القائمة الرئيسية

الصفحات

من بحوث جرائم المخدرات في القانون الدولي في النجف الاشرف.




نعمة العبادي

نعمة محمد العبادي, الدكتور والاستاذ والشيخ ومديرا للمركز العراقي للبحوث والدراسات, حيث برز الاستاذ العبادي بعد رفده المكتبة السياسية والاجتماعية بعشرات الكتب والمقالات والابحاث في المجلات والصحف منها: الصباح, والمستقبل, والمدى, والمواطن, ومن الكتب التي تبناها المركز والتي هي من ضمن تأليفه وتأليف الدكتور حسن لطيف الزبيدي.

من بحوث جرائم المخدرات في القانون الدولي في النجف الاشرف.



- الديمقراطية مفاهيم وتجارب, الاصدار (4).

اما عن المخدرات:


تميزت جهوده بمشاركته في مديرية التربية البيئية والصحة المدرسية في المديرية العامة للتربية الرياضية وبالتعاون والتنسيق مع المديرية العامة للتربية في محافظة النجف الاشرف بإتمام ورشة عمل الخاصة بالتوعية بمخاطر المخدرات والمنشطات تحت شعار (من اجل مجتمع خال من المخدرات والمنشطات), للفترة من (20 - 23), تشرين الاول, عام 2013م, والتي ايضا شارك جمع من الاساتذة التي القيت خلالها محاضرات عن مخاطر المنشطات والمخدرات.


وايضا بحث كان نصه:


الحصانة الذاتية في الثقافة العراقية تجاه تعاطي المخدرات

قراءة في الاختلالات الثقافية تجاه تعاطي وسبل مواجهتها


على الرغم من كون العراق يعتبر احد الممرات التي تنقل من خلالها المخدرات إلى بلدان الخليج وخصوصا السعودية وذلك بتهريبها عبر الحدود الإيرانية - العراقية وأحيانا التركية إلا انه لم يكن يوما يوصف بأنه احد بلدان تعاطي المخدرات أو تسجل فيه أية أرقام تبعث على القلق في هذا المجال، لكن هذا لا يعني انعدام تعاطيها بالكامل، وكذلك وجود تعاطي لبدائل أخرى . ولعل من الغريب أن تجد أشخاصا ملتزمين دينيا أو على الأقل لا يوصفون بالانحراف الاجتماعي والأخلاقي وفي عين الوقت يتاجرون بالمخدرات أو يقومون بتهريبها كما هو في الكثير من العاملين في هذا القطاع من أهالي محافظتي ميسان والسماوة.

إن هذه الممانعة الذاتية في العقل العراقي والثقافة الشعبية والنخبوية تعني وجود مصادر ذاتية تلهم الالتزام والردع وتبقي الأفراد والجماعات بعيدا عن التعاطي أو التماهي معه كممارسة اجتماعية منحرفة قبل أن تكون حالة مرضية وشأنا صحيا .

يتضح الأمر جيدا عندما تقارن بين شعبين متجاورين وهما الشعب الإيراني والعراقي، ففي الوقت الذي مضى على الثورة الإسلامية والنظام الديني بالحكم في إيران ثلاثون سنة وحجم العقوبة على المخدرات والتحذير المستمر من تعاطيه وإجراءات الملاحقة المكثفة لتجارته ومتعاطيه تتلمس تسويغا وتهاون وقبول للتعاطي والمتعاطين في المجتمع الإيراني بنسبة كبيرة خصوصا في مراكز المدن الكبيرة والمجتمع ذو الصبغة المدنية ، إلا أن الشعب العراقي وثقافته يوصم المتعاطي بالعار والانحراف والنبذ وينظر إليه بدونية واشمئزاز أكثر من مرتكبي الجرائم الكبرى مثل الزنا أو الخيانة أو السرقة.

لا شك في أن عقوبة الإعدام التي سنها المشرع العراقي للمتعاطي والتاجر والناقل والوسيط، وغلاء المخدرات وأسعارها التي لا تناسب القدرة الشرائية لعامة المواطنين ووجود بدائل رخيصة يمكن أن تعوض المخدرات، بالإضافة إلى ندرة المخدرات نفسها، كل ذلك عوامل فاعلة ساهمت في الحد من التعاطي والتعامل الحذر معه، إلا أننا إذا قابلنا هذه العوامل في مجتمعات أخرى نجدها متقاربة خصوصا في جانب ضعف القدرة الشرائية و شدة العقوبة وصعوبة الحصول على المخدر ومع ذلك فان التعاطي ظاهرة لا تملك هذا التحسس الثقافي والاجتماعي الكبير باتجاه المخدرات كما هو في الثقافة العراقية عموما.

تمنحنا هذه الحصانة أملا كبيرا ولكنه ينبغي أن يكون حذرا وواعيا تجاه مكافحة المخدرات، بحيث لا نستغرق في الإجراءات الطبية والنفسية لمواجهة التعاطي على الرغم من ضرورتها، ونركز بشكل أكبر على الاختلالات التي صدعت الحصانة الثقافية تجاه التعاطي، خصوصا بعد عام 1991م, والتي أضعفت نظرة التحسس تجاه التعاطي والمخدرات في بعض المناطق من العراق أو بين جماعات محدودة، من هنا فان التركيز على مفهومي العار الاجتماعي والانحراف وتقوية النظرة الدونية للظاهرة وأصحابها، بالإضافة إلى إبقاء عقوبة الإعدام وبث الثقافة الصحية المناسبة الحل الأمثل لكبح جماح التعاطي ووأد أي حالة انتشار في بيئتها الصغيرة.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع