القائمة الرئيسية

الصفحات

خلاصة من خلاصات المحاماة



المحامي عارف الشعال

ننهل من البحر الواسع لتجربة أحد شيوخ مهنتنا الأجلّاء في المحاماة، الخلاصة الأزلية التالية:

خلاصة من خلاصات المحاماة
خلاصة من خلاصات المحاماة

((إن البعد بين رأي المحامي وجدّه واجتهاده في دعم هذا الرأي أمام المحكمة، وبين القرار الذي تنتهي إليه المحكمة، أو قل الانفصال بين هذين الاثنين، يلتقين أو لا يلتقيان في النتيجة، هو الذي تبرز فيه صعوبة ممارسة المحاماة لاختلافها وتميزها من هذه الجهة عن غيرها من المهن الأخرى.

الطبيب مثلاً إذا أحسن اختيار العلاج المناسب للمرضى، فالشفاء مضمون، وإذا أحسن التدخل الجراحي، فالنتيجة أيضاً مضمونة، بمعنى أنه ليس بين الطبيب ومريضه طرف ثالث غير ربك سبحانه وتعالى، 
والحال كذلك بالنسبة للمهندس المعماري، وهو الآخر نتيجة أو نجاح جهده وعمله، منه وفيه،

أما المحامي فإنه يجهد ويعمل ولكن نتيجة جهده، ولو أحسن وأجاد ومصير الدعوى، بيد غيره، وهو القاضي. 
والقاضي مهما تصورنا فيه الكمال، فإنه يخطئ ويصيب، وإنه قد يتأثر فينحرف من خوف من كبير، أو من سلطة، أو من طمع برشوة، أو من إغراء أنثى.

هل كان بعيداً عن الواقع من سمى المحاماة مهنة الخيبة والإحباط؟؟

ثم إن الموكل صاحب حاجة، وصاحب الحاجة أرعن، وفي اعتقده أنه اشترى المحامي،
فأصبحتَ ملكه وتحت تصرفه وإن كان يبد لك الاحترام.
عليكَ أن تضع حداً له، بكل أدب، ولكن بكل حزم، فإن تركت له الحبل تمادى، فلا تعود تستطيع أن تتحمله.
والمحاماة هي أيضاً مهنة عقوق وجحود، فإنك غالباً ما لا تلقى من موكلك وأهل موكلك بعد انتهاء القضية ما من حقك أن تتوقعه وتطمع به.....))

(المحامي الجليل المرحوم "هاني بيطار" -على أبواب التقاعد – ص77)
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع