأراضي القابلة للزراعة.
وان كان لا يزرع منها سوى 15% فقط اعتماداً على الإمطار وحدها( 1 ).
ويضم القسم الجنوبي للعراق ثلثي مساحة الأرض القابلة للزراعة ويعتمد على نهري دجلة والفرات بنسبة 98% (2).
إن كمية المياه التي يحملها نهر دجلة تصل إلى حوالي ( 40 ) مليار متر مكعب سنويا( * ). وأن طبيعة الأرض التي يشقها مجرى نهر دجلة في المنطقة الشمالية تجعل من الصعب إقامة السدود عليها , لغرض خزن المياه وحجزها أيام الفيضانات والافادة منها أيام الجفاف (3).
وبالرغم من كمية المياه التي يوفرها نهر دجلة  للعراق الا أنه لا يتم الافادة منها نظرا لعدم وجود أنظمة تخزينية أو سدود على النهر, وذلك يعرض بغداد لخطر الفيضانات.


(1)كانت قناة الثرثار قد مثلت نقطة خلاف بين العراق وتركيا ، وحاولت تركيا استغلالها بهدف إسناد عدم اعترافها بوجود حوضين لنهري دجلة والفرات واعتبارهما حوض واحد، على إن أساس تلك القناة تربط بين النهرين .
أنظر :
- اتحاد الكتاب العرب ، دراسة حول قضايا المياه بين سورية والعراق وتركيا, مجلة الفكر السياسي, دمشق , السنة 1, العدد ( 2 ), 1998.
(3)  د .رمزي سلامة  ص112
(1) د .رمزي سلامة ص114
(2 ) سعد الانصاري ,العلاقات العراقية – الايرانية خلال خمسة قرون , ط 3 , ( بيروت , دار الهدى,1991) ص 403-464 .

( 1 ) – د. رمزي سلامة ص 113 .

- محمود شوقي الحمداني, لمحات من تطور الري في العراق,( بغداد, المكتبة الوطنية,1984) ، ص265.  
( * ) - إن هذه الكمية غير كافية لزراعة حوض دجلة بالكامل وعلى مدار العام . انظر:- د .رمزي سلامة, ص113 .
(3)- محمود شوقي الحمداني, ص332.      




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع