القائمة الرئيسية

الصفحات

صراع اللقاحات صراع السياسة والمال بقلم د: ايناس عبد الهادي الربيعي

 

 

صراع اللقاحات صراع السياسة والمال

بقلم د: ايناس عبد الهادي الربيعي

 


صراع اللقاحات صراع السياسة والمال

بقلم د: ايناس عبد الهادي الربيعي

 

     هل سيكون التنافس للحصول على لقاح كوفيد -19 هو نطاق الصراع القادم بين الدول الكبرى مع اضطراد كبير بعدد الاصابات حول العالم وظهور سلالات جديدة  مع انعدام قدرة الاقتصاديات حتى المتطورة منها على تحمل تداعيات تلك الازمة.

    فتضارب مصالح رعاة البحوث لأسباب مالية وبيروقراطية قد يكون الدافع لعدم الاعتراف بمخاطر اللقاحات في حين قد يتجه فريق اخر للبحث عن وسائل لدعم الابحاث التي تبين مخاطر اللقاحات واستخدامها لنقع امام تضارب في المصالح بين الفئتين مولدا صراعا كل منهم يسعى للفوز بمعركته خلاله.

   فعلى الرغم من ان اللقاحات كانت الدافع للعديد من النجاحات العالمية في نطاق الصحة العامة كما هو الحال في استئصال مرض الجدري وخفض الاصابات بشلل الاطفال والحصبة الا انها دائما ما كانت موضوعا للخلافات الاخلاقية المتعلقة بتنظيمها وتطويرها واستخدامها بشكل عام من خلال التفويض باستعمالها ومراحل التجربة والاختبار في التجارب على الحيوانات اولا ومن ثم ايجاد متطوعين لتجربتها عليهم وصولا لنتائج يمكن اعتمادها في تبني انتاج اللقاح من عدمه فدولة كالولايات المتحدة تفرض سياسة بعض الولايات اخذ بعض اللقاحات كأحد متطلبات الالتحاق بالمدارس من ضمن برنامج اللقاحات الوطنية لتنشأ الاعتراضات من قبل بعض الافراد في المجتمع الذين لا يوافقون على تلقي اطفالهم لتلك التطعيمات اذ يعدونها انتهاكا لاستقلالية الفرد وحريته ولا سيما ان كانت معتقداتهم الايديولوجية لا تدعم التطعيم ضد الامراض بما لا يتوافق مع معتقدات اسرته الدينية.

     فثمان واربعين ولاية تسمح بالإعفاءات لأسباب دينية وعشرين ولاية تسمح بالإعفاء لأسباب فلسفية ليكونوا بذلك الاكثر عرضة لانتقال العدوى اليهم الامر الذي يعرضهم والمجتمع المحيط بهم بصورة اكبر للإصابة بالعدوى.

    اذن نحن امام تصورين مختلفين لمخاطر الوباء ومكافحته عبر التطعيم ضده ففي الظروف الاعتيادية نجد ان بعض الافراد يرفضون تلقي لقاح تم انتاجه بعد سنوات من البحث العلمي على اعتبار انه حتى للخطر الضئيل للغاية رد فعل سيء قد يمثل مخاطر كبيرة فعلى الرغم من ثقة الاغلبية بالعلم وبما في ذلك عملية انتاج اللقاحات واللجوء اليها في حالات كثيرة للوقاية من الاصابة بأمراض عدة الا الحال مختلف قليلا في كوفيد -19 فألى جانب  التحول السريع للفيروس المسبب للوباء ما زالت الاثار الجانبية غير معروفة وهو ما يدفع العديد لتجنب اخذه فحقيقة اقرار لقاح ما تستند بالأساس الى ادلة امان جوهرية.

    اذن فمسالة رفض اللقاح ليست مسالة جهل بل مسالة اختيار شخصي وعملية موازنة المخاطر تعتمد على مسالة موازنة المتناقضات المختلفة بناء على تفسيرهم لتلك المتناقضات ولا سيما ان البعض يفكر بانه اذا ما كان غير معرض لخطر العدوى فليس من الضروري اخذ اللقاح ولا سيما ان العلماء يؤكدون بان نسبة تتراوح بين (60-80)% يمكن ان يكتسبوا مناعة القطيع لذا فليس من الحكمة الحديث عن التطعيم الالزامي وهو ما يدفع للتفكير بانه كلما زادت قوة الدفع لنتيجة معينة كانت عوامل عدم الثقة والريبة منها اكبر وهو ما يكون ذو دافع عكسي من خلال القلق من عمليات انعدام الثقة بعمليات مراقبة انتاج اللقاح وسلامة انتاجه والاهمال المتعمد في مراقبة سلامة انتاجه لذلك تعمد الشركات المنتجة للتركيز على العمل التطوعي كواجب عام كأحد اشكال بعث الطمأنينة بين افراد المجتمع كتكتيك يشمل الافراد الذين لديهم الميل لإبراز فضائلهم علانية ولا ضير من ان يشمل ذلك بعض الشخصيات المشهورة كرؤساء الدول والاشخاص المؤثرين ليقودوا الاخرين لأخذ اللقاح لطمأنة مجموع الافراد في المجتمع.

    على اية حال فليس من المؤكد بان اجراء كهذا من الممكن ان يقلل نسبة من يخشون اخذ اللقاح ولا سيما ان الاجبار على اخذه ليس بالأمر الجيد فهو يمثل فرصة ذهبية لمن يختار سياسة معاكسة عبر المجادلة في الاثار السلبية التي يمكن ان تغير حياة شخص ما اجبر على تلقي اللقاح .

     ففي ظل الدعوات لمزيد من الشفافية حول لقاح كوفيد -19 يظهر تضارب المصالح المالية للأطراف المنتجة للقاح لإتاحة المعلومات بشكل انتقائي لترجح مصالح الشركات وصولا لصانعي القرار ليبقى الجمهور في الظلام وغياب شبه كامل للشفافية في نشر المعلومة وهو ما نجده امر غير متوازن وان كان يمثل تطبيقا واقعيا لتضارب المصالح بين اطراف عدة.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع