القائمة الرئيسية

الصفحات

الخطاب الإسلامي المعاصر وحقوق الإنسان

الخطاب الإسلامي المعاصر وحقوق الإنسان

الخطاب الإسلامي المعاصر وحقوق الإنسان 


مفهوم الإنسان وحقوقه وحرياته في الخطاب الإسلامي المعاصر يتعلق بإشكالية منهجية نظرية معاصرة زمانية ، ونصوص مرجعية لا زمانية ، ويتعلق بتصور معاصر لمفهوم الإنسان وحقوقه ، وتصور أصولي لمعرفة الإنسان لحقوقه . والمفهوم والحقوق في النص المرجعي أو التصور الأصولي في الإسلام يُؤسَس على مفهوم التكريم في العقل بمعنى الفعل ( التفكير ) فرضاً ، وعلى مفهوم الخلافة بــ ( الاستخلاف في الأرض ) بدلالة التحقيق ( الحرية ) واقعاً . 

والأساس الموضوعي للفكر والحرية كمقياس لنشر الوعي وتعميق الجهد الفكري الذاتي والتأثير في الواقع فعلاً وتفاعلاً وتفعيلاً . فالحرية أمانة . ووعي الحقوق في النص المرجعي مصدرها الوحي الإلهي . وعليه : فالحرية وحقوق الإنسان ليست شعارات في الإسلام وخطابه ، بل مبادئ وقيم أساسية أصيلة وسامية . فعندما يطرح الخطاب الإسلامي نفسه أنموذجاً لمشروع حضاري ؛ لا بد له منذ البدء أن يتساءل ، أو يطرح تساؤلات عن قيمة الإنسان المسلم وحقوقه وحرياته ، وفق مستويات المنهج والتنظير والواقع ؛ للوصول إلى الإنسان المسلم المثال . 

وهنا أقول : أنَّ للخطاب الناجح مقومات متى توافرت كان الخطاب متوازناً مؤثراً إذ بات معروفاً أنْ ثمةَ حوارات منقسمة بين النجاح من جهة وعدم التوفيق من أخرى وعلى مستوىً ظاهر . منشأه إما القصور،أو تمامية بعض المقومات فيه ومنها مثالاً لا حصراً.

  • 1. تعيين الهدف : وهو أسمى هدف يتوخاه المؤمن في حياته ؛ لتوحيدهم والاعتصام بحبل الله تعالى.أخوة بررة يشد بعضهم أزر بعض. 
  • 2. التمهيد للفكرة : وهو التدرج في المعلومة ، وله ميزته بدءً بالمقدمات وختاماً بالنتائج وهو المنطق الحق لا التخبط صعوداً ونزولاً مما يربك المستمع بل ربما يضلله . 
  • 3. التعارف المسبق بين مستوى المتكلم والمخاطب كركنين أساسيين في العملية فعن طريق معرفة الآخر أو التعارف المسبق يتم الإلمام بأفكار الطرف الآخر ورؤاه وعقائده وأسلوبه ؛ فالوصول لنقاط مشتركة ، وبالتالي ينطلق منها لإثبات ما سواها في توضيح مقاصده أو احتجاجه . 
  • 4. حسن الظن المتبادل . 
  • 5. التأكيد على المشتركات : كما في دعوة السيد السيستاني إلى التمسك بأصول الدين وأركان العقيدة ومودة أهل البيت "" ونبذ الفرقة ورص الصفوف والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنب عن إثارة الخلافات المذهبية وتوثيق أواصر المحبة والمودة والتعايش السلمي على أساس الاحترام المتبادل.
  • 6. ترك التعصب : لكونه مانعاً أساسياً من الوصول إلى الأهداف المتوخاة ويكون الخطاب سلبياً بدلاً من إيجابه. 
  • 7. تناسب الشخصيات مع المقام : تناسباً علمياً وأخلاقياً ، بمعنى وجود المقتضي في الشخصية الحوارية المؤهلة المدركة ؛ لتحقيق النتائج البناءة فأمير المؤمنين (ع) يقول : ( رأي الشيخ أحب إلي من جَلَد الغلام ) . 
  • 8. الاحترام المقابل : من جهة العقائد ، والكلمات ، ومصادر كل طرف ، ومراعاة الآداب العامة في المحاورة ، والتمسك بكل مقومات وأخلاقيات الخطاب والحوار. 
  • 9. نشدان الحقيقة : وهو المسمى بالبحث الموضوعي كيف ما كانت نتائجه بعيداً عن التموضع والتخندق كما يقولون . إذ تارة ينطلق البحث من مسبقات معلومة ومرتكزة عنده ويحاول ألواء عنق النصوص والبحث إليها ؛ ليثبت موضوعه . وهو منهج غير علمي . وأخرى ينطلق الباحث من الدليل إلى ما يؤدي إليه في حال محاكمته والحكم بصحته وصوابه وإلى حيث ينتهي به بغض النظر عن نوع النتيجة سلبية كانت أو إيجابية بالنسبة إليه ، نسبة إلى مرتكزاته واعتقاداته . وهو منهج علمي موضوعي يحمل بين طياته الأمانة العلمية والشجاعة البحثية .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع