القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث معوقات تطوير بيئة الأهوار العراقية

معوقات تطوير بيئة الأهوار العراقية

بحث معوقات تطوير بيئة الأهوار العراقية
بحث معوقات تطوير بيئة الأهوار العراقية

ا.م.د.محمد حمود إبراهيم/جامعة ذي قار/كلية الآثار. 

 ناقش فيها الباحث مجموعة من المعوقات التي يرى أنها وقفت ولازالت تقف في طريق التغيير الحقيقي والشامل والذي يمكن أن يحدث بصورة مقصودة وفق برامج مدروسة هدفها الرئيسي الارتقاء بالإنسان إلى آفاق جديدة يعاد فيها بناءه الثقافي والاجتماعي وابرز هذه المعوقات تتمحور في جزئها الرئيسي في تقصير الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها عام 1921 المقصودة تارة وغير المقصودة تارة أخرى بحق بيئة الأهوار بجانبيها الطبيعي والاجتماعي واهم صور التقصير تتمثل بعدم شمول الأهوار بالبرامج والخطط الحكومية والتي يمكن أن تجسد كمشاريع تنموية للبشر وللطبيعة طوال تسعة عقود مضت وعجزها عن التصنيف الموضوعي للبنية السكانية لها فقد خلت مفردات التخطيط ومفاهيمه داخل العراق من مفردة اسمها(سكان الأهوار) فضلاً عن النظرة السلبية لها من قبل اغلب المخططين ورجال الدولة .


أضاف الباحث أن قيام الدولة العراقية بإنشاء السدود لغرض حماية حقول النفط المحاذية للأهوار قد ساهم في زيادة مناسيب المياه إلى الحد الذي اضطر كثير من سكانها إلى مغادرتها على شكل هجرات إلى المدن فضلاً عن الآثار التي تركتها الحرب العراقية – الإيرانية وما نتج عنها من تهجير وتشريد مئات العوائل فقد خلقت هذه الحرب أزمة نازحين كبيرة تعرض فيها البناء الاجتماعي لسكان الأهوار إلى التصدع والانهيار في أحيان كثيرة فضلاً عن تلويث بيئة الأهوار بآلاف الأطنان من الألغام والصواريخ والقنابل غير المنفلقة والتي ظل الكثير منها وحتى اليوم يشكل مصدر موت أو إعاقة لهؤلاء السكان أو ملحقاتها من الأسلحة غير التقليدية فقد أحدثت بين سكان الأهوار إصابات سرطان بأنواعه المختلفة.


أشار الباحث إلى موضوع التلوث الذي تعرضت له بيئة الأهوار نتيجة الحروب ونتيجة سياسات إدارة الدولة في العراق للمياه من خلال إقامة السدود والخزانات عند نقطة التقاء دجلة والفرات فضلاً عن الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الكثير من سكان الأهوار والمناطق المحاذية لها والمتمثلة بعمليات الصيد الجائر للأسماك والطيور من خلال استخدام السموم والصعق الكهربائي وقد أدت هذه العمليات الفجة إلى الأضرار بالنظام الحيوي للأهوار.


أخيراً تطرق الباحث إلى ابرز العوامل التي ساهمت في تكريس مأساة الأهوار(طبيعة ومجتمع) بعد عام 2003 والتي يمكن تلخيصها بالاتي:-

1. -الخطأ الكبير الذي وقعت به الدولة العراقية عندما صنفت الأهوار على أنها (ماء ونبات) والذي تم على أساسه إيكال مهمة تطوير الأهوار إلى وزارة الموارد المائية بالدرجة الأولى ووزارتي البيئة والأشغال والبلديات بالدرجة الثانية.

2. -غياب التخطيط المركزي وانعدام التنسيق بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية فيما يتعلق بملف إدارة الأهوار وتطويرها.

3. -غياب سيطرة الدولة ومراقبتها على المنح العالمية التي وزعت على الجهات الرسمية وغير الرسمية والتي استنفذت في اغلب الأحيان في برامج وخطط هامشية غير ذات معنى لتطوير الأهوار.

(3) القيم الاجتماعية بعد هجرة سكان الأهوار/د.عدي بجاي شبيب/قسم الاجتماع/كلية الآداب. الباحث هنا قد قام بتسليط الضوء على مسالة القيم الاجتماعية لسكان الأهوار بعد الهجرة المعاكسة التي حصلت بعد عام 2003 بعدها أهم المتغيرات في عملية تطوير وتنظيم بيئة الأهوار وقد أظهرت نتائج الدراسة أن القيم الاجتماعية للأبناء تختلف وبشكل ملحوظ عن قيم الآباء نتيجة لعدة عوامل منها عامل التعليم والتفاعل الاجتماعي مع المجتمعات والجماعات الأخرى خارج مناطق الأهوار والتي أسهمت في اكتساب حرف ومهن جديدة لم تكن معروفة في بيئة الأهوار سابقا كما أظهرت نتائج الدراسة أن الشباب من سكان الأهوار في حالة تبلور واحتكاك مع القيم الإنسانية نتيجة ثورة الاتصالات وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي والتي أتاحت للأفراد التواصل مع مختلف الثقافات والجماعات في المجتمع الإنساني .

(4) تطوير السياحة في الأهوار وانعكاسه على الحياة الاقتصادية والاجتماعية/د.ماهر جبار الخليلي/كلية الإمام الكاظم-بغداد. أكد الباحث أن مجتمع الأهوار هو مجتمع متفرد بخصائص عديدة غير متوفرة في المناطق المناظرة المدعومة بمصادر طبيعية والتي تتمثل في طريقة الحياة التقليدية التي حافظت على طبيعتها منذ الآلاف السنين ابتداءً من بيوت القصب إلى الزوارق الخشبية(المشحوف)وغيرها من طرق النقل،إلى طرق إعداد الطعام وانتهاء بالعلاقات الأسرية وطبيعة اللهجة المحلية وهذا الواقع يتطلب من المختصين المخططين وصناع القرار من اجل النهوض بواقع هذه المناطق اقتصاديا واجتماعيا ورسم استراتيجية واضحة المعالم والأهداف تتضمن إعطاء الضمان والثقة للسكان والقيادات الاجتماعية فيها بعدم المس بالطابع المحلي والقيم الاجتماعية لضمان نجاح الخطط الموضوعة من خلال مشاركة السكان في اعدادها وتنفيذها والتخطيط لها.

وأضاف الباحث في ورقته أن تطوير قطاع السياحة مهم جداً لتغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي لسكان الأهوار نحو الأفضل وخلص الباحث في ورقته إلى أن تطوير قطاع السياحة يتطلب برامج تنموية تقع في مقدمتها تعليم أبناء تلك المناطق على السلوك السياحي وبناء البنى التحتية من فنادق ومطاعم ومقاهي بمواد بناء من منتجات الأهوار ووضع برامج لمهرجانات صيد الطيور والأسماك والغناء الريفي والفن التشكيلي والفلكلوري....الخ.

وهذا النشاط سيساهم في تقديم فرص عمل واسعة لأبناء الأهوار ، فضلاً عن ضرورة توفير الدعم الكامل للقطاع الخاص من اجل المساهمة الفاعلة وتذليل العقبات القانونية والإدارية أمامه وبشرط أساسي أن تكون هناك معايير للعمل وخريطة استثمارية واضحة الخطوط ومكشوفة الأهداف. .

وهنا نخرج بمجموعة من المقترحات والتوصيات ندرج فيما يلي أهمها :-


1 - الالتزام بعدم البناء والتشييد داخل الأهوار لأية مباني بمواد الطابوق والجص والإسمنت والحديد والخشب وبناء ما يستلزم من مباني بجوار الأهوار من القصب والبردي والجولان فقط من أجل الإستمرار في المحافظة عليها كمحمية طبيعية .

2 - فرض غرامات بمبالغ كبيرة على الأشخاص الذين يقومون برمي أي مخلفات في مياه الأهوار كقناني المياه والمشروبات الغازية والأوساخ ...الخ , للحد من هذه العادات السلبية في المجتمع عن طريق تشريع قانون مناسب لذلك .

3 - التوصية بتأسيس فوج شرطة يسمى بــ( شرطة الأهوار ) من أبناء الأهوار تكون مهامهم :-

  • - حماية بيئة الأهوار من التلوث ومن استخدام أساليب الصيد الجائر باستخدام السموم والصعق الكهربائي للطيور والأسماك .
  • - حماية السائحين فضلاً عن عملهم كمرشد سياحي في ذات الوقت .

4 - على الجامعات العراقية المعنية ببيئة الأهوار لا سيما البصرة وميسان وذي قار أن تؤسس قسماً خاصاً ببيئة الأهوار يستهدف التأسيس لمعارف ومهارات ومعلومات تحفظ وتصون هذه البيئة .

5 - تشجيع المؤسسات والهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في قطاعات التربية والتعليم والصحة والبيئة وحقوق الإنسان على إقامة دورات وورش عمل ميدانية لأجل تأهيل السكان في هذه المناطق ولتحقيق الإصحاح البيئي المتمثل بدرء خطر التلوث وتنظيم حملات توعية ثقافية في صفوف أبناء الأهوار تكون مهمتها عقد صداقة مع بيئة الأهوار والتأكيد على التصرف الصحيح لصيادي الأسماك والطيور وكذلك الأساليب الصحيحة لرعي الجاموس والأبقار وغيرها من الحيوانات .

6 - تشجيع عملية البحث العلمي في الأهوار , لا سيما الدراسات الاجتماعية والانثروبولوجية والديموغرافية والاقتصادية والتي تفتقر إليها بيئة الأهوار في العراق بصورة واضحة جداً .

7 - إبعاد ملف إدارة الأهوار عن كل أشكال المحاصصة الحزبية والعشائرية وإعتماد معيار الكفاءة والنزاهة كأساس لإدارته .
8 - الاستفادة من قرار اليونسكو ومعاهدة رامسار للضغط على تركيا وسوريا وإيران بإنجاز إتفاقية تقاسم المياه ومعها حصة الأهوار .
9 - تشجيع الاستثمار السياحي بالقرب من المواقع الأثرية قرب الأهوار وتشريع قانون يسهل الاستثمار ويتجاوز العقبات الحالية على أن يراعي معايير التراث العالمي وإنشاء البنى التحتية للسياحة ( كأن تكون جزرات صناعية داخل الأهوار وفيها مدن سياحية تشمل فنادق ومطاعم وكازينوهات ومدن ألعاب ممكن الإستفادة منها شتوياً ) , مع التوصية بإنشاء مدن سياحية على حافات الأهوار تشمل ذات المكونات وبنى تحتية للسفرات المائية داخل الأهوار تشمل ( زوارق بأحجام مختلفة + أدلاء سياحيين + خرائط للمالك المائية داخل الأهوار .

-10 التوصية بالعناية بمسألة التنظيف الدوري للأهوار والاستفادة القصوى من كل نقطة ماء موجودة فيها وعدم إهدارها وكل الموارد الأخرى , من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة والعمل مع شركات عالمية متخصصة وذات كفاءة عالية ملمة في بيئة الاهوار العراقية.

11- لابد من ارتقاء المفاوض العراقي لإعلى درجات فن التفاوض مع دول المنبع لحوضي دجلة والفرات والحصول على الكمية الحقيقية والمتوازنة من كمية الاطلاقات المائية من اجمل ضمان تدفق المياه بمنسوبها الاعتيادي.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع