القائمة الرئيسية

الصفحات

التلوث البيئي في اهوار جنوب العراق احسان محسن عطية الحفيري معهد العلمين للدراسات العليا





(التلوث البيئي في اهوار جنوب العراق) الباحث: احسان محسن عطية الحفيري.






 التلوث البيئي في اهوار جنوب العراق

الباحث: احسان محسن عطية الحفيري. معهد العلمين للدراسات العليا

   نتيجة ممارسة نظام الحكم السابق العراقي سياسة تجفيف الاهوار ابان الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن المنصرم واعلان منظمة اليونسكو على ان الاهوار تراث عالمي انساني وقيام تركيا بإنشاء سد اليسو على نهر دجلة ومحاولة ملئه في بداية شهر حزيران من هذا العام2018 , اصبحت الاهوار كنظام بيئي واجتماعي محط انظار المهتمين في مجال البيئة وباحثيها. الأهوار: هي منبسطات منخفضة قليلا ًعن النهر, وتمثل أكبر نظام بيئي مغمور في الشرق الأوسط وواحد من أكبر المجمعات المائية للمياه العذبة - نسبيا - في العالم تقترب أو تزيد مساحتها على مساحة بلدان لها عضوية كاملة في هيئة الأمم المتحدة كلبنان والبحرين وقطر والكويت وغيرها. على أنّ خصائصها البيئية والمناخية والهيدرولوجية من أغرب وأجمل مناطق العراق عموما. وبيئة أهوار الجنوب تعد عالما إحيائيا متجانسا ما بين الماء, والنبات, والطيور, والأسماك والأحياء الأخرى, وهي حصيلة الاصطفاف الطبيعي لعشرات الألوف من السنين. وتشكل الأهوار أهم مصدر لإنتاج الأسماك في المياه الداخلية, إذ تنتج اكثر من (60% ) من الصيد التجاري, وتعدّ مراعي طبيعية لكثير من الأسماك التي يتم صيدها في مناطق أخرى من العراق.
   والأهوار: مسطحات مائية طبيعية واسعة تغمرها مياه الفيضان في الربع الثاني من العام ثم تبدأ بالانحسار في الشهور التالية حيث تتسرب مياهها إلى شط العرب لعدم وجود نواظم مانعة لفقد الماء. وفي الفيضانات فان الماء لا يغمر كل المسطحات المائية بل يقتصر على الأهوار المنخفضة نسبيا, ويساعد على ذلك وجود نواظم على الأنهار يمكن عند إغلاقها في مياه بعض الأهوار ويترتب على ذلك وجود نوعين من الأهوار, دائمة وهي تغمر بالمياه طوال العام, والأخرى موسمية, تغمرها المياه لفترات قليلة أو لا تغمر على الإطلاق اعتمادا ًعلى مدى كفاية الموارد المائية في موسم الفيضان.
   يشير مفهوم بيئة الأهوار إلى البيئة بجانبها (الطبيعي والاجتماعي) وكلا الجانبين يكمل بعضهما الأخر من ناحية التأثير المتبادل بين الإنسان والبيئة وأي كان نوع هذا التأثير المتبادل سواء كان سلبا أو إيجابا فانه يشير إلى عملية التكيف التي يمارسها الإنسان مع البيئة الطبيعية والتي تتخذ في الغالب عملية تطويع لها من خلال تكريس موجودات البيئة لصالح تحقيق أهداف الإنسان ومن الطبيعي ان لا يخلو هذا الأمر من عمليات إلحاق الأذى بالبيئة الطبيعية من خلال الممارسات الفجة التي يقوم بها اغلب أفراد المجتمع الأهواري للحصول على مصادر رزقهم ومثال على ذلك عمليات الصيد الجائر للأسماك والطيور فضلا عن السياسات الخاطئة والمدمرة والمتبعة من قبل الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عام 1921م تجاه الأهوار لاسيما مع بداية العقد السابع من القرن العشرين وما تلاه والتي ساهمت بشكل سريع وملحوظ في تدهور بيئة الأهوار وقد عدت تقييمات الظروف البيئية أن تحطيم مناطق الأهوار هو احد أهم الكوارث البيئة والإنسانية التي واجهت وتواجه المجتمع العراقي كما أشارت لذلك تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومبادرة تقييم احتياجات إعادة بناء العراق التي قامت بها الأمم المتحدة والبنك الدولي مما يتطلب جهدا وطنيا عراقيا يعمل على النهوض بواقع الأهوار وإدامتها.
   ومساحة الأهوار الدائمية متغيرة تبعا لشدة الفيضان ويتبع ذلك إختلاف عمق المياه بها من موسم لآخر وخلال السنة الواحدة ومتوسط العمق فيها 3 م. وتقدر المساحة الكلية للأهوارأكثر من عشرة آلاف كيلو متر مربع, وتشغل الأهوار الدائمية منها ( عام 1988 ) 2.32مليون دونم في أعلى المناسيب وبيانها كما يلي: جدول رقم (2) مساحة الأهوار الرئيسية (الف دونم) اسم الهور المساحة هور الحمار 920  هور القرنة 400  اهوار الشطرة 120 اهوار الشامية والمشخاب 80 اهوار اخرى حول نهر دجلة 800 المجموع 2320 *المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية 1990, المجمعات المائية في العراق أما الأهوار الموسمية فغير محدودة المساحة, تغمر بالماء في شهر آذار إلى حزيران إذا كانت الفيضانات عالية, وهذه الشهور تتوافق مع موسم الهجرة من الشمال إلى الجنوب بعد إتمام التكاثر تصاحبها إصبعيات الأسماك التي تجد الأهوار مكانا ًخصبا ًغنيا ًبالغذاء الطبيعي. وتوصف مناطق الأهوار بكونها متجانسة الخواص وتمثل بيئة متميزة بنباتاتها الكثيفة وسكانها والمياه قليلة الملوحة ومتجددة نسبيا ً.   وتعدّ أهوار العراق مهد الحضارة القديمة وأهم الأراضي الرطبة في قارتي أسيا وافريقيا كما تعتبر واحدة من أهم مراكز التنوع الاحيائي في عالمنا المعاصر وتقع الأهوار بين مدن العمارة في الشمال والبصرة في الجنوب والناصرية في الغرب ومن أهمها هور الحويزة وهور الحمار. وقد عانت الأهوار في ظل نظام الحكم السابق كما في مدن العراق من الاهمال والمعاناة والظلم والاستبداد فقام النظام السابق بأعمال تجفيف الأهوار وحرق قراها وتهجير سكانها اضافة إلى كل ذلك كانت مسرحا للقتال في الحرب العراقية الإيرانية فانتشرت فيها الملوثات الكيمياوية والسداد الترابية والمواضع العسكرية. قد أدى تجفيف الأهوار إلى الإضرار بالنظام البيئي ولاسيما المناخ الذي يعتبر أحد النظم البيئية على الأرض, الذي يرتبط بالنطاق البيئي. والنطاق البيئي بدوره يتكون من عدد كبير من النظم التي يؤثر الواحد منها على الأخر. وبيئة الأهوار تشغل ما يقارب خمس المساحة الجغرافية للمنطقة الجنوبية للعراق. والسمة العامة لمناخها يقع تحت تأثير المناخ الصحراوي لصحراء الجنوب العراقي وصحاري البلدان المجاورة. والبيئة المائية للأهوار تلعب دورا ً في التخفيف من حرارة الجو الشديدة, وجعل شروط الحياة أكثر قبولا ً, من خلال تلطيف عناصر المناخ. فالبيئة المائية هي الشرط الأساسي لتوفر الغطاء النباتي, والغطاء النباتي هو الشرط الضروري للكائنات الحيوانية, ووجود الماء والنبات والحيوان هو الشرط الأساسي لحياة الإنسان.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع