القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث الأخطاء الطبية (الحلقة الخامسة) : التاريخ كان قاسيا على الأطباء

الأخطاء الطبية (الحلقة الخامسة) : التاريخ كان قاسيا على الأطباء

بحث الأخطاء الطبية (الحلقة الخامسة) : التاريخ كان قاسيا على الأطباء
بحث الأخطاء الطبية (الحلقة الخامسة) : التاريخ كان قاسيا على الأطباء

Pr. Belhouss Ahmed

منذ أكثر من 4 ألاف سنة وضع الملك حمورابي حاكم بابل ما يعرف بدستور حمورابي والذي نص في المادة 218 على ما يلي: " ‘إذا عالج طبيب رجلا حرا من جرح خطير بمشرط من البرونز وتسبب في وفاته، أو إذا فتح خراجا في عينه وتسبب ذلك في فقدان عينه، تقطع يده ".

عند القدماء المصريين كان عقاب الطبيب المخطئ هو الإبعاد أو الموت وعند الرومان كان يحكم على الطبيب المخطئ بالنفي إذا كان من الطبقة الراقية وبالإعدام إذا كان من الطبقة المتوسطة والفقيرة.
في أوربا وفي عصور الظلام بالقرون الوسطى كانت الكنيسة هي المسيطرة على أخطاء الأطباء، وكان إذا أخطأ الطبيب وتسبب في وفاة المريض كانت الكنيسة تأمره بأن يسلم نفسه لعائلة المريض المتوفى الذي يحق لها قتل هذا الطبيب أو استخدامه كعبد أو بيعه في سوق العبيد.
وتوالت التشريعات بهذا الخصوص وأخذت مهنة الطب تسمو بين كافة المهن إلى أن وصلت عند الإغريق حيث أنصفوا الطب عبر وضع ألهة له سمي (اسكلابيوس) وهو صاحب الشارة التي مازالت إلى يومنا هذا رمزا لمهنة الطب والمتمثلة في العصا والثعبان. في هذا العصر كان الطبيب لا يسأل عن خطئه.
في شريعتنا الإسلامية نجد أن تعلم فن الطب فرض كفاية إذا قام به شخص سقط عن الأخر ومن تعلم الطب وجب عليه القيام بواجب التطبيب. وقد أجمع الفقهاء على عدم مسؤولية الطبيب عن الخطأ الشائع بين الأطباء وقصروا المسؤولية على ما لا يجوز أن يقع فيه الطبيب والذي يسمى بالخطأ الجسيم.


من كل ما سبق يتضح أنه في الماضي كان هناك عقاب قاسي في حق الطبيب المخطئ إلا أن هذه القسوة تم تجاوزها في عصرنا الحالي لأن الطبيب إنسان ويشتغل على إنسان ولأن الطب علم نسبي وليس مطلق وبالتالي لا يمكن للطبيب أن يضمن للمريض عدم الوقوع في مضاعفات الفعل الطبي ولا يمكن له أن يحمي المريض من كل الأخطار المحدقة بالممارسة الطبية. ولذلك وضعت تشريعات معاصرة تكفل حماية مهنة الطب وتنصف الأطباء في عملهم.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع