بحث ودراسة شروط أخذ الإقرار أو الاعتراف من المتهم

بقلم المحامي ياسر انكال 

يجهل كثير من الناس معنى القاعدة الفقهية الأصولية:(المتهم بريئ حتى تثبت إدانته) 

لنرى اولا فقه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في التعذيب لأخذ اعترافات (إقرار أو اعتراف) بالإكراه

فأحد الولاة في عهد عمر بن عبد العزيز كتب إليه :

*إن إناساً من العمال قد إقتطعوا مالاً ، ولست أقدر على إستخراجه مأحبن أيديهم إلا أن أمسهم بشيء من العذاب، فإن أذنت لي .. أفعل*.

فكتب إليه عمر : 

*إني أعجب من إستئذانك إياي في عذاب بشر ، كأني لك حصن من عذاب الله، وكأن رضائي عنك ينجيك من سخط الله فانظر من قامت عليه بينة، فخذه بما قامت به عليه البينة، ومن أقر لك بشيء فخذه بما أقر به ومن أنكر .. فاستحلفه وخل سبيله، وأيم الله .. لأن يلقوا الله بخياناتهم، إلي من أن ألقى الله بدمائهم .. والسلام...*

و عليه يجب ان نوضح هنا بعض الأشياء:

اولا: الاعتراف هو إقرار المتهم في القضية الجنائية الموجهة ضده أو بعض أجزاء الجريمة المرتكبة نفسها.

ثانيا: الإقرار هو التصريح بالحقائق بواسطة المتهم في قضية جنائية ما و الذي قد لا يشركه أو يوقعه مباشرة في الجريمة التي اتهم بها.

طيب ما هي الوصايا أو الشروط التي يجب ملاحظتها عند أخذ الإقرار أو الاعتراف:

١. يجب ان يكون أخذها كتابة مع توقيع المتهم عليه.

2. يجب ان تكتب بلغة مفهومة للمتهم.

3. يجب ان تؤخذ بحرية و طواعية المتهم.

4. يجب أخذها بواسطة القاضي.

و أخيرا يجب أن نعلم أن الاعتراف أشد وقعا على النفس من الإقرار و ذلك استنادًا على الآية الكريمة:

قال الله تعالى في محكم تنزيله(فاعترفوا بزنبهم فسحقا لأصحاب السعير) صدق الله العظيم