القائمة الرئيسية

الصفحات

حكايات قضائية مكرم عبيد باشا ومخدر شيخ البلدة

 حكايات قضائية 

 حكايات قضائية مكرم عبيد باشا ومخدر شيخ البلدة
 حكايات قضائية مكرم عبيد باشا ومخدر شيخ البلدة


مكرم عبيد باشا ومخدر شيخ البلدة. 


بالرغم من مشاغله السياسية؛ كان مكرم عبيد باشا يتردد على مدينة قنا مسقط رأٍسه للمرافعة فى محاكم الجنايات أو فى بعض الجنح الهامة، ومما شاع بين الناس من مرافعاته الشهيرة قضية "شيخ البلد".

فى عام 1943 اتهم شيخ بلدة "المطاعنة" بإحراز مخدر الحشيش .. أثبت الضابط فى محضره؛ أنه اشتم رائحة هذا المخدر فى جيب شيخ البلدة وهو يجلس أمام مكتبه، وهذه فى القانون صورة من صور حالات التلبس التى تبيح للضابط القبض علي المتهم فورا وبدون إذن من النيابة العامة .. قام الضابط بتفتيشه فعثر فى جيب عباءته على قطعة من مخدر الحشيش.


أحيل شيخ البلدة للمحاكمة أمام محكمة إسنا وكان محاميه العملاق مكرم عبيد باشا، طلب عبيد من المحكمة مناقشة الضابط فوافقته :

س / ما الذى دعاك إلى تفتيش المتهم؟
ج / شممتُ رائحة المخدر تفوح من بين طيات ملابسه.
س / ما المسافة التى كانت تفصل بينكما؟
ج / حوالى نصف متر لأنه كان يجلس أمام مكتبى. 
س / إذن لم تدرك المخدر سوى بحاسة الشم؟
ج / نعم.

توجه عبيد إلى رئيس المحكمة يطلب تكليف الضابط باشتمام ملابسه لاستبيان ما إذا كان يحرز مخدرا من عدمه، أومأ رئيس المحكمة للضابط فاقترب من عبيد ملتصقا بكتفه واشتم ملابسه ثم نفى وجود مخدر معه.


وهنا كانت المفاجأة .. أدخل مكرم عبيد يده فى جيبه لتخرج بقطعة كبيرة من مخدر الأفيون، وهو مخدر أكثر نفاذا فى الرائحة من الحشيش واستكمل مرافعته :

- هذا أفيون .. وهذا الضابط قد التصق بكتفى واشتم ملابسى ولم يكتشفه .. فكيف نصدقه والمتهم لم يكن يجاوره مباشرة وانما كان يفصل بينهما مكتبا.

هبَّ وكيل النيابة الحاضر بالجلسة ليوجه إلى عبيد اتهاما بإحراز مخدر الحشيش بغير قصد وفى غير الأحوال المصرح بها قانونا.

وإذا بالمفاجأة الأخرى .. تبسم عبيد فى ثقة بالغة .. وكانت إجابته أن أخرج من جيبه تصريحا من نيابة المخدرات بإحراز الأفيون لمقتضيات الدفاع على أن يرده بعد انتهاء المرافعة.

رُفِعَت الجلسة لتعود المحكمة للانعقاد بعد المداولة معلنة براءة شيخ البلدة
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة

التنقل السريع