القائمة الرئيسية

الصفحات

العنف السياسي وخطاب المرجعية بقلم ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا


العنف السياسي وخطاب المرجعية
بقلم ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا


العنف السياسي وخطاب المرجعية
بقلم / ايناس عبد الهادي الربيعي معهد العلمين للدراسات العليا

 يرتبط مصطلح العنف السياسي بالحصول على الشرعية او وسيلة للحصول على مكاسب سياسية او للتعبير عن موقف سياسي، اذ يصبح العنف سياسيا إذا ما كانت اهدافه ودوافعه سياسية فهو يمكن ان يعرف بانه: (استخدام القوة او التهديد باستخدامها لألحاق الأذى والضرر بالأخرين لتحقيق اهداف سياسية). فمما تقدم يمكننا التوصل لبيان ذلك المفهوم فهو يصدر عن سلطة سياسية لغرض اخضاع خصومها لتحقيق اهداف سياسية، فتلجأ لضرب القوى المناؤة لها لتحقيق غاياتها والامثلة على ذلك كثيرة فمنذ عهد موسيليني في ايطاليا كان للعنف مكانة بارزة للحفاظ على الامن الوطني وكأحد اشكال الحياة الوطنية ولم يكن الامر قاصرا على ايطاليا فهذا الامر بات واضحا في سلسلة الاحداث المأساوية التي تزامنت مع الحرب العالمية الاولى وما تبعها من احداث في كل من روسيا وايطاليا والمانيا واسبانيا والتي كانت كمثال حي لتجسيد العنف السياسي فالصراع قائم على اخضاع الاخرين والسيطرة عليهم كوسيلة لتحقيق اهداف معينة تتمثل في التأثير على الحياة السياسية والاستحواذ على القوة متذرعين بأسباب ظاهرية يتذرع بها المتشبثين بها لاستخدامها كذريعة لإخفاء السبب الحقيقي الذي لا يعلن عنه علنا وتبقى حصرا على مستخدم العنف السياسي ساعيا لتحقيقها . لذى فالعنف كظاهرة لا يكون خارجا عن نطاق حالات منها استخدام قوة مادية لألحاق الضرر بالأشخاص والاموال او التهديد باستخدامها ليشمل سلوك قولي وفعلي ليكون العنف هو مجموعة من السلوكيات المتناقضة للهيكل الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع ولأسباب متعددة منها ضعف العدالة الاجتماعية او حرمان قوى معينة في المجتمع من المشاركة السياسية ليكون العنف السياسي مرافق لحياة الافراد بأشكال متعددة مما يؤثر على اندماج اللاجئين اليه في المجتمع ،لتكون في مقدمة الاسباب الدافعة له التدخلات في انظمة الحكم القادمة من خارج الحدود ولا سيما في الدول ذات التنوع العرقي في الشرق الاوسط . ليكون الدافع اليه عدة اسباب وعوامل منها ثقافية اذ تصبح الثقافة لأجهزة السلطة هي الثقافة الوحدانية التابعة لأجهزة السلطة المبني على القمع الفكري والنفسي والمسيطر في اطار المؤسسات التعليمية والذي لا يسمح بظهور فكر ينتقده مما يدفعه لاستخدام العنف ضد من ينتقده ليكون العنف واقعا على اشخاص يتبنون ثقافة معينة ليكون هذا الشكل من اشكال العنف وسيلة ناجحة لتحقيق اهداف معينة كعمليات الاغتيال لأشخاص معينين لكون اختفائهم من الممكن ان يغير سياسة النظام او يكون الهدف مجرد احداث اضطراب وعنف للتهيئة لانقلاب عسكري ،ليكون العنف هو الصفة الغالبة على المجتمعات التي يعاني فيها الافراد من الشعور بالإحباط الذي يكون حالة مسيطرة تجعل اولئك الافراد بعيدين عن واقعهم الاجتماعي لتولد شعور لديهم بعدم الانتماء لمجتمعه او وطنه ليكون هذا وليد مجموعة من العوامل الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية القاهرة لينتهج الفرد سلوكا عنيفا تجاه ما يراه يمثل تهديدا لما يبتغي تحقيقه من اهداف ومصالح .
ليكون العنف السياسي هو نتيجة لإفرازات اجتماعية واقتصادية وسياسية فالقيم الاجتماعية مثلا لا تزول بزوال اسبابها فهي تبقى في سلوكيات الافراد ان ضعفت بتأثير الزمن لتتجلى في العصبية العشائرية كأحد اشكالها اذا ما تناولنا المجتمع العراقي كنموذج على الرغم من شجب المرجعية الدينية لها وانكار اشكالها المتعددة الا ان ذلك لم يمنع من انهائها بشكل كامل على الرغم من انه كان له الاثر البارز في الحد من العديد من اشكاله ومسمياته والذي يمكن ان يكون مرده الى ان تأثر المجتمع العراقي وان كانت الاغلبية على دين واحد هو الاهتمام بالدين هو اهتمام ظاهري وقد يكون تعبير السيد محمد باقر الصدر هو ابلغ معبر عن تلك الحالة بقوله : (ان الامة في العراق تؤمن بالإسلام لكنها لا تفهمه ومن ثم لا تحسن تطبيقه ومن ثم لا يمكنها ان توظفه في معركتها ضد التخلف) وهو ما حذرت منه المرجعية في خطابها ممثلة بأية الله عي السيستاني ممثلة بممثل المرجعية العليا عبد المهدي الكربلائي بقوله : (هناك الكثير من انواع العنف ومنها السياسي لتحقيق اهداف سياسية كقتل الخصوم وتهديدهم والطعن في سيرتهم بأساليب شتى) ليضيف بعد ذلك بوجود العديد من الظواهر التي تهدد المجتمع بعضها مذموم والاخر ممدوح لافتا النظر ان بعض تلك الظواهر قد تكون حالات فردية لا تشكل خطرا على المجتمع ولكن الخطورة تكمن في ما يهدد استقرار المجتمع من خلال تحولها لظاهرة اجتماعية يمارسها عدد كبير من افراد المجتمع بما يشكل خطرا على المنظومة الاجتماعية لتاتي تحذيرات المرجعية في وقت تنذر بحدوث ازمة سياسية يراد لها الخروج من قبة البرلمان لتصل للشارع لتكون تحذيرات المرجعية من العنف السياسي لم تأتي من فراغ بل من معطيات ومؤشرات وكلنا امل ان يلتزم الجميع بقول المرجعية ولا سيما ان المرجعية تأتي نصائحها من منطلق رؤية ذات مدى بعيد يغلب عليها الصالح الوطني ابتدأ دون التمييز بين افراد المجتمع ساعية لوضع الامور في نصابها الصحيح لتكون صمام الامان للمجتمع ككل.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع