دوندي الانثى الوحيدة التي حكمت بغداد طوال تاريخها

في سلسلة بغداديات يوم 2016/11/9 كانت لنا محاضرة في احدى المجالس الثقافية عن السلطانة الوحيدة التي حكمت بغداد طوال تاريخ هذه المدينة المنصورة وكان حكمها لبغداد لوحدها اي لم يشاركها في الحكم رجل او امراة ذلك ان تاريخ بغداد شهد حاكمات او ملكات يشتركن مع ازواجهن او ابنائهن في حكم بغداد وبقدر قليل ولكن الحكم الذي انفردت به السلطانة دوندي لم يتحقق لاية امرأة في تاريخ بغداد فلا يمكن مثلا ان يقال ان السيدة شغب كانت تحكم بغداد لان حكمها كان من خلال ابنها الخليفة العباسي المقتدر ولا يمكن ان نقول ان السيدة زمرد خاتون كانت تحكم بغداد فقد كانت تشارك زوجها الخليفة المستضيء وابنها الخليفة الناصر لدين الله في بعض اجراءات الحكم والامر ذاته يقال عن الملكة نفيسة زوجة الملك فيصل الاول....

 والملكة عالية زوجة الملك غازي اذ انهن ملكات على بغداد من دون حكم ولا دور لهن في امور السلطة والادارة ولكن السلطانة دوندي احدى سلاطين الدولة الجلائرية التي حكمت بغداد منفردة بحيث كان لها الدور والامر اولا واخيرا ولا يشاركها احد زوجا او قريبا وهي ابنة السلطان حسين ابن السلطان اويس ابن السلطان الشيخ حسن الكبير مؤسس الدولة الجلائرية عام 738 هـ بعد ان قضى على الدولة الايلخانية وقتل اخر سلاطينها موسى خان اخر حكام بغداد من ذرية هولاكو خان الذي اسس الدولة الايلخانية عام 656 هـ بعد احتلاله بغداد والقضاء على الخلافة العباسية والسلطانة دوندي كانت اخر سلطانة جلائرية حكمت بغداد وقد استقلت بحكم بغداد عام 819 هـ 

وضمت الى بغداد البصرة والحويزة وواسط حيث امتد حكم السلطانة دوندي الى هذه الاماكن ولم تكتفي بحكم بغداد فقط ووصل سلطانها الى ان خطباء الجمعة في مساجد بغداد يدعون لها كما كانوا يدعون للخلفاء زمن الدولة العباسية وكانت العملة النقدية تضرب باسمها حيث ينقش اسم السلطانة دوندي على النقد واستمر ذلك حتى موتها بعد حكمها لبغداد لمدة تصل الى السنتين وقصة وصولها الى حكم بغداد تتلخص في انها رافقت عمها السلطان احمد الذي كان حاكما لبغداد وتم طرده رافقته الى مصر لطلب المساعدة من ملك مصر الظاهر برقوق امام هجوم تيمور لنك على بغداد والذي استباحها واعمل السيف والنار فيها وقام الملك الظاهر بتجهيز جيش رجع به السلطان احمد الى بغداد وانضمت تحت لواء هذا الجيش كثير من القبائل وحاصر السلطان احمد ودوندي والجيش بغداد مما ترتب على ذلك هروب نائب تيمور لنك الذي كان حاكما لبغداد ودخول السلطان احمد ودوندي الى بغداد وتولي السلطة ثانية من قبل السلطان احمد في بغداد وعندما ذهبت الى مصر ....

اعجبت دوندي الملك الظاهر برقوق وشغف بها حبا لجمالها الذي كان وراء تجهيز الجيش الكبير الذي فتح بغداد ومما يروى عن ذلك ان الملك الظاهر كان يقول لها الواصلة بنت الواصلة اي وصلت الجمال بالجمال وتزوجها لكنها فارقته بعد مدة فتزوجها ابن عمها شاه ولد الذي تولى السلطة في بغداد بعد وفاة ابيه السلطان احمد وانجبت منه ولدين لكنها اقدمت على قتل زوجها شاه ولد وتولي السلطة في بغداد مكانه كحاكمة وحيدة ولكن محمد شاه بن قرة يوسف الذي اسس دولة الخروف الاسود بعد سقوط الدولة الجلائرية حاصر السلطانة في بغداد وخرجت الى مدينة واسط ومدينة تستر وملكتهما وقام معها في الحكم محمود شاه ابن زوجها الشاه ولد من زوجة اخرى ولكنها قتلته ايضا واستقلت بالحكم لوحدها في بغداد حتى وفاتها وفاة اعتيادية وتعتبر وفاتها نهاية لحكم الجلائريين في بغداد ذلك ان ابنها اويه ابن زوجها شاه ولد حاول اعادة السيطرة على بغداد بعد وفاة امه السلطانة دوندي لكنه قتل في الحرب وابتدأ حكم دولة الخروف الاسود (قرة اقوينلي) التركمانية .