القائمة الرئيسية

الصفحات

ما المقصود بالعدول الاختياري - بحث في الشروع في الجريمة

بحث في الشروع في الجريمة 

بحث في الشروع في الجريمة
بحث في الشروع في الجريمة 

ملتقى الفكر القانوني 

يقصد بالعدول الاختياري هو ان يتراجع الجاني عن اتمام نشاطه الاجرامي قبل اتمامه كأن يدخل السارق الى المكان الذي يروم سرقة المال منه ولكنه قبل ينقل المال الى حيازته الشخصية يتراجع عن مشروعه الاجرامي او يضع المتهم السم في طعام الشخص الذي يريد قتله ولكنه بارادته واختياره يسحب الطعام قبل ان يتناوله المجنى عليه ويقوم بسكبه في مسلة النفايات او ان الشخص يمجد افكاراً ارهابية ويتعلق بها ويحاول العثور على طريقة للاتصال بهم ولكن يحدث عنده نوع من صحو الضمير ومدى خطورة تفكيره وسلوكه في مصير شعبه وعائلته يعدل باختياره عن تلك الفكرة ،، وان الاثر الذي يمكن ان يترتب على مثل هذا العدول الاختياري هو انتفاء المسؤولية الجنائية عن الشخص بخصوص الجريمة التي كانت ضمن مشروعه الاجرامي ، لابل انه لايسأل حتى عن الشروع في تلك الجريمة وربما تنهض مسؤوليته بحدود النشاط الذي قام به اذا كان ذلك بحد ذاته يشكل جرماً قانونياً بمقتضى نص عقابي خاص كان ان يكون دخول الشخص الى دار المجنى عليه التي عدل عن اتمام السرقة فيها فان فعل هذا الشخص يشكل جريمة انتهاك حرمة ملك الغير ، 


اما الشروع في ارتكاب الجريمة يعني ان الجاني ينفذ الركن المادي للجريمة اي يبدأ بتنفيذها ولكنه يتعذر عليه اتمامها لسبب لادخل لارادة الجاني فيها اي ان الجاني لايعدل باختياره عن تحقيق النتيجة الجرمية، كان يطلق الجاني النار على المجنى عليه من مسدسه لكن الاطلاقات لم تصبه او ان الجاني وبينما يوجه بندقيته نحو المجنى عليه غير ان شخصاً اخر يستطيع الامساك به بما يحول بينه وبين اتمام الجريمة او ان يضع المتهم السم في الطعام ولكن ياتي الخادم من تلقاء نفسه ويقوم برفع الطعام قبل حضور المجنى عليه او يحصل شيء ما بما يؤدي الى عدم رغبة المجنى عليه في تناول الطعام بالاطلاق ، او ان الشخص يتقبل افكار ارهابية ويقرر الالتحاق بهم وبينما هو يحاول الاتصال بتلك الجماعات ويروم الاتحاق بهم في مناطق تواجدهم يتم القبض عليه ويعترف بكل تلك التفاصيل ، ففي كل الحالات المشار اليها تتحقق مسؤولية الشخص عن جريمة الشروع في القتل العمد والشروع في الانتماء الى تنظيم ارهابي ، 

وفي بعض الاحيان نجد ان الشخص يرتكب جريمته بصورة تامة ولكنه يظهر ندمه على ما أقترفته يداه من فعل جرمي ، كان يقوم الجاني باطلاق النار على المجنى عليه ويصيبه ولكن يسرع هو في اسعافه وينقله الى المستشفى لانقاذه من الموت المحتم ، وكذلك الشخص الذي يرتكب جريمة السرقة ثم يعيد المال المسروق الى صاحبه ، او ان الشخص الذي التحق بصفوف الارهابين وبقي معهم لفترة وبعد ان عايشهم راودته فكرة العودة الى احضان الوطن اياً كان السبب سواء باعادة النظر في تفكيره ام بناء على طلب الاهل والاقارب وهذا ماحصل فعلاً بحق عدد من الاشخاص في اقليم كوردستان ، ففي مثل هذه الامثلة نكون امام حالة التوبة الايجابية التي يحاول فيها الشخص اصلاح الضرر الناتج عن الجريمة بعد اتمامها ، اذن فالتوبة الايجابية لا تحصل الا بعد ارتكاب الجريمة بشكل كامل ، ففي هذه الحالة تنهض مسؤولية الشخص عن الجريمة كاملة ولكن تكون لهذه التوبة اثرها في استخدام اسباب الرأفة بحق صاحبها عند فرض العقوبة عليه من لدن محكمة الموضوع والتي تخضع في ذلك الى رقابة محكمة التمييز
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع