إبطال قرار التحكيم التجاري بقلم الاستاذ
مـكي شاكـر محمـود
إبطال قرار
التحكيم التجاري
بقلم الاستاذ مـكي شاكـر محمـود معهد العلمين للدراسات
العليا
للتحكيم التجاري عموما ، و الدولي خصوصا ، باع
كبير في حسم المنازعات التجارية ، لاحترام الأطراف قرار التحكيم الصادر برضاهم
وإرادتهم الحرة في اختيار الحكام و القانون المطبق . و للثقة الكبيرة بهذه
الإجراءات المرضية نتائج مهمة متمثلة بتدفق رؤوس الأموال و بتحسن الأوضاع
الاقتصادية للمجتمع واستقراره ، من جهة ، و من جهة أخرى ، فإنها تؤدي إلى توفير
الطاقات القضائية للدول .
وهكذا ، فقد اتسع نطاق التحكيم التجاري دوليا و فرض نظامه مما حدا بالأمم
المتحدة في سبعينيات القرن الماضي إلى إصدار قواعد التحكيم لتلحقها في الثمانينيات
بالقانون النموذجي – الاونيسترال – ليكون دالة للدول في تضمين قوانينها ، بدليل
قوانين التحكيم الحديثة المجاورة للعراق ، والعربية بالعموم ، حيث نجد المقاربة في
قوانينها التحكيمية شكلا ، و مضمونا ، مكتفية بحماية المراكز القانونية للأشخاص عن
طريق المراقبة لإجراءات التحكيم .
كل ذلك ، فيما بقي العراق على تشريعات ستينيات القرن الماضي والتي كان فيها
منارا و مصدرا لتشريعات عربية ، متوقفا عند ذاك بحجة حماية مصالح الدولة و التعارض
مع السيادة الوطنية للعراق . ولذا ، فالقضية التجارية قد تستغرق في القضاء سنوات
طويلة تنتهي بحكم يعد عنوانا للحقيقة وهو بعيد عنها و عن العدالة لتطابق واقع
القضية مع شكل القانون لا روحه ، فتولد الضغينة و الإحباط و عدم الشعور بالعدالة
هروب رؤوس الأموال بقصد حمايتها و استثمارها في أسواق موثوقة توفر العدالة
المتوخاة ..
ولعل من أهم العوامل " المعطلة " لتطور التحكيم التجاري في
العراق هي مواد إبطال قرار التحكيم ، فإن أبطل قرار التحكيم ، أبطل ما سواه ، و
ضاع الجهد و المال و الوقت ، و بتحديد ما يبطله يمكن تجنبه و يُصدﱠقُ القرارُ و ينتج أثره بتنفيذه طوعا أم جبرا
، و بذلك يتحقق الهدف المتوخى من خلال الدراسة التحليلية المعمقة للمواد القانونية
ذات العلاقة و منها 273 ، 274 ، 275 مرافعات مدنية ، أملا في زيادة البحوث
المقارنة في هذا الشأن علها بكثرتها أن تزحزح التقاليد التي يتأثر بها المشرع
الوطني ، فيصدر قوانين مستحدثة و مستشرفه للمستقبل مما يطور التحكيم التجاري في
العراق إلى مصاف أمثاله في الدول المتقدمة ..
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة