قعر المستنقع
رغم كثرة المحامين الذين اكدوا لها بان اكثر عقوبة يواجهها زوج شقيقتها هي الحبس لثلاث سنوات .. ولربما أقل من ذلك , حيث ثبت - باعترافه - قيامه بقتل زوجته وعشيقها متلبسين في غرفة النوم , الا انها وبعناد محموم بقيت تتنقل بين مكاتب المحامين سعيا وراء ضالّتها .. حتى التقته .. المحامي الذي القى عليها نظرة متفحصة من اعلى رأسها الى حذائها , ثم لمّح لها بامكانية تلبية طلبها والحصول على حكم باعدام الجاني .. بشرط تعاونك !
ولأنها لبقة .. فقد فهمت تماما نوع التعاون المطلوب منها
يوم المحاكمة اقتحمت قاعة الجنايات وهي في كامل اناقتها , لم تكن يوما ما أجمل ولا أأنق مما هي عليه اليوم , تجاهلت نظرات الحضور , والقضاة , والمدعي العام , وركزت نظراتها على الجاني .. ذلك السفّاح الذي حرم شقيقتها الحياة
لم تستغرق المحاكمة طويلا , غادر الجميع قاعة المحكمة بانتظار مداولة الهيئة لاصدار الحكم , غلبتها ابتسامة ساخرة وهي تصغي للمحامي المسن يردد لخصمها المكبل بالسلاسل :
- اطمئن .. من الواضح ان المحكمة مقتنعة ب ( القتل غسلا للعار ) لذا فان اسوأ حكم سنحصل عليه هو الحبس لثلاث سنوات
مرت الدقائق بطيئة كما الساعات .. صرخ المنادي بإسم المتهم فعاد الجميع الى القاعة .. كان الحكم بادانة المتهم وفق مادة القتل العمد ( 406 ق ع ) ومعاقبته بالاعدام ! ولم يتطرق الحكم الى اية تفاصيل تتعلق ب ( غسل العار ) .. وصدر القرار بالاتفاق !! صُدم المتهم .. وصدم محاميه وهو يتلفت كمن لدغته افعى .. وتعالت همهمة بين الحضور
- نعم استاذ .. نعم استاذ .. احنا ان شالله على الوعد ( رمقها بنظرة مؤكدة ) سوف اتي ببها الى بيتكم مساءا بنفسي .. نعم نعم اعرف العنوان .. احنا بالخدمة استاذنا .
( للأسف .. القصة حقيقية )
تعليقات
إرسال تعليق
اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة