القائمة الرئيسية

الصفحات

كن محامي حقاً و لا تكن سفسطائياً

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،،


نعم كن محامي حقاً،و للحق معيناً وبالصدق مدافعاً، وللعدل تواقاً، وللباطل محارباً، قد تسألني أنت وغيرك، لماذا تريدني دوماً أن أكون مميزاً، وتربأ بي من كل خطأ و زلل وكأني لست بشراً، وأن المحاماة ليست ككل المهن، نعم أنا وغيري من طلاب الحق ومحبي العدل وكل دعاة الفضيلة، نريد أن يكون كل محامي رمزاً للأخلاق، شعاراً للأدب دليلا للذوق، عنواناً للصدق، وقدوة للكل.
كن محامي حقاً و لا تكن سفسطائياً
كن محامي حقاً و لا تكن سفسطائياً


أتدري لماذا نريد منك أن تكون بهذا القدر


 لأنك أنتسبت إلى مراقي العلم والفضل إلى المحاماة مهنة الملوك والعظماء والشرفاء التي ينتمي إليها كل دعاة للحق والعدل لأنها أشرف المهن، وأجلها قدراً، وأرفعها منزلة و أنبلها مهنة، وأكثرها قُدسيَّة،لأنها تبحث عن الحقيقة وتنشد العدالة وتدفع الظلم، وترفع الضرر.


لذلك نريد منك أن تكون أهلاً لذلك الشرف


 وأنت بالخيار فإما أن تكون محامي حقاً وإما أن تكون سفسطائياً، أوتي من البلاغة والفصاحة والمنطق حظاً فهو يجادل به، ليتربح من جداله بالباطل وينتصر للظالم ويعينه على هضم حقوق الناس.



وإن سألت عن المحاماة فهي رسالة قبل أن تكون مهنة


لا نقول ذلك تفخيماً وتذويقا لمهنتنا أو ترويجا لها لكنها الحقيقة، فالدفاع عن الحق، والانتصار له،ومحاربة الباطل ،ودفع الظلم ورفعه وإرساء قيم و مباديء العدل هي الرسالة بعينها؛لأنها تحقق أشرف المقاصد وأنبل الغايات، وهي الدفاع عن الحق وهو الدفاع المقدس،لأن معتركه الصراع بين الحق والباطل، ((ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق)) – فأدِ رسالتك بإخلاص وصدق ولا يقدح في ذلك أن تأخذ على جهدك المبذول أجر



 فلا يضير المحاماة كرسالة إن كان أدائها بأجر


ولا تغتر بزخرف القول وحُسن البيان بأن يكون جُلّ همك الانتصار على خصم موكلك لتحقق كسباً مادياً أو معنوياً، فحينها لا تستحق لقب محامي بل الأنسب بك وصفا أنك سفسطائياً يعُرف ببلاغته،وقدرته علي نيل مطلبه باللحن في حجته،وبفصاحة منطقه،وقوة تعبيره، وبمراوغته وإتقانه فن الإلتفاف على الحقيقة، فالمحامي حقاً هو الذي يبحث عن الحقيقة لا البراءة، ويتصف بالحيدة والنزاهة، 



وهو الذي يؤسس للحق ويرسخ ركائز العدل


 فإن ترافع فبلسان صدق وإن دافع فدفاعه عن الحق. فلا تكن مفتونا بالمظهر وتترك الجوهر فليس ما يميز المحامي جمال مظهره،أو رصانة أسلوبه، وطلاقة لسانه فقط،وإنما الذي يميزه حقاً،انضباطه المهني،وأمانته واستقامته،وشرف أخلاقه،وليس الشرف فقط في القبيلة والنسب،إنما الشرف الحقيقي هو شرف الأخلاق، فكم من شريفاً في نسبه عظيماً في قومه وضيعاً،حقيراً عند ربه.


 فإن لم تستطع أن تكون محاميا حقاً


 فلا تكن ممن يرسخ في الأفهام ذاك الفهم المقيت للمحاماة بأنها هي مهنة المجادلين بأجر، السفسطائيين المبدلين للحقائق بسلطان البلاغة، وقوة المنطق، وحٌسن الخطاب،الذين جٌلّ همهم تحقيق الكسب بمنأى عن الدين والقيم الأخلاق. ولا تكن ممن خانوا الأمة وباعوا ضمائرهم، الذي يرسمون بسوء فعالهم وخبث ورذالة أخلاقهم صفحات سوداء لمهنة المحاماة،على أساس أنها فن المراوغه والخداع والكذب وتضليل العدالة والالتفاف على الحقيقة.



وصيتي لك أيها الفطن اللبيب التزود بالعلم 


فالمحاماة مهنة علم وفن رفيع، والعلم حجر الأساس في الآنتصار للحق وهو المعين على الإبانة والتوضيح، وإرساء دعائم العدل، وأن ملاك الأمر في ذلك كله هو تقوى الله جل جلاله فهي مركب النجاة وسبيل الأخيار، وهي المعين على نوائب الدهر، وحادثات الليل والنهار، وبها يتم التوفيق والسداد، وتنال بها كل المكرمات.


وستبقى المحاماة دوما رسالة الحق والعدل لأنها أشرف وأسمى من السفسطة وأنبل من المجادلة بالباطل الذي غايته التربح و الأرتزاق، وسيبقى المحامون الشرفاء حماة للعدالة يحتمي بهم الناس لرفع المظالم عن كواهلهم، لأنهم حملة لواء العدل ودعاة فضيلة، وأنصار حق.

أبو أيوب - فلسطين .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع