القائمة الرئيسية

الصفحات

في آخر جلسات المحكمة - قصة قانونية

في آخر جلسات المحكمة - قصة قانونية
في آخر جلسات المحكمة - قصة قانونية 


في آخر جلسات المحكمة دخل عرض وقطع الجلسات ليقدم لي ورقة مضمونها إن هناك أكثر من 100 سيارة واقفة جوار مبنى المحكمة ونحن في عدوان وذلك المنظر مغري لقصف المحكمة "عيقولو مدري ما معاهم "..
ناقشته حول موضوع الورقة وسمع حوارنا من كانوا في القاعة..


خرجت من القاعة بعد إكمال الجلسات ورأيت الناس يركضون ويتراكضون عند باب حوش المحكمة وكأنه يوم الحشر..وغبار الركض والتزاحم وغتر وشيلان تتطاير من هول الجري ونفاذ كل مواطن بجلده..

قلت لنفسي : الرجل الذي قدم لي الورقة صادق وعنده حدس وحس أمني قوة..وزاد من قوة تصديقي له عندما رأيت شاحنة المسجونين تفحط بشكل جنوني وثلاثة سجناء يلحقونها ويحاولون القفز لقفص الشاحنة ويصيحون "ريع..ريع...لا تفلتنا " !!
قلت يمكن وصل بلاغ بإخلاء المبنى وإن القصف واقع لا محالة..


فحطت من جيز المفحطين..شفت المواطنين فحطوا صدقت فحاطهم "مايفحطو إلا من خبر"..وهم شافونا أفحط دعسو البترول أكثر وشحطو للركب وزادو من سرعة الفحاط..قالو قد رئيس المحكمة فحط وماعيفحط إلا والخبر والبلاغ عنده..

في الطريق مريت بمحكمة بعيدة عن محكمتي..ووجدت الموظفين فيها مذهولين يسألونا :
مابه..قالو قصفو محكمتكم ؟

وصلت البيت..إتصل بي موظف في المحكمة يسكن في عمارة مجاورة للمحكمة ويضحك ضحكا هستيريا !
سألته : مالك تضحك..مو قابو ؟
قال وهو يكعكع :
ما عاد بش في العمارة من يسبح لله..كل سكان العمارة نزحوا..شافو الناس يفحطو والقضاة والموظفين فحطو..شلو قلافدهم وفحطو مع المفحطين ؟
سألته : وأنت ليش جالس مافحطش ؟
يقلك في بلاغ يقصفو المحكمة !!

ضحك أكثر.وقال :
مابش بلاغ ولا شيئ..هاذاك اللي جاء يقلد أمنيات وحس أمني وقدم لك ورقة تحذير سمعه من كانو في قاعة المحكمة وخرج بعضهم يشيعو للناس إن المحكمة عيقصفوها..وفجعوهم..واستفزوهم بإعلان حالة الاستنفار..وكل من سمعهم جرى للبوابة ويقول لمن حصله في طريقه : عيقصفو المحكمة..وهات يا إشاعات وهات يا جمالات..خرج المواطنين وتدافعو على البوابة ومن أبسرهم يسأل مابه ؟
قالو له عيقصفو ذحين..
وتدافع مع باقي المتدافعين..
سكان الحارة والعمارة أبسرو غبار المفحطين والناس تجري وتفر..وأبسرو ماعاد باقي إلا الريح داخل المحكمة..صدقو إنهم عيقصفو ونزحوا !!
تمددت من الضحك عندما عرفت أين الغش ومن أين مصدر الإشاعة.

أكثر مشهد بطحني ضحك من كل مشاهد يوم الحشر والفحاط هو مشهد جري المساجين خلف شاحنة السجن وهم يصيحون : ريع....ريع..
كل مساجين الدنيا يبحثون عن الفرص للهروب من السجن إلا حقنا المساجين يلحق شاحنة السجن ويصيح ريع..ريع !!
أين شيسير يفلته بغير غداء..يقلك قدنا بالسجن أحصل لي لقمة ولا البهذلة والشحططة خارج السجن...ريييييع...ريييييع.

رحمتك يا الله.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع