القائمة الرئيسية

الصفحات

مطالعة المحامي زيد الايوبي في قضية الدكتور عبد الستار قاسم

مطالعة المحامي زيد الايوبي في قضية الدكتور عبد الستار قاسم

مطالعة المحامي زيد الايوبي في قضية الدكتور عبد الستار قاسم
مطالعة المحامي زيد الايوبي في قضية الدكتور عبد الستار قاسم

سيادة القاضي ....

اتمنى ان يتسع صدر محكمتكم الكريمة لبضع سطور للتاريخ في هذه المطالعة لا بد لها من ان توضع في ملف هذه الدعوى علها تكون بوصلة لمحكمتكم عند النتيجة والحكم .

سيدي صاحب الشرف الرفيع...

ابتداءً تلاحظ محكمتكم الكريمة من اوراق القضية الماثلة امام عدالتكم انها ليست كباقي القضايا النمطية التي تعرض على القضاء فالمتهم فيها لم يرتكب جريمة قتل او اتجار بالمخدارات او هتك الاعراض او اختلاس المال العام او حتى تسريب الاراضي للاحتلال.
المتهم في هذه القضية كل ذنبه انه عبر عن رأيه في الشان العام ،عبر عن وجهة نظره بالاختلاف مع السياسيين وكبار الوعاظ فهل ما فعله جريمة لنعلن الويل والثبور عليه لانه ابدى رايه الذي يتفق معه البعض ويختلف معه الاخرين؟؟؟؟


يا سيادة القاضي

في ذات السياق ومن باب وضع النقاط على الحروف دعني ابدي لمحكمتكم الكريمة انه بدلا من ان نحاكم اصحاب الرأي الذين لم يحاكوا مزاج وعاظ السلاطين في ارائهم. 

كان الاجدى بنا ان نحاكم المسؤولين الذين نصبوا انفسهم كباراً و قادة، و اذا جلسوا على كرسي التصقو به ولن يتركوه الا اذا جاء اجلهم فتركوه مرغمين بفعل الرحيل القسري عن الحياة ولو اتيح لهم لاخذوا كراسيهم معهم الى قبورهم من شدة شغفهم وتعلقهم بها.
الاجدى ان نحاكم هؤلاء الوزراء والمسؤولين الذين استثمروا وظائفهم ونفوذهم لتعيين ابنائهم واحفادهم واصهارهم في الوظائف العمومية في الوقت الذي غرق به شبابنا وخريجينا في غياهب البطالة و اليأس حتى حل بهم القهر و باتوا من اليائسين .

الاجدى ان نحاكم من وضع السياسات الاقتصادية التي اغرقت المواطن بالهموم والاعباء المالية وغلاء الاسعار وكبلوا من خلالها شعبنا باصفاد البنوك، هؤلاء الذين اوصلوا المواطن لمرحلة من العوز و العجز غدا فيها لا يقوى على دفع فاتورة الماء والكهرباء فعاش اطفالنا في ظلام الفقر وظلمة الحاجة وهم يرون الذوات وابنائهم يعيشون بعز ونغنغة دون ادنى احساس بمشاعر الفقراء والمحتاجين .


الاجدى ان نحاكم من يرعى الفلتان الامني ويعتدي على رجال الامن ورجال انفاذ القانون لغايات لا تخدم الا اعداء شعبنا والمتربصين بمشروعنا الوطني.

الاجدى ان نحاكم هؤلاء الذين شقوا الوطن الى شقين وبنوا لهم امارة على انقاض وحدتنا وما تبقى من احلامنا تلك الامارة السوداء التي حطموا فيها احلام المكلومين في غزة هؤلاء الذين وجهوا فوهات بنادقهم الى صدور ابناء شعبنا بعد ان اشبعونا حكم ومواعظ عن مقاومة الاحتلال هؤلاء الذين تكرشت بطونهم من اكل مال الحرام ويزنون كل يوم بفلسطين والقدس باسم الدين والمقاومة والاصلاح .

الاجدى ان نحاكم هؤلاء الهاربين الذين باعوا انفسهم للشيطان وتآمروا على شرعيتنا وقرارنا الوطني المستقل بعد ان تلطخت اياديهم باختلاس اموال الشهداء واللاجئين وقتلوا المناضلين الشرفاء فروح المناضل خليل الزبن لا زالت تطاردهم وتذكرنا بهم وبجرائمهم حتى الان .

الاجدى ان نحاكم انفسنا جميعا لاننا نسعى دون ان ندري لبناء دولة لا يستطيع المواطن ان يفتح فمه فيها الا عند طبيب الاسنان وكاننا نصنع بايدينا يوما سيأتينا غدا نقول فيه على الشاشات هرمنا..هرمنا..هرمنا يا وطني. 

الاجدى ان نحاكم جميعا انفسنا لاننا خذلنا القدس والشهداء وبتنا نتصارع على المناصب والمكاسب والكراسي وكأننا عدنا الى احضان حيفا ويافا ولم يبقى علينا سوى توزيع الغنائم على الفرسان ونسينا ان الاحتلال لا زال موجودا بيننا يتربص بوجودنا ومقدساتنا واحلامنا .

سيدي القاضي:

بكل الاحوال،انا شخصيا اثق ان هذه القضية تتعارض مع قناعات والينا فيما يتعلق بحرية الراي والتعبير وهو لا يريد من يخطب وده بهذا الشكل المريع ولا يريد حوله من يمسح له الجوخ بنحر الحريات وتكميم الافواه وهو يرفض ايضا ان يقدم المعارضين الاحرار قرابين لمصالح كبار الوعاظ والمسؤولين . فهو الامين المؤتمن علينا جميعا وهو راعي الحريات وهو من منح رعيته حق انتقاده وتصحيح اعوجاجه ان اخطأ عندما قال سأجعل الحرية في عهدي سقفها السماء . لكنهم وعاظ السلاطين يا سيدي يحجبون عن والينا كل الاشياء، يحللون ويحرمون في السياسة وفق مزاجاتهم وشهواتهم فمن وافقهم الرأي وسار على هديهم كان من المؤمنين ومن خالف رأيهم كان زنديقا يسعى في الارض فسادا جزاءه ان يصلب او تقطع يديه وارجله من خلاف، نعم انهم الوعاظ والحاجبين يأخذون جريمة نحر الحريات على عاتقهم حرصا على مصالحهم وولي امرنا جمل المحامل يدفع فاتورة زلاتهم وخطاياهم امام الناس لكنه لا زال ايوب بصبره وثباته راسخا على الحق مؤمنا بشعبه كيف لا وهو حامل لامانة كبرى تكسر ظهر الجبال فلنخاف الله فيه ولنلتف حوله وليس منا من يعين اعداء شعبنا واحلامنا عليه ؟؟

سيدي صاحب الشرف الرفيع: 

لكل ماتقدم وبعد مراجعة مهنية وقانونية خالصة لهذه القضية، مراجعة منطلقها ضمير المحامي المؤمن بحق الشعوب في التعبير عن رأيها وجدت انني اسأت تقدير قبولي لهذه القضية بعد ان ثبت لي وفقا لرايي المتواضع انها تتعارض مع قناعاتي بالنظر لمجرياتها وملابساتها لان افعال المتهم فيها لا تشكل جريمة وانما هي ممارسة حقيقية لحرية الراي والتعبير وفقا لما نص عليه القانون الاساسي النافذ والمعاهدات الدولية ذات الصلة ومكاني ليست هنا وعليه فقد قررت الانسحاب منها لان ذبح الحريات جريمة كبرى سيذكرها التاريخ ، ارفض كمحامي حر ان اكون شريكا فيها ملتمسا بالنتيجة اشعار موكلي بذلك حسب الاصول والقانون وابدي ايضا انني اثق بنزاهة محكمتكم التي تفرض عليكم اعلان براءة حرية الرأي والاقلام فقضائنا ارفع وانزه من ان يكون اداة لتكميم الافواه واسكات الحناجر الحرة ولمحكمتكم مني كل اجلال واحترام .

تحريرا في 28/3/2017

المحامي زيد الايوبي
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

اذا أعجبك الموضوع فلماذا تبخل علينا بالردود المشجعة

التنقل السريع